عماد أنور حالة من الغليان تشهدها أروقة اتحاد كرة القدم، عقب واقعة قيام أحمد مجاهد رئيس لجنة شئون اللاعبين بالذهاب إلى مقر الاتحاد فى التاسعة من مساء الخميس الماضى، وكسر "القفل" الخاص بغرفة العميد ثروت سويلم، المدير التنفيذى للاتحاد، للحصول على "الختم"، لإنهاء إجراءات قيد اللاعب أحمد رؤوف مهاجم الأهلى الجديد، وهو ما يتعارض مع لوائح قيد اللاعبين التى تنص على السماح بقيد أى لاعب حتى الثالثة عصرا وفقا لمواعيد العمل الرسمية. وكالعادة، تشهد الجبلاية أحداثا ساخنة ووقائع خرق القوانين، لكن تظل الحقيقة تائهة بين الأعضاء، دون معاقبة المخطئ، وربما هذه هى الطريقة التى اعتاد أعضاء الجبلاية فى كل العصور اتباعها فى إدارة المنظومة الكروية الأولى فى مصر، فمنذ سنوات نسمع ونشاهد مشادات عنيفة بين الأعضاء، ونرى تصرف كل عضو وفقا لوجهة نظره الخاصة، بل يحارب لإثبات أنه الوحيد الذى يعى ويفهم فى اللوائح والقوانين، لكن يتجاهل الجميع داخل الجبلاية "عقول" من حولهم. وترجع تفاصيل الواقعة إلى الخميس الماضى، حيث قام سيد عبدالحفيظ مدير الكرة بالنادى الأهلى بالاتصال بمجاهد لطلب قيد أحمد رؤوف قبل مباراة سموحة التى أقيمت السبت، وبناء على المكالمة الهاتفية، توجه أحمد مجاهد إلى مقر اتحاد الكرة، ومعه وليد العطار، فى التاسعة مساء، ولحق بهما سيد عبد الحفيظ لإنهاء إجراءات قيد اللاعب، وكانت حجة مجاهد أنه يعمل على خدمة الأندية وتسهيل إجراءات القيد. والمثير فى الأمر، هو عدم قيام الأهلى بإشراك مهاجمه الجديد فى مباراة سموحة برغم المغامرة التى قام بها مسئولو الأحمر لقيد اللاعب، وهو ما يثير الشكوك حول صحة قيد اللاعب من عدمه، لكن المؤكك أن اللاعب تم تسجيله فى غير مواعيد العمل الرسمية دون سبب واضح، وإن كان اللحاق بمباراة سموحة هو "الحجة" التى استند عليها مسئولو الأهلى، فإن اللاعب لم يشارك فى اللقاء. وبناء على تلك الواقعة، تم اتهام أحمد مجاهد بمجاملة الأهلى، وقام جمال علام بعمل اجتماع عاجل داخل مقر "الجبلاية" فى حضور حسن فريد وأحمد مجاهد وإيهاب لهيطة ومجدى المتناوى وعصام عبد الفتاح أعضاء مجلس الإدارة لمناقشة أزمة كسر القفل الخاص بغرفة سويلم. وشهدت كواليس الاجتماع مشادة عنيفة بين مجاهد وحسن فريد نائب رئيس الاتحاد، الذى اتهم مجاهد وسويلم بأنهم يشكلون جبهة خاصة، وأنهم يخترقون لوائح الاتحاد، وقد تقدم فريد بمذكرة رسمية يطلب خلالها التحقيق فى الواقعة واتهم فيها مجاهد بقيد اللاعب فى غير أوقات العمل الرسمية، واقتحام مكتب المدير التنفيذى للاتحاد من أجل "ختم" أوراق القيد. وشدد حسن فريد على تمسكه بإحالة أحمد مجاهد للتحقيق وتجميد إشرافه على لجنة شئون اللاعبين لحين الفصل فى الأزمة، وقال نائب رئيس الجبلاية ل "الأهرام العربى":إن مجاهد أعطى أوامره للموظفين باقتحام مكتب سويلم والحصول على أختام الجبلاية. وأوضح فريد، أنه لابد من تطبيق اللائحة على مجاهد بعدما قيد رؤوف فى قائمة الأهلى قبل وصول البطاقة الدولية، مؤكدا أن ما صدر من مجاهد وسويلم يعتبر إهانة لمجلس الجبلاية خصوصا أن مجاهد ألمح فى كلامه إلى الإساءة لأحد أعضاء المجلس واتهمه بأنه السبب في هذا الموضوع. وأضاف أن مجلس الإدارة يجب أن يتخذ موقفا حاسما مع الثنائى، خصوصا أن كل ما يحدث يؤكد بأن مجاهد يعتبر هو المدير التنفيذى الفعلي للاتحاد وليس سويلم. وقوبل طلب فريد بإحالة مجاهد للتحقيق من الشئون القانونية بالاتحاد بالرفض، وقرر مناقشة مذكرة فريد في الاجتماع المقرر يوم 19 يناير الجارى لاتخاذ القرار المناسب، موضحا أن الأمر لن يمر مرور الكرام بل سيتم التحقيق فى جميع جوانبه ولن تتم مجاملة أى متسبب في الأزمة. ووفقا لمصدر من داخل "الجبلاية" فقد علمت "الأهرام العربى"، أن الاتهامات طالت العميد ثروت سويلم المدير التنفيذى للاتحاد، بمحاولته تكوين جبهة دفاع عن أحمد مجاهد بسبب رغبته فى تحقيق أكبر استفادة من موقعة داخل الجبلاية قبل خوضه انتخابات مجلس الشعب المقبلة فى الشرقية. وأكد المصدر، أن سويلم يعتمد فى قوته داخل الاتحاد على علاقته القوية جدا بوزير الرياضة طاهر أبو زيد، وهو ما يدفع المجلس للتغاضى عن الكثير من أخطائه خوفا من تلك العلاقة. من جانبه أكد أحمد مجاهد، عضو المجلس والمشرف على لجنة شئون اللاعبين استياءه من الأقاويل التي دارت حول قيامه بتسهيل مهمة قيد أحمد رؤوف. وأضاف مجاهد، أن إجراءات قيد اللاعب سليمة تماما ، مشيرا أن الأقاويل التى دارت حول واقعة كسر أحد الأدراج داخل لجنة شئون اللاعبين للحصول على الختم الخاص بقيد اللاعبين من أجل النادي الأهلى ما هو إلا "فيلم هندي" من خيال شخص مريض داخل مجلس الجبلاية. وشدد مجاهد، على أن إجراءات قيد أحمد رؤوف فى قائمة الأهلى سليمة تماما من الناحية الإدارية بدليل إدراج اللاعب ضمن قائمة الفريق التى خاضت مباراة سموحة.