أحمد مسعود أصدرت مفوضية الأممالمتحدة السامية لشئون اللاجئين تقريرا حول أوضاع الأطفال السوريين في لبنانوالأردن قالت فيه أن أعدادا كبيرة من الأطفال يفقدون فرصتهم في التعليم ويصبحون المعيل الرئيسي لأسرهم فيما يتعرضون للاستغلال . وحذر المفوض السامي لشئون اللاجئين أنطونيو غوتيريش من أن عدم اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء الصراع في سوريا سيجعل جيلا من الأبرياء ضحايا دائمين للحرب المروعة. وفي تقرير بعنوان ( مستقبل سوريا ، أزمة الأطفال اللاجئين ) تناولت المفوضية السامية لشئون اللاجئين الأوضاع الصعبة التي يعيش في ظلها الأطفال السوريون في لبنانوالأردن. فولكر تيرك مدير إدارة الحماية الدولية بالمفوضية يقول إن أزمة اللاجئين السورية لا يوجد لها مثيل في حجمها ونطاقها خلال العشرين عاما الماضية . وأضاف في مؤتمر صحفي أن الأطفال يمثلون نحو خمسين في المائة من عدد اللاجئين وأن أعمار خمسة وسبعين في المائة منهم تقل عن الثانية عشرة. ويلقي التقرير الضوء بلغة واضحة على القضايا المحددة التي يواجهها الأطفال السوريون وقمنا في سورياولبنان بإجراء زيارات ميدانية وقابل فريقنا مائتين وسبعين طفلا لاجئا بشكل مفصل ومطول كما تحدثنا مع مختلف المجتمعات ومع الآباء في بعض الأحيان . ويلفت التقرير الانتباه إلى مشكلة الأسر الممزقة التي انفصل أفرادها عن بعضهم بسبب الصراع في سوريا . حيث يقيم في الأردنولبنان أكثر من سبعين ألف أسرة سورية لاجئة دون آباء ونحو أربعة آلاف طفل غير مصحوب بذويه. وكما يقول تيرك تدور المشاكل التي يعاني منها الأطفال حول عدد من القضايا المحددة. أحد المعطيات الواضحة للتقرير هو الاضطراب النفسي الذي يعاني منه الأطفال ويتجلى هذا في الانطواء ونوبات الغضب لذا توجد حاجة هائلة لتوفير الدعم النفسي الاجتماعي. هناك أيضا قضية الوحدة التي يعاني منها الطفل اللاجئ والنازح الذي انتقل إلى بيئة مختلفة للغاية عن داره، وينطبق ذلك الوضع على بقية الدول ولا يقتصر على لبنانوالأردن فقط اللذين ركز التقرير عليهما لصعوبة إجراء الدراسة في جميع دول الجوار." ويبرز التقرير أيضا مشكلة الحرمان من التعليم إذ لا يلتحق بالمدارس سوى نحو نصف العدد الإجمالي من اللاجئين الأطفال. وشرح مدير إدارة الحماية الدولية بمفوضية شئون اللاجئين أحد أسباب تلك المشكلة باستعراض بعض الأرقام من لبنان، إذ يقدر عدد الأطفال اللبنانيين في سن الدراسة بثلاثمائة ألف فيما يبلغ نظرائهم السوريين الموجودين في لبنان الآن مائتين وخمسين ألفا. وقال فولكر تيرك إن ذلك يوضح حجم ونطاق الأزمة بالنسبة لدول الجوار مثل الأردنولبنان. وتبذل الأممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية والحكومات المضيفة جهودا مضنية لمعالجة المشاكل التي تواجه الأطفال اللاجئين. فتقوم المفوضية بتوفير مساعدات مالية للأسر اللاجئة، كما تتعاون مع اليونيسيف ومنظمة إنقاذ الطفولة وغيرهما لإعطاء الأطفال فرصة لاستئناف تعليمهم. ودعا أنطونيو غوتيريش المفوض السامي لشئون اللاجئين والنجمة الأميركية والناشطة الداعمة للمفوضية أنجلينا جولي إلى دعم الدول المجاورة لإبقاء حدودها مفتوحة وتحسين خدماتها ودعم المجتمعات المضيفة. وناشدا الدول الأخرى توفير فرص إعادة التوطين والدخول إلى أراضيها لاعتبارات إنسانية للسوريين المتضررين من الصراع الدائر في وطنهم.