أشرف أبو السعود جاء تعيين الكاتبة الصحفية، السعد عمر المنهالى، رئيسا لتحرير مجلة ناشونال جيوجرافيك العربية بمثابة اعتراف حقيقى وتجسيد واقعى لأهمية دور المرأة العربية فى خدمة وتنمية المجتمع الخليجى، وأنها لا تقل كفاءة ولا خبرة عن الرجل. وتم اختيارها لتواصل دعم مسيرة المجلة عبر 15 دولة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تصل المجلة من خلال محتواها العالمى والمحلى إلى أكثر من 50 ألف قارئ فى العالم العربى . «الأهرام العربى» التقتها فى إطار احتفالية المجلة بمرور 3 سنوات على إصدار" الطبعة العربية" التى تتزامن هذا الشهر (أكتوبر) مع ذكرى مرور 122 سنة على إصدارها بأكثر من 30 لغة. ماذا يعنى لكم مرور ثلاث سنوات على عمر مجلة «ناشيونال جيوجرافيك» العربية.. وما الجديد لديكم؟ فى أكتوبر عام 2010 صدرت أول نسخة عربية لمجلة «ناشيونال جيوجرافيك» العالمية ذات الصيت الشائع، والتى كانت قد أكلمتى على إصدارها 122 عاما باللغة الإنجليزية واليابانية الفرنسية والألمانية والإسبانية، وعدد آخر من اللغات فاق ال 30 لغة. وقتها جاءت مبادرة دولة الإمارات وإمارة أبوظبى عبر ذراعها الإعلامى المتمثل بشركة أبوظبى للإعلام لإصدار المجلة باللغة العربية لإدراكها القيمة العظيمة للمحتوى العلمى والمعرفى للمجلة، ولحاجة المواطن العربى لهذا النوع من المعرفة. واللغة العربية بفضل هذه المجلة أصبحت تقف بجانب 39 لغة أخرى على مستوى العالم تقدم الدهشة لأكثر من 50 ألف قارئ باللغة العربية. الجديد أنه وبعد ثلاث سنوات من الحضور فى الساحة أصبح لزاما علينا الوجود فى وسائط جديدة للوصول إلى العرب فى كل مكان وليس فى المنطقة العربية، فهناك طلب عليها حتى فى أمريكا وبريطانيا من العرب المقيمين هناك، ويرغبون فى قراءتها بلغتهم، وذلك عبر منصات نشر إلكترونى مختلفة. منها تطبيق المجلة عبر الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعى. وهى نقلة ستوسع دائرة قرائنا وقد بدأنا بها بالفعل، وهو ما سيفيد المواطن العربى حتى من لا تصل إليه المطبوعة الورقية فى العالم كله وليس فى الدول العربية فقط. لماذا كان اختيار الصورة لتكون هى الأهم فى هذا الاحتفالية؟ الصورة هى السر الأول فى تألق مجلة «ناشيونال جيوجرافيك» العالمية على مدى قرن وربع القرن، وأنا هنا أتحدث عن الرؤية الجمالية، وليس قوة، لأن القوة فى المجلة مستمدة من الحقائق العلمية. هل يمكن القول إن المجلة استطاعت أن تشق طريقها بين شباب الوطن العربى؟ بالفعل.. تمكنت المجلة من تحقيق مكانة مميزة لدى القارئ العربى بالعموم، ليست لدينا أرقام عن أعمار القراء، ولكن الأكيد أن هناك نهما غير عادى لدى القارئ، وهذا يظهر من عدد رسائل القراء واللغة المستخدمة فى توصيل شغفهم وامتنانهم للقائمين على المجلة. كما أننا موقنون أن الطريقة المهنية الشيقة والفريدة التى تستخدمها ناشيونال جيوجرافيك فى عرض مواضيعها ستجذب أى قارئ حقيقى وستجعله من المواظبين على قراءتها، فقط عليه أن يقرأها لمرة واحدة ليكتشف الكنز المعرفى. ما أكثر الدول العربية إقبالا على قراءة المجلة؟ وما أسباب ذلك من وجهة نظرك؟ اكثر نسب بيع لمجلة ناشيونال جيوجرافيك من بين الدول العربية فى جمهورية مصر العربية، كما أن أقل نسبة مرتجع تأتى منها، ورغم تأثر بيع المجلة إلى حد ما بالاضطرابات السياسية والأمنية فمازالت مصر تتصدر الدول الأكثر إقبالا على شراء المجلة. بالتأكيد للكثافة السكانية دور كبير فى ذلك ولكن أيضا يعود لوعى المواطن المصرى بالقراءة وإدراكه لأهمية المجلة من الناحية العلمية والبحثية والمعرفية. وكذلك وهذا مهم جدا لأن أحد الأسباب أيضا سعر المجلة البسيط الذى لا يقارن بالمستوى الفنى للمطبوعة وجودة لغتها وورقها وصورها وقيمتها العلمية والترفيهية أيضا. متى يمكن القول بأننا نستطيع إبداع مجلة علمية؟ رغم توافر كل مقومات ذلك من عقول بحثية وبيئة ثرية وإمكانات مادية، فإن ذلك لا يحدث. أعتقد وبدرجة كبيرة أنها فقط مشكلة ثقة بالنفس وانشغال العرب كثيرا بقبول الآخر لمنتج كهذا. نحن العرب نفكر كثيرا بما سيقوله الآخرون، مع أن أصداء عمل كهذا يجب ألا تكون هى الشاغل الوحيد والأهم، فالهدف السامى بالحفاظ على الكوكب وشغل الأجيال بالعلم والمعرفة والاستكشاف والبحث الممتع الثرى هو الهدف الذى يجب أن يضعه العرب نصب أعينهم. فى الإمارات بدأت خطوتنا تأخد أبعادا تطبيقية فى هذا المنحى، وقريبا جدا بإذن الله سنتمكن من الحديث عن منارة علمية لها قنواتها الإعلامية سواء بالمطبوع أو المرئى الذى يسير فى خط العلوم.