د ب أ خلف أقوى إعصار يضرب الهند منذ 14 عاما حالة من الدمار اليوم الأحد على طول الساحل الشرقي وأسفر عن مقتل 18 شخصا على الأقل. وكان لأكبر عملية إجلاء في تاريخ الهند الفضل في إنقاذ العديد من الأرواح، حيث شملت مليون شخص. وقال قروي من منطقة جانجام بولاية أوريسا لتلفزيون "ان دي تي في" خارج منزله المبني من الطمي والذي تعرض للدمار "كنا سنموت إذا لم نذهب إلى ملاجئ الحماية من العاصفة.. لقد فقدنا منزلنا.. كل شىء تهدم. سيكون علينا أن نبدأ من الصفر" . وبدأ الآلاف من الجنود ورجال الإنقاذ عمليات إغاثة بعد تجاوز المرحلة الأسوأ من العاصفة حيث قاموا بإزالة الأشجار المقطوعة من الطرق وتوزيع المواد الغذائية. وذكر نافين باتنايك، رئيس وزراء أوريسا، للصحفيين في عاصمة الولاية بوبانيشوار، إن " مسؤوليتنا الأساسية هي حماية الأرواح الغالية، أعتقد أننا نجحنا في تقليل فقدان الأرواح الثمينة. حاليا، إعادة التأهيل هو تحد كبير بالنسبة لنا". ومر الإعصار "فايلين" المصحوب برياح بلغت سرعتها نحو 200 كيلومتر في الساعة عبر خليج البنغال ووصل إلى اليابسة بالقرب من مدينة جوبالبور الساحلية بولاية أوريسا مساء أمس السبت. وقطع "فالين" نحو 350 كيلومتر على اليابسة وخفتت حدته بصورة كبيرة، حيث وصلت سرعة الرياح إلى 80 كيلومترا/ساعة مساء الأحد. وقال هيئة الأرصاد الجوية إن الاعصار سيضعف ويتحول إلى "منخفض عميق". وتحصن ملايين الأشخاص في منازلهم وملاجئ الوقاية من العواصف في ولايتي أوريسا وأندرا براديش المجاورة لها خلال الليل حيث اقتلعت الرياح القوية المنازل الطينية والأشحار وقلبت السيارات المتوقفة بالشوارع. وقال مسؤول الإغاثة في أوريسا برابهاكار برادهان إن 17 شخصا قتلوا في حوادث ذات الصلة بالعواصف، بما في ذلك انهيار منازل وسقوط الأشجار وفيضانات. وسجلت حالة وفاة واحدة في منطقة سريكاكولام شمال ولاية اندرا براديش . وقال برادان "ووفقا لتقديرات أولية ، تأثر 10 ملايين شخص في 15الف و 315 قرية في ولاية أوريسا وحدها؛ وتضررت 230 ألف منزل، الكثير منها من القش" . وتضررت المحاصيل الزراعية والطرق بشدة في جنوب ولاية أوريسا وفي سريكاكولام. وغطى الظلام مناطق كثيرة في أوريسا جراء انقطاع التيار الكهربائى. ولا تزال رحلات الطيران والسكك الحديدية إلى المنطقة متوقفة حتى أن إدارة الأرصاد الجوية الهندية أصدرت تحذيرا من الفيضانات في ولاية بيهار، شمالي أوريسا. ويتوقع أن يحمل فالين معه أمطارا غزيرة للمنطقة. وتسبب فالين، ويعني " الجوهرة الزرقاء" باللغة التايلاندية، في عمليات نزوح جماعي في الولايتين. وقالت امرأة مسنة في مأوى من العاصفة، فى بورى لمحطة "سي إن إن-آي بي إن" إن " الجميع خائفون ولا يستطيعون النوم الليل بأكمله والرياح تعصف في الخارج. ابني والعائلة عادوا إلى القرية للاهتمام بمتعلقاتنا.. لا أعرف إذا كانوا بخير أم لا". وقال خبراء أرصاد إن "فالين" هو أقوى إعصار يضرب الهند منذ "الإعصار القوي للغاية" في عام 1999 والذي أودى بحياة أكثر من 10 آلاف شخص في أوريسا، إلا أن السلطات أعلنت أنها استعدت بصورة أفضل هذه المرة. ونفذت السلطات عمليات إجلاء كبيرة قبل الإعصار، وذلك بفضل أجهزة تنبؤ دقيقة بالطقس. وقالت تريبتي بارول، المتحدثة باسم الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث، إنها أكبر جهود إنقاذ في الهند، حيث أجلت السلطات مليون شخص، بينهم 900 ألف من أوريسا و100 ألف آخرين من أندرا براديش في يومين. وكانت أكبر عملية إجلاء في عام 1990 تضم 600 ألف شخص، عندما واجهت اندرا براديش تهديدا بإعصار. واشاد ماليني بارثاسارثي، رئيس تحرير سابق لصحيفة "ذا هيندو" اليومية بجهود الإجلاء "البطولية".