ميرفت فهد سؤال يطرح نفسه بشدة: لماذا رفضت واشنطن وقف 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية السنوية لمصر على الرغم من أن أنها أشاعت بأن حرمان القوات الأمنية المصرية لن يؤدي سوي إلى "زعزعة استقرار" البلاد؟ الإجابة و ببساطة كما كشف العديد من الخبراء المتخصصين تكمن فى أن أهمية استمرار تدفق المساعدات العسكرية لمصر، ألا وهو حماية صناعة إنتاج السلاح الأمريكية التي يتعاقد "البنتاجون" معها. فالواقع هو أن تقريبا كل ال 1.3 مليار دولار -أو نسبة ساحقة منها- الممنوحة لمصر بموجب "التمويل العسكري الخارجي"، إنما تستثمر في الاقتصاد الأمريكي، وتحديدا في صناعة الدفاع الامريكية. علاوة على أنه باستثناء مصنع دبابات خزان بمساعدة الولاياتالمتحدة، ذهبت الغالبية العظمى لنحو 40 مليار دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر على مدى السنوات ال 30 الماضية، إلي خزائن صناع الأسلحة في الولاياتالمتحدة. هذا وتشمل نظم الأسلحة المتطورة التي إشترتها مصر -إضافة إلي أكثر من ذلك بكثير الذي لا يزال في طور الإعداد – طائرات F-16 المقاتلة، وطائرات الإستطلاع E2-C هوك، وطائرات هليكوبتر "اباتشي" و "سيكورسكي"، ووسائل النقل C- 130، و "سايدويندر"، و"سبارو"، وناقلات الصواريخ "هوك" و"هيلفاير"، وM-1A1 ابرامز ، ودبابات M60A1 القتالية، وناقلات الجند المدرعة M113A2. كل هذه الأسلحة سلمت -أو هي في طور تسليمها- من قبل بعض مقاولي الدفاع الرئيسيين في الولاياتالمتحدة، بما فيهم "لوكهيد مارتن"، و "نورثروب جرومان"، و "جنرال اليكتريك" و "بوينج" و "سيكورسكي"، و "جنرال ديناميكس"، و "يونيتد ديفنس"، و ورايثيون"، ضمن آخرين. وبالإضافة إلي مبلغ 1.3 مليار دولار بموجب "التمويل العسكري الخارجي"، تتلقى مصر 1.9 مليون دولار سنويا علي بند "لتعليم والتدريب العسكري الدولي"، وحوالي 250،000 دولار من "صناديق الدعم الاقتصادي". كما تتلقى مصر -بأقل تكلفة ممكنة مقابل رسوم التوصيل- معدات أمريكية مستعملة بموجب "مواد الدفاع الزائدة" وتقدر بمئات الملايين من الدولارات سنويا. كذلك فيشارك منتج الأسلحة الأمريكي "جنرال ديناميكس" في مساعدة مصر علي إنتاج دبابات M1A1 أبرامز المقاتلة المشتركة، التي وصفت بأنها "واحدة من ركائز المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر". وعلاوة علي كل ما سبق، هناك برنامج مستمر لمواصلة تحديث المعدات في ترسانة الأسلحة في مصر، ومتابعة عقود الدعم والصيانة, لصيانة المعدات الأمريكية. هذا وفي تقرير نشره علي موقع Common Dreams كتب "جاكوب تشامبرلين" إستنادا إلي تقرير ل "الإذاعة الوطنية العامة" (NPR) أنه في كل عام، يخصص الكونجرس الأميركي أكثر من مليار دولار لمساعدات عسكرية لمصر..."لكن هذا المال لا يصل أبدا إلى مصر". فهو "يذهب إلى بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، ثم إلى الصندوق الائتماني في وزارة الخزانة، وفي نهاية المطاف لمقاولي الجيش الامريكي الذين يصنعون الدبابات والطائرات المقاتلة لإرسالها في النهاية إلى مصر". وحتى الآن، عاقبت إدارة أوباما مصر من خلال تعليق تسليم أربعة مقاتلات F-16 (القوة الجوية المصرية لديها بالفعل 143 طائرة F-16S -علما بأن تاريخ آخر تكليف بمجموع 20 منها يعود الى مارس 2010 ولا يزال في طور الإعداد- وكذلك بإلغاء المناورات العسكرية المشتركة مع مصر المقررة في سبتمبر المقبل