علاء عزت كان من المفترض أن يكون حوارى مع اللواء جبريل الرجوب رئيس اتحاد الكرة الفلسطينى، ورئيس اللجنة الأوليمبية فى بلاده، والذى تطلق عليه الصحافة الفلسطينية لقب «الجنرال الرياضى السياسى» حول نجاحه مجددا فى كسر واختراق الحصار الذى تفرضه إسرائيل على الرياضة الفلسطينية، وهو الحصار الذى اخترقه بحدث كبير وعظيم، ألا وهو إحضار أعظم وأكبر وأشهر فريق كرة فى العالم، وهو برشلونة الإسبانى، الذى يمتلك أهم وأشهر نجوم للكرة فى العالم، وفى مقدمتهم ميسى ونيمار وإنيستا، للعب فى وطنه المحتل، إلا أنه وافق وإن كان على مضض شديد عدم اقتصار الحوار على الرياضة، والانتقال معه إلى عالم السياسة. وبدون مقدمات أكثر.. كان لنا هذا الحوار الخاص جدا مع جنرال السياسة والرياضة الفلسطينية اللواء جبريل الرجوب.. والذى أجرته معه «الأهرام العربى» داخل منزله فى مدينة رام الله. اسمح لنا أن نبدأ الحوار السياسى من منظور رياضى.. هل يزعجك بصفة شخصية، بوصفك رئيسا لاتحاد الكرة الفلسطينى، والأشقاء فى فلسطين بصفة عامة، أن يجدوا لاعبين مصريين أو عربا يرفضون الحضور إلى فلسطين، وفى نفس الوقت نجدهم يلعبون مع أنديتهم الأوروبية فى تل أبيب؟ القضية ليست فى أن لاعبا مصريا أو عربيا نجده يلعب فى تل أبيب، نحن نتفهم أن غالبية بل كل اللاعبين العرب يكونون مجبورين بحكم أنهم لاعبون محترفون، وأفهم أنك تعنى فى سؤالك وطرحك لتلك القضية لتزامن الأمر مع زيارة لاعبون مصريون مع فريقهما السويسرى لإسرائيل - ويقصد محمد صلاح ومحمد الننى لاعبى المنتخب المصرى اللذين أجبرا على اللعب مع فريقهما بازل السويسرى فى تل أبيب - لا أعتب على الثنائى المصرى، بل أعتب على كل رياضى يوافق على اللعب فى دولة فاشية وعنصرية .. وأجدد دعوتى إلى كل العالم بمقاطعة إسرائيل "الفاشية" رياضيا، وأطالب اللجنة الأوليمبية الدولية والاتحاد الدولى لكرة القدم "الفيفا " فرض عقوبات على إسرائيل لعدم احترامها لكل المواثيق الرياضية. المؤكد أن تعلم جيدا أن الشعب المصرى غاضب جدا من تدخل بعض الفلسطينيين فى شئون مصر الداخلية، وتورط بعض المنظمات والهيئات الفلسطينية فى افتعال ودعم الأزمات التى تمر بها مصر حاليا، ونقصد تحديدا حركة حماس.. ما تعليقك؟ دون أسماء.. أتفهم موقف وغضب الشعب المصرى، وأعلم جيدا أن تجاوزات بعض الفلسطينيين أغضبت المصريين، ولكنها تبقى تجاوزات فردية.. وإن كان كل الشعب الفلسطينى يدينها، ولكن المدان الأول فى السماح للبعض بالتجاوز فى الشأن المصرى، هى جماعة الإخوان المسلمين فى مصر التى سمحت ل"فرقة الإخوان" فى فلسطين أن تسبح فى المنطقة الرمادية.. ولم تنظر الجماعة فى مصر لما هو أكبر وأهم، ألا وهى مصلحتهم السياسية والحزبية لأنهم إذا نجحوا فسيكون هذا من خلال نجاح منظومتهم السياسية فى قيادة مصر. ألا تخشى أن تؤثر تلك التجاوزات سلبا على العلاقة التاريخية والأبدية بين مصر وفلسطين؟ أنت أجبت عن سؤالك بنفسك.. أنت قلت العلاقة الأبدية، وهذا يعنى أنها لن تنتهى، وأنا أثق من ذلك، فلسطين هى الشفرة السحرية التى توحد كل المصريين، وأدرك تماما ماذا تعنى فلسطين لكم، وماذا تعنى قضيتها بالنسبة لكم؟ تلك العلاقة الأبدية تجاوزت كل المراحل التاريخية فى مصر، وأعنى كل مراحل الحكم والسلطة بداية من الملكية للجمهورية إلى النظام الثورى الحالى. هل التقيت بأى من قيادات الإخوان المسلمين خلال فترة رئاسة المعزول محمد مرسي؟ نعم .. بعد فوز الإخوان كلفت شخصيا من قبل الرئيس الفلسطينى أبومازن بعقد لقاءات للتحاور والتشاور مع قيادات إخوانية، والتقيت الدكتور عصام الحداد. ماذا دار فى هذا اللقاء؟ كانت لدى رسالة محددة أريدها أن تصل للجماعة، اختصارها الشديد هو أننا لن نسمح لهم بالتعامل مع فلسطين على أنها طيعة فى يدهم بحكم علاقتهم بجماعة الإخوان المسلمين الفلسطينية، ووضعت لهم أسسا وقواعد لطريقة التعامل بينا، وقلت لهم إن فلسطين أكبر من أن تكون طيعة لأى أجندة إقليمية، وطلبت منهم عدم الاعتراف إلا بممثل واحد لفلسطين وهى منظمة التحرير، ورفض طرح بديل.. المهم أننى قدمت للحداد ما يشبه خريطة طريق للعلاقة. وماذا كان رد الفعل من جانب جماعة الإخوان تجاه تلك الخريطة والتحذيرات؟ وافقوا عليها. نعلم أنك كنت قريبا من الراحل اللواء عمر سليمان .. هل تشك وأنت مثله رجل مخابرات فى طريقة موته؟ كل ما يمكننى أن أقوله إن مصر خسرت كنزا وثروة عظيمة، من وجهة نظرى كنت أراه دوما الشخصية العروبية الإسلامية، وكان يمتلك فكرا سيقود مصر إلى التحديث والتجديد وفقا لقاعدة البيانات التى كانت تحت يده. لا تتهرب من الإجابة .. هل تشك فى الطريقة التى تم الإعلان من خلالها عن وفاته.. أى أنه مات فى مستشفى أمريكى متأثرا بجراحه خضع لها؟ أطلق الجنرال الفلسطينى، تنهيدة ألم وحزن، وتابع قائلا : " ذات يوم ستجف المستنقعات، وستصبح الديدان عارية تحت أشعة الشمس.. ووقتها سنعرف الحقيقة ".. وأول تلك الحقائق أن أعداء مصر غيبوه عمدا. هل ترى أن مصر اخترقت أمنيا فى الفترة السابقة .. وأن أمن البلاد بات مهددا بالفعل؟ هذا أمر طبيعى، أى بلد يمر بثورة تعقبها حالات من الإضرابات تكون سهلة الاختراق.. وأعتقد أن مصر مرت بفترات كان من السهل جدا اختراقها.