هاني بدر الدين خلال الشهور الماضية، تكشفت حقائق حول تورط القوات الإيرانية في دعم نظام بشار الأسد في مساعيه لقمع الثورة السورية، إلا أن تفاصيل هذا الدعم لم تكن واضحة، «الأهرام العربي» حصلت على معلومات تفصيلية عن الدور الذي تقوم به القوات الإيرانية في دعم نظام الأسد، بالاستعانة بحلفائها في العراق ولبنان، وكيفية إرسال القوات إلى سوريا، وكيفية استقطاب المتطوعين وإرسالهم إلى سوريا، والدورات التدريبية التي يتم إشراك المتطوعين بها قبل التوجه إلى خطوط القتال، بخلاف دور القوات العراقية لمساندة القوات الإيرانية وقوات الأسد. وأشارت المعلومات التي حصلت عليها «الأهرام العربي» إلى أنه خلال اجتماعات قادة النظام الإيراني وبحضور كبار قادة قوات الحرس وقوة القدس والتي انعقدت خلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو بعد انتخاب حسن روحاني، لدراسة نشاطات قوة القدس خارج الحدود الإيرانية، تم التأكيد أن الأولوية الرئيسية في خطط قوة القدس وقوات الحرس هي سوريا. عقب هذه الاجتماعات كثفت قوات الحرس حضورها ونشاطاتها في سوريا حيث تم تخصيص بعض قوات الحرس الثوري وقوة القدس لخوض عمليات ضد الجيش السوري الحر وتم استخدامها بهذا الشأن، كما أن أسراباً من سلاح الجو بقوات الحرس تتولى مهام قصف الخطوط الأمامية للثورة السورية في مناطق مختلفة ولها غارات يومية، كما تشارك المدفعية والقوات المدرعة بقوات الحرس الثوري بجانب وحدات المدفعية والمدرعات للجيش النظامي السوري في حملاتها وتعزز نشاطات الجيش السوري وتكثفها. أما قوة القدس التابعة لقوات الحرس فتتولى ميدانيا توجيه وتدريب وقيادة العمليات للمجموعات التابعة لها، منها حزب الله اللبناني، وعصائب أهل الحق من العراق، وكتائب حزب الله من العراق، وقوات الحوثيين من اليمن. وفي الوقت الحاضر أعلنت حالة الاستنفار في كل من قوات الحرس والقوات التابعة لقوة القدس في كل من العراق ولبنان واليمن بهدف توفير الدعم العسكري لحكومة بشار الأسد في سوريا، كما شكلت قوات الحرس الثوري مقرا للقيادة في دمشق حيث تنخرط جميع القوات القادمة من مختلف البلدان، وتستخدمها القيادة في جبهات مختلفة، كما يتم توجيه العمليات الجوية لسلاح الجو لقوات الحرس من هذا المقر، وفي هذا المعسكر هناك غرفة عمليات مشتركة بقيادة الحاج هادي من قوات الحرس الإيرانية، والذي يتولى قيادة قوات الحرس ميدانيا أيضا. وبالنسبة للعمليات فتتم بحضور قادة كتائب حزب الله العراقي وحزب الله اللبناني وعصائب أهل الحق والمجموعات الأخرى القادمة إلى سوريا، ويعد «أبو جبار» هو قائد لواء العصائب العراقي في سوريا، والمسئول عن عمليات العصائب هو الحاج جواد، ويتم التخطيط لعمليات مختلفة بواسطة هؤلاء القادة ثم يتم تنفيذها، لا يسمح لأحد بدخول هذا المعسكر، وفي الواقع أنه مركز عمليات القوات التابعة للنظام الإيراني في عموم الجبهات في سوريا منها جبهة دمشق وحلب والمحافظات الأخرى. وتشير المعلومات أنه بسبب دور قوات الحرس الثوري في العمليات داخل سوريا، تمت تغيييرات في الشكل التنظيمي للجيش السوري حيث تم تشكيل مجموعات تتكون كل منها من 10 جنود من الجيش السوري وهناك ما يتراوح بين 1-4 من أفراد حزب الله اللبناني داخلها وفي الأصل هم الذين يديرون كل شيء ولهم دور القيادة ولهم خبرة أكثر في الحرب. والملاحظ وفقا لما حصلت عليه «الأهرام العربي» فإن قوات الحرس الإيرانية لا توجد في الخط الأمامي إلا في مرات قليلة جدا، حيث يتولون – في الأغلب- التخطيط والقيادة لعمليات المجموعات القادمة من العراق ولبنان واليمن، كما أن الوحدات المدرعة والمدفعية وسلاح الطيران لها حضورها ونشاطاتها الخاصة. تدريبات خاصة.. ودور طياري إيران وتوضح المعلومات أن جميع القوات التي تتجه إلى سوريا لمساندة قوات الأسد، يتم إيفادها أولا إلى إيران، حيث يلتحقون بدورة تدريبية لا تتعدى أسبوعين في معسكرات التدريب التابعة لقوة القدس وبعدها يتم إرسالهم إلى سوريا، على متن الطائرات وعبر إيران والأجواء العراقية وعبر مطار بغداد الذي يعمل تحت سيطرة هادي العامري، وزير النقل العراقي وقائد فيلق بدر. واللافت للنظر أن القوات الجوية السورية أصبحت تعمل بطريقة جديدة حاليا، حيث تخرج الطائرات للعملية بطيارين؛ واحد من قوات الحرس الإيرانية، والآخر طيار سوري، خاصة فيما يتعلق بالمناطق القريبة من بشار الأسد حيث تخشى القيادة السورية من أن يكون الطيار متمردا على نظام الأسد، ولا يتم الوثوق إلا بأعداد قليلة من الطيارين من الطائفة العلوية، ولهذا السبب فإن قوات الحرس هي التي تتولى مسئولية المنطقة القريبة من بشار الأسد وتتم الطلعات الجوية بصورة مشتركة وحتى هذه الطلعات المشتركة يتم مع العلويين القريبين من بشار ولا يسمح للطيارين العاديين في الجيش السوري بالخروج إلى طلعات خوفا من هروبهم بالطائرة إلي الأردن أو مناطق أخرى. إرسال القوات لسوريا وحسبما توضح المعلومات فإنه منذ شهر فبراير تم تكثيف عملية نقل القوات القادمة من إيران والعراق ولبنان والتي كانت قد تم تشكيلها من قوات الحرس ومجموعة عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله العراقي، وحزب الله اللبناني، وغيرها من القوات التابعة للنظام الإيراني من مختلف الدول بما فيها اليمن إلى سوريا لدعم حكومة الأسد، والمشاركة في الحرب، وفي الوقت الحاضر تنشط هذه المجاميع المرسلة في الخط الأمامي في سوريا، ويقتل يوميا أعداد من هذه القوات في اشتباكات مختلفة ويتم دفن القتلى في إيران والعراق ولبنان. وبدءا من شهر مارس وبسبب تأزم الوضع السوري تقرر إرسال القسم الأكبر من العناصر العسكرية لعصائب أهل الحق من العراق إلى سوريا، وفي الوقت الحاضر دخلت جميع قوات عصائب الحق حالة الاستنفار للتوجه إلى سوريا، والنسبة الأكبر من القوات المرسلة للقتال في سوريا يتم إرسالها في دورات تتراوح بين شهرين ونصف الشهر بصورة مركزية وكل مجموعة مكونة من 400 إلى 500 شخص، ويتم استبدالهم بشكل دوري، لتعود المجموعة التي أتمت فترتها للعراق وتستبدل بمجموعة جديدة. قوات العصاب والسفر لسوريا يتم تسفير قوات العصائب من خلال المسئول عن التدريب حيث يلتقي جميع العناصر في المحافظات ويدفع لكل شخص مبلغ 1300 دولار لنفقة عائلته طيلة مهمته في سوريا، وجميع القوات المرسلة يتم نقلها خلال أيام إلى البصرة، ثم ينتقلون إلى إيران، حيث تدخل تلك القوات إلى الأراضي الإيرانية وتنتقل إلى الأهواز وتستقر في مقر مخصص بشكل ثابت للقوات العراقية. واليوم الأول مخصص للاستراحة وتبدأ التدريبات من اليوم الثاني، حيث يتم توزيع الزي العسكري والأسلحة والأحذية العسكرية ، ويتم التدريب على الرشاشات والقناصة والهاون وإعداد العبوات المفخخة والزحف ليلا والمناورة والحركة والهجوم والغارة على البنايات، وفي نهاية الدورة تم إجراء المناورة بالذخيرة الحية في ميدان الرماية والتدريب على الإغارة على عدد من المباني المخصصة لهذا الغرض، وتشمل التدريبات أيضا حرب المدن. ثم تتوجه القوات على شكل مجاميع مكونة من 60- 80 شخصا وعلى متن حافلات إلى مدينة قم للزيارة ، وتأخذ قسطا من الراحة في معسكر، ثم يتوجهون على متن الحافلات إلى ضريح الخميني في طهران لزيارته. ويصدر النظام الإيراني لكل الأشخاص جوازات سفر مزورة، حيث تسحب أوراق الهوية أو جوازات السفر، ولا يسمح لهم بأخذ أي أوراق أخرى تدل على الهوية إلى سوريا، وبعد نهاية الدورة يغادرون إلى المطار حيث يتم نقلهم إلى دمشق بالطائرة، وتتم عملية هبوط الطائرات ونقلهم من المطار تحت أجنحة الظلام، وأول موقع تتوجه له تلك القوات هو موقع معروف لعصائب الحق ، ويقع في منطقة باسم «حران العواميد»، ويستخدم هذا الموقع كمعسكر لمجموعة العصائب.