ألتقى الفريق أول عبد الفتاح السيسي اليوم (الأحد 4 أغسطس/آب) "بعض ممثلي التيارات الدينية الاسلامية" لبحث الازمة السياسية المستمرة في البلاد منذ إزاحة الرئيس محمد مرسي الذي أصر الإخوان المسلمون في بيان الجمعة على عودته إلى السلطة. وقال المتحدث باسم الجيش العقيد أحمد علي أن السيسي التقى "بعض ممثلي التيارات الدينية الاسلامية" واكد ان "الفرص متاحة لحل الازمة سلميا شريطة التزام كافة الاطراف بنبذ العنف وعدم تعطيل مرافق الدولة او تخريب المنشآت العامة". وهي المرة الاولى التي يعلن فيها العسكريون رسميا لقاء بين السيسي وقادة اسلاميين، وان لم يكن اي ممثل عن الاخوان المسلمين حاضرا شارك في المباحثات دعاة سلفيون نافذون. وصرح مصدر قريب من الملف لفرانس برس طالبا عدم كشف اسمه "ان لم يكن الاسلاميون الذين التقاهم السيسي من الاخوان المسلمين فهم ممن ايدوا التجمخ المؤيد لمرسي في رابعة العدوية"، واضاف "لنأمل في ان يصغي الاخوان المسلمون لما سيقولونه لايجاد حل للازمة". ويأتي اللقاء في حين تصاعد اختبار القوة بين الجيش والاخوان المسلمين في الاونة الاخيرة. ووجهت الحكومة الموقتة عدة تحذيرات للالاف من انصار الاخوان المسلمين ودعتهم الى فك اعتصامهم المستمر في القاهرة منذ اكثر من شهر وهددت بفضه بالقوة. وفي حين قتل اكثر من 250 شخصا معظمهم من الاسلاميين منذ نهاية يونيو/حزيران في مواجهات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه اكد الاخوان المسلمون تصميمهم على البقاء في منطقتي رابعة العدوية والنهضة حتى يعود الى السلطة اول رئيس منتخب ديموقراطيا الذي يحتجزه الجيش منذ عزله. وصباح الاحد بعد لقاء مع مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز تمسك حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين بموقفه المطالب ب"عودة الرئيس والدستور ومجلس الشورى". والتقى بيرنز السبت الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور ونائبه للعلاقات الدولية محمد البرادعي ووزير الخارجية نبيل فهمى. وقد رأى مراقبون ان زيارة بيرنز المفاجئة الى القاهرة تشكل فرصة اخيرة لتفادي وقوع مواجهة بين قوات الامن والاف المتظاهرين من انصار الاخوان المسلمين المعتصمين منذ شهر في منطقتي رابعة العدوية والنهضة في القاهرة للمطالبة بعودة مرسي. ووصل بيرنز الى القاهرة بعد عدة موفدين دوليين خصوصا من اوروبا اتوا لحمل السلطات والمعارضة على التوصل الى تسوية. وتخشى الاسرة الدولية من ان يتم تفريق بالقوة الاعتصامات التي يشارك فيها نساء واطفال ما قد يفضي الى مجزرة. ومن واشنطن دعا وزير الدفاع الاميركي تشاك هايغل السيسي الى دعم عملية سياسية "مفتوحة امام الجميع" للخروج من الازمة. وفي الوقت نفسه اعاد السيسي الكرة الى الملعب الاميركي داعيا واشنطن الى "استخدام نفوذها على الاخوان المسلمين" لانهاء الازمة وذلك في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست. واكد ايضا في المقابلة ان العسكريين لن يتدخلوا ضد المعتصمين في القاهرة. وقال السيسي ان "الادارة الاميركية لديها وسائل ضغط قوية ونفوذ كبير على الاخوان المسلمين واود منها ان تستخدمها لوضع حد للنزاع". واكدت السلطات الجديدة على لسان وزير خارجيتها انها لا تنوي اللجوء الى القوة قبل استنفاد كافة الوسائل الاخرى المتاحة. وقال فهمي ان "الباب مفتوح للجميع للمشاركة في العملية السياسية بمن فيهم الاخوان المسلمين" في حين ترفض الجماعة اي حوار مع السلطات الجديدة. ومنذ عزل الجيش لمرسي في 3 يوليو/تموز اثر احتجاجات شعبية غير مسبوقة، يكرر الاسلاميون المطالب نفسها، ويحتجز الجيش مرسي في مكان غير معلوم منذ الاطاحة به ويتم التحقيق معه في قضية فراره من السجن مطلع 2011 خلال الثورة الشعبية التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك.