صرح الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني الجمعة أن إسرائيل "جرح مفتوح في جسم العالم الإسلامي"، وذلك بمناسبة يوم القدس العالمي الذي شهدت خلاله طهران ومدن إيرانية أخرى تظاهرات تخللتها هتافات ضد الدولة العبرية والولاياتالمتحدة. وقبل يوم واحد من توليه مهامه الرئاسية في ايران، قال روحاني لصحافيين بحسب مشاهد بثها التلفزيون الرسمي "في منطقتنا، نشأ جرح منذ سنوات في جسم العالم الاسلامي تحت ظل احتلال ارض فلسطين المقدسة وقدسنا الغالي". وانتقد الرئيس الايراني المنتخب مفاوضات السلام التي تجري حاليا في واشنطن بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وقال ان "الكيان الصهيوني يسعى في الظرف الحالي وفي الوقت الذي يواجه فيه العالم الاسلامي بعض المشاكل ان يقدم نفسه على انه ينادي للسلام لكي يستمر في غيه وعدوانه". وتنظم ايران في الجمعة الاخيرة من رمضان كل سنة تظاهرات حاشدة في يوم القدس تتخللها خطب وكلمات تعبر عن دعم طهران للقضية الفلسطينية وادانة اسرائيل. وبث التلفزيون الحكومي لقطات ظهر فيها مئات الآلاف من الاشخاص وهم يرددون "الموت لاميركا" و"الموت لاسرائيل". وكانت وسائل اعلام محلية نقلت عن روحاني قوله ان اسرائيل "جرح في جسم العالم الاسلامي (...) يجب ازالته". لكن التلفزيون سرعان ما بث مشاهد لروحاني وهو يدلي بتصريحه بينت انه لم يقل ذلك. وتعقيبا على ذلك قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة في بيان ان هذه التصريحات "تكشف الوجه الحقيقي" لروحاني و"ستخرج قسما من العالم من الوهم الذي غرق فيه منذ انتخابه في ايران". وقال ان "وجه روحاني الحقيقي انكشف قبل الموعد المحدد ورغم ان الايرانيين يحاولون الان نفي تلك التصريحات، هذا هو ما يعتقده وهذه هي خطة عمل النظام الايراني". واضاف ان "الرئيس تغير في ايران لكن هدف النظام في صنع السلاح النووي من اجل تهديد اسرائيل والشرق الاوسط والسلام والامن في العالم اجمع لم يتغير. ينبغي عدم السماح لدولة تهدد اسرائيل بامتلاك سلاح دمار شامل". وكان نتانياهو حذر في 14 تموز/يوليو عبر شبكة تلفزيون اميركية من ان اسرائيل قد تتدخل عسكريا قبل الولاياتالمتحدة ضد البرنامج النووي الايراني واصفا روحاني ب"الذئب بمظهر حمل" حول هذا الملف. وتتهم اسرائيل التي تعد القوة النووية الوحيدة وغير المعلنة في المنطقة، والدول الغربيةايران بالسعي الى امتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني وهو ما تنفيه طهران. من جهته، حذر الرئيس الايراني المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد الجمعة اسرائيل من ان "عاصفة" في المنطقة "ستقتلع" الدولة العبرية. وقال احمدي نجاد خلال تظاهرات حاشدة بمناسبة يوم القدس العالمي "اقول لكم والله شاهد ان عاصفة مدمرة في طريق اقتلاع قاعدة الصهيونية". واضاف امام حشد تجمع في طهران ان اسرائيل "لا مكان لها في هذه المنطقة". واتهم احمدي نجاد في خطابه اسرائيل والغرب بزرع الشقاق في المنطقة. وقال "كان حلمهم ان يروا دول المنطقة المصممة على تدمير (اسرائيل) مشغولة بالحرب الاهلية". وتساءل الرئيس المنتهية ولايته "من هو سعيد بما يجري في سوريا ومصر؟". وفي مدينة غزة، شاركت كافة الفصائل الفلسطينية في مسيرة في المناسبة نفسها. وانطلق المشاركون في المسيرة من مساجد قطاع غزة عقب صلاة الجمعة الى منصة مهرجان اقاموها غرب مدينة غزة وهم يرفعون لافتات كتب عليها "اوفياء للقدس حتى اخر قطرة دم" و"في يوم القدس، يا قدس اننا قادمون". وشاركت كافة الفصائل الفلسطينية في المسيرة التي تقدمها قياديو الحركتين الاكبر حماس والجهاد الاسلامي. كما رفع المتظاهرون العلم الفلسطيني وصورا للمسجد الاقصى. وطالب عبد الفتاح حجاج القيادي في الجهاد الاسلامي في كلمة باسم القوى الوطنية والفلسطينية "العرب والمسلمين بجعل القضية الفلسطينية قضيتهم المركزية، والتصدي للمشاريع الهادفة لسلخ القضية الفلسطينية عن عمقها".