تواصل القوات النظامية السورية هجومها على حي القابون في شمال شرق دمشق السبت لليوم الرابع على التوالي، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت اعلنت مجموعات مقاتلة معارضة في مدينة حلب في شمال البلاد بدء عملية ل"تحرير الاحياء الغربية". وقال المرصد في بريد الكتروني "يتعرض حي القابون بمدينة دمشق لقصف عنيف من القوات النظامية ادى الى اضرار مادية واشتعال حرائق ترافقها اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب والقوات النظامية عند اطراف الحي من جهة الاوتستراد الدولي في محاولة من القوات النظامية اقتحام الحي". وقتل ثلاثة اطفال من عائلة واحدة ليلا في الحي نتيجة قصف من القوات النظامية بقذائف الهاون، بحسب المرصد. وافاد المرصد السوري في رسالة اخرى عن "اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة من جهة والقوات النظامية واللجان الشعبية الموالية لها من جهة اخرى في حي برزة (شرق)، إثر محاولات للقوات النظامية اقتحام الحي من محاور عدة، وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين". وتترافق المعارك مع قصف من القوات النظامية على القابون وبرزة. وكان القصف طاول ليلا احياء جوبر (شرق) والحجر الاسود (جنوب)، فيما تعرض حي القدم (جنوب) صباحا للقصف. وتوجد جيوب للمعارضة المسلحة في الاحياء الجنوبية والشرقية والشمالية تحاول قوات النظام القضاء عليها، بموازاة حملة مماثلة في ريف دمشق المتاخم لهذه الاحياء والذي يشكل قاعدة خلفية لمقاتلي المعارضة للتوجه نحو العاصمة. في حلب (شمال)، اعلنت "غرفة عمليات هيئة الأركان في حلب" بدء "معركة تحرير عدد من الأحياء الغربية" في المدينة. وقال بيان صادر عن الغرفة نشر على صفحة "فيسبوك" التابعة لمركز حلب الاعلامي ان "عددا من الالوية والفصائل الثورية المسلحة بدأت فجر اليوم المعركة الجديدة"، مشيرا الى "اشتباكات عنيفة من جهة حي حلب الجديدة". واورد البيان اسم 13 مجموعة مقاتلة بينها "الوية أحفاد الرسول" و"لواء التوحيد" و"كتيبة الفاروق" و"لواء صقور الإسلام". واوضح الناشط محمد من مركز حلب الاعلامي لوكالة فرانس برس عبر سكايب ان المعارك تتركز خصوصا في منطقة الراشدين في حي حلب الجديدة. واشار الى "نشوب حريق داخل مقر البحوث العلمية في حلب الجديدة إثر قصفها من كتائب الثوار بقذائف الهاون وسط تقدم لهم على جبهة الراشدين وانسحاب عدد كبير من كتائب الأسد". واوضح ان مقاتلي المعارضة "يركزون على ضرب القطع العسكرية" مثل مقر البحوث والأكاديمية العسكرية وفرع الامن العسكري الموجودة في المنطقة. وذكر ان اهمية الاحياء الغربية تكمن في ان فيها عددا من المواقع المهمة للنظام التي تقصف منها "الاحياء المحررة". وكان المرصد السوري افاد صباحا عن قصف تعرض له محيط مطار منغ العسكري من الطيران الحربي. وتحاول المجموعات المقاتلة المعارضة للنظام منذ اشهر الاستيلاء على هذا المطار الذي يشهد معارك قاسية تعنف حينا وتتراجع احيانا. في محافظة حمص (وسط)، افادت الهيئة العامة للثورة السورية عن "قصف عنيف ومتواصل منذ ساعات الفجر على مدينة تلكلخ" القريبة من الحدود اللبنانية الشمالية، مع "محاولة لإقتحام المدينة الواقعة في ريف حمص الغربي من قوات النظام من الجهة الشمالية". واوضح المرصد ان "اشتباكات تدور على أطراف المدينة اثر محاولات الاقتحام"، مشيرا الى قصف على مدينة الرستن الواقعة في ريف حمص الشمالي لقصف من القوات النظامية، وعلى الاحياء المحاصرة من قوات النظام في مدينة حمص. وتتقاسم قوات النظام والمعارضة السيطرة على تلكلخ، بينما لا تزال الرستن والاحياء القديمة في وسط حمص تحت سيطرة مسلحي المعارضة. وتأتي هذه الاحداث غداة مقتل 100 شخص في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الجمعة، بحسب المرصد الذي يقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا.