أكد الأزهر الشريف أنه يتحاور مع كل الراغبين فى الحوار داخل الوطن وخارجه، ولا يستثنى أحدا ما دام الحوار سلميا قائما على الاحترام المتبادل مع التزام آدابه وقواعده، والأزهر أدرى بها إذ هى من صميم روح الإسلام، كما أن الأزهر يتحاور مع المسيحيين فى العالم كله، وفى مقدمتهم الكاثوليك فى كل بلاد الغرب، أما الكاثوليك المصريون، فهم عضو أساسى فى "بيت العائلة المصرية" وفى حوار عملى بناء على أرض الواقع فى وطننا العزيز ولا علاقة لهم بموضوع الخلاف مع الفاتيكان. وأوضح الأزهر فى بيان له ردا على ما تناقلته بعض وسائل الإعلام أن رئيس المجلس البابوى للحوار بين الأديان فى الفاتيكان الكاردينال جون لوى توران أعلن أن أبواب الكرسى الرسولى مفتوحة دائما أمام المسلمين أن الكنيسة الكاثوليكية المصرية قامت بالرد على تهنئة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، لبابا الفاتيكان فرنسيس بمناسبة ترسيمه. وأضاف، أن الأزهر يرصد بعض مواقف الفاتيكان تجاه الإسلام منذ محاضرة بابا الفاتيكان السابق بنيديكت السادس عشر فى 2006 فى جامعة ألمانية وما تلاها حتى موقفه بعد حادث كنيسة القديسين فى الأسكندرية، والتى تتميز بروح أقرب إلى الخصومة ومجافاة الحقائق التاريخية منها إلى الوئام وروح التقارب المنتظرة من الحوار، ولذا فقد علق الأزهر الحوار منذ فبراير 2011 وحتى الآن. وأشار البيان إلى أن الأزهر فى انتظار تحسين أجواء الحوار من جانب الفاتيكان، موضحا أنه تم تقديم كثير من الاقتراحات الوسطية المعتدلة، ولم يعر الفاتيكان للأمر اهتماما وكأنه ليست هناك أدنى مشكلة، مبينا أنه بعد اعتزال البابا السابق أبدى الأزهر استعداده لفتح صفحة جديدة والعودة إلى الحوار منتظرا دائما علامة إيجابية من الفاتيكان، وأعلن الأزهر ذلك فى حينه. وأوضح البيان أنه بعد انتخاب البابا الجديد فرنسيس الثانى علق مركز الحوار الأزهر لوسائل الإعلام الغربية معلنا تفاؤله بإمكانية خلق آفاق للحوار يشير إليها الفاتيكان، وأن الإمام الأكبر أرسل بنفسه برقية تهنئة للبابا، والحقيقة أن البابا الجديد حتى الآن لم يوجه بنفسه أى رد ولا شكر للامام، وليس من شأن أى طرف غيره أن يكتب للأزهر ولإمامه فى هذا الأمر، وقد وضحنا للوسطاء وللأب رفيق جريش المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية المصرية ولأحد المقربين من البابا التقيناه مؤخرا فى مؤتمر حوار فى فيينا - هذه الحقيقة. ونوه البيان بأن الإمام الأكبر هو شيخ الإسلام والمسلمين فى العالم كله، كما أن البابا أعلى سلطة كاثوليكية فى العالم كله، ومن اللائق أن يتوجه البابا بنفسه إلى الإمام الأكبر للرد على التهنئة، وقد أوضح الأزهر ذلك للسيد جون بول جوبل السفير الجديد للفاتيكان فى القاهرة أثناء احتفال دير الدومنيكان بعيده الستين فى القاهرة أمس الأول، وقال إنه "سينقل هذه الرسالة إلى روما. وجدد الأزهر موقفه أنه لا يتوقف عن الحوار سواء فى الداخل أو فى الخارج ومع كل كنائس العالم، بما فيهم الكاثوليك بالطبع، إذن فنحن الذين ننتظر من الفاتيكان علامات التحسن حتى نعود إلى الحوار.