متعة كروية كبرى يشهدها شهر يونيو، الذى تقام فيه العديد من البطولات والمواجهات المصيرية فى كرة القدم، ففى هذا الشهر تتحدد ملامح التصفيات الإفريقية والآسيوية المؤهلة لكأس العالم، وعلى المستوى العالمى تنطلق بطولتا كأس العالم للقارات فى البرازيل بمشاركة أقوى منتخبات العالم، وكذلك كأس العالم للشباب بتركيا، التى يشارك فيها شباب الفراعنة بقيادة ربيع ياسين. ففى هذا الشهر تتحدد المنتخبات الآسيوية الأربعة المتأهلة لمونديال البرازيل، والمنتخبان أصحاب المركز الثالث اللذان سيخوضان الملحق، حيث تنطلق الجولات الثلاث الأخيرة من التصفيات الثلاثاء المقبل 4 يونيو، وتستكمل يومى 11 و18 يونيو. ومع تفاوت الفرص فإن جميع المنتخبات العشرة تمتلك فرصة الصعود للمونديال البرازيلى، ويأتى موقف المنتخبات العربية فى المجموعتين غير مرض لجماهيرهم، حيث يتذيل المنتخب اللبنانى المجموعة الأولى برصيد 4 نقاط ويحتاج لتحقيق المعجزة لكى يحتل المركز الثالث واللعب فى الملحق الآسيوى فيما يحتل شقيقه القطرى المركز الرابع برصيد 7 نقاط من 6 لقاءات متأخرا عن المنتخب الإيرانى صاحب المركز الثالث بفارق الأهداف، ويعتبر لقاء الفريقين الثلاثاء المقبل، فى الدوحة بمثابة عنق الزجاجة للعنابى، فالفوز يعنى مواصلة المشوار والهزيمة تعنى الابتعاد عن المنافسة، حيث لعب المنتخب الإيرانى 5 لقاءات فقط مثل كوريا الجنوبية صاحبة المركز الثانى برصيد 10 نقاط فيما تتصدر أوزبكستان المجموعة برصيد 11 نقطة من 6 لقاءات، فيما يستضيف لبنان منتخب كوريا الجنوبية فى اليوم نفسه أملا فى تحسين موقفه. ويعتبر موقف المنتخبات العربية فى المجموعة الثانية أفضل نسبيا من أشقائهم فى المجموعة الأولى، حيث تحتل الأردن المركز الثانى برصيد 7 نقاط من 6 لقاءات خلف المنتخب اليابانى صاحب المركز الأول برصيد 13 نقطة، والذى ضمن بشكل كبير الصعود للنهائيات، فيما يأتى المنتخب العمانى فى المركز الرابع برصيد 6 نقاط متأخرا بفارق الأهداف عن المنتخب الأسترالى صاحب المركز الثالث بنفس الرصيد ويأتى العراق فى المركز الأخير برصيد 5 نقاط، وتشهد الجولة الثامنة الثلاثاء المقبل مواجهة عربية قوية بين عمان والعراق، فيما يلتقى منتخبا اليابان وأستراليا فى مباراة قد تسهم نتيجتها فى تحسين فرصة العرب فى المنافسة. كما يشهد شهر يونيو الجولتين الرابعة والخامسة من المرحلة الثانية وقبل الأخيرة بالتصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بالبرازيل، وستحدد نتائج الجولتين بشكل كبير أسماء المنتخبات العشرة التى ستخوض الجولة النهائية للتصفيات، والتى ستلعب بنظام المواجهات المباشرة بمباراتى ذهاب وعودة. وعن حظوظ المنتخبات العربية فى تلك التصفيات، يعد المنتخبان التونسى والمصرى أصحاب الحظ الأوفر، حيث يتصدر المنتخب التونسى المجموعة الثانية برصيد 9 نقاط بفارق 5 نقاط كاملة عن منتخبى سيراليون وغينيا الاستوائية، وفوز المنتخب التونسى على نظيره السيراليونى وتعادل منتخب الرأس الأخضر مع غينيا الاستوائية، يضمن لنسور قرطاج الصعود للمرحلة النهائية. نفس الشىء ينطبق على المنتخب المصرى متصدر المجموعة السابعة برصيد 9 نقاط وبفارق 5 نقاط عن أقرب منافسيه المنتخب الغينى، ويواجه الفراعنة زيمبابوى خارج الديار بحثا عن فوز يضمن لهم التأهل المبكر فى حالة تعثر غينيا أمام موزمبيق. ويبدو موقف المنتخبين الليبى والجزائرى معلقا لحد ما فى مجموعتهما، حيث تتصدر الجزائر المجموعة الثامنة بفارق الأهداف عن مالى صاحبة المركز الثانى ولكل منهما 6 نقاط ، وتشهد الجولة الرابعة خروج المنتخب الجزائرى لمواجهة بنين، فيما تستضيف مالى منتخب رواندا فى لقاء سهل نسبيا بالنسبة لرفقاء سيدو كيتا، وهو ما يؤكد حاجة الجزائريين للعودة بثلاث نقاط من بنين حتى لا يفقدون صدارته للمجموعة. وفى المجموعة التاسعة والتى تتصدرها الكاميرون ب 6 نقاط يحاول المنتخب الليبى استعادة الصدارة من جديد عندما يستضيف جمهورية الكونجو، أملا فى تعثر أسود الكاميرون أمام توجو. فيما يعتبر موقف المغرب والسودان هو الأسوأ بالنسبة للمنتخبات العربية، فكل منهما يحتاج معجزة للعبور إلى المرحلة النهائية من التصفيات، حيث يحتل المغرب المركز الثالث بالمجموعة الثالثة برصيد نقطتين وبفارق 5 نقاط عن المنتخب الإيفوارى المتصدر، فيما تتذيل السودان المجموعة الرابعة بنقطة واحدة، وهو ما يؤكد خروجه من المنافسة بشكل شبه رسمى، بالمجموعة التى يتصارع منتخبا زامبيا “7 نقاط “ وغانا “6 نقاط" على صدارتها. فيما تعد بطولة القارات فى نسختها السابعة والتى ستقام فى البرازيل خلال الفترة من 15 إلى 30 يونيو من أهم الأحداث الذى يشهدها هذا الشهر الممتلئ بكل فنون الكرة، نظرا لمشاركة منتخبات من أقوى المنتخبات العالمية أبرزهم حامل اللقب ومنظم البطولة المنتخب البرازيلى وكذلك الماتادور الإسبانى بطل أوروبا والعالم، والمنتخب الإيطالى وصيف أوروبا الذى يشارك فى البطولة كون المنتخب الإسبانى يشارك بصفته بطلا للعالم، بالإضافة للمنتخب المكسيكى صاحب الميدالية الذهبية فى أوليمبياد لندن 2012 وبطل نسخة 1999 والتى فاز بها على ملعبه ووسط جماهيره، ومنتخب أوروجواى رابع العالم وبطل أمريكا الجنوبية والذى يقدم مستوى متميزا فى الأربع سنوات الأخيرة، وهو ما يزيد من صعوبة مهمة منتخبات اليابان ونيجيريا وتاهيتى بطلة الأوقيانوس فى المنافسة على اللقب، وإن كان المنتخبان اليابانى والنيجيرى دائما ما يقدمان مستوى متميزا فى المناسبات العالمية. تقسم منتخبات البطولة إلى مجموعتين تضم كل منهما 4 منتخبات، يصعد أول وثانى كل مجموعة للمربع الذهبى، وتضم المجموعة الأولى (البرازيل وإيطاليا والمكسيك واليابان) وهى مجموعة نارية، نظرا لوجود ثلاثة منتخبات مرشحة لنيل اللقب، بالإضافة لمنتخب رابع يتوقع له البعض تحقيق مفاجآت كبيرة خلال البطولة وهو المنتخب اليابانى، وتعتبر المجموعة الثانية والتى تضم منتخبات (إسبانيا وأوروجواى ونيجيريا وتاهيتى) أسهل نسبيا نظرا لوجود منتخب تاهيتى الضعيف والذى يتوقع له الجميع الخسارة فى المباريات الثلاث التى سيلعبها فى البطولة، وهو ما يجعل المنافسة محصورة بين المنتخبات الثلاثة من أجل الحصول على بطاقتى التأهل لدور قبل النهائى. كما يشهد هذا الشهر انطلاق بطولة كأس العالم لشباب ال18 التى تقام فى تركيا خلال الفترة بين 21 يونيو إلى 13 يوليو المقبل بمشاركة 24 منتخبا عالميا من بينهم منتخبان عرب وهما مصر والعراق واللذان يقعان فى المجموعة الخامسة برفقة إنجلترا وتشيلى، ويأمل شباب الفراعنة بقيادة ربيع ياسين فى المنافسة على اللقب أسوة بمنتخبى غانا ونيجيريا، ودائما ما تحظى هذه البطولة باهتمام عالمى كبير نظرا لبروز العديد من النجوم من خلال هذه البطولة أبرزهما مارادونا وميسى وغيرهما من النجوم الكبار، ويتوقع الكثيرون لهذه البطولة حدوث مفاجآت من العيار الثقيل فى تحديد هوية البطل فى ظل مشاركة ثلاثة منتخبات فقط نجحت فى حصد اللقب من قبل وهم: البرتغال وغانا وإسبانيا، ويرى خبراء اللعبة أن فرصة ميلاد بطل جديد للبطولة كبيرة جدا خصوصا، فى ظل الغياب الأول لمنتخبى البرازيل والأرجنتين أصحاب الأرقام القياسية فى حصد البطولة، حيث نجح المنتخب البرازيلى حامل اللقب فى حصد 5 بطولات سابقة ومنتخب الأرجنتين فى حصد 6 ألقاب، وهو ما يعنى أن المنتخبين نجحا فى حصد 11 لقبا من أصل 17، وهو ما يؤكد أن فرص جميع المنتخبات متساوية فى ظل غياب المنتخبين، وتقسم منتخبات البطولة إلى 6 مجموعات كل مجموعة بها أربعة منتخبات تتأهل المنتخبات صاحبة المركزين الأول والثانى عن كل مجموعة، بالإضافة إلى اختيار أربعة منتخبات كأفضل ثالث فى المجموعات إلى دور ال16وخروج المغلوب وهو نفس النظام الذى تلعب به باقى الأدوار حتى المباراة النهائية وتحديد البطل.