احتشد نحو ألفي مواطن كمبودي اليوم الاثنين في موقع تم فيه عملية إعدام جماعي ويعرف باسم "حقول القتل" ليشهدوا عملية إعادة تمثيل للفظائع التي ارتكبها الخمير الحمر خلال سبعينيات القرن الماضي. ارتدى طلاب المسرح الجامعي الملابس السوداء والأوشحة الحمراء التي كان يرتديها عناصر الخمير الحمر بينما كانوا يعيدون تمثيل بعض المجازر التي ارتكبت في موقع تشويونج إيك الذي يقع على بعد نحو 17 كيلومترا من العاصمة. بينما ارتدى ممثلون أخرون في مسرحية يوم الغضب السنوي زي فلاحين يتم ضربهم حتى الموت ببنادق كلاشنكوف من طراز "إيه كيه-47إس" و معاول. وأخذ رهبان وتلاميذ مدارس ومسؤولون حكوميون يتابعون بصمت في الوقت الذي دوى فيه صوت تسجيلات لإطلاق نار عبر مكبرات الصوت، وأجهش بعض كبار السن من الحاضرين بينهم بالبكاء علنا. وقالت ديم ساريم /56 عاما/ التي فقدت شقيقها وشقيقتها في ظل نظام الخمير الحمر: "هذه مجرد مسرحية، لكن الواقع الحقيقي كان رهيبا". وبعد المسرحية، هتف الرهبان وأشعلوا البخور أمام مبنى ستوبا الزجاجى(وهومبنى يأخذ شكل قبة يحتوي على أثار بوذية) به جماجم لمئات الأشخاص الذين قتلوا في الموقع. وقال الحاكم السابق لبنوم بنه كيب تشوكتيما: "يجب علينا أن نفعل هذا كل عام، لنتذكر، ولكيلا نسمح بحدوث هذه الإبادة الجماعية مرة أخرى". يذكر أن نحو 7ر1 مليون كمبودي أعدموا أو ماتوا من الجوع أو نتيجة للعمل بنظام السخرة أثناء محاولة النظام الماوي المتطرف بناء مدينة فاضلة قائمة على النظام الزراعي . ويخضع أثنان من قادة الخمير الحمر، الأخ رقم اثنان نون تشيا ورئيس الدولة خيو سامفان، حاليا للمحاكمة في محكمة - تدعمها الأممالمتحدة - خاصة بجرائم ضد الإنسانية وغيرها من التهم.