في ظهور نادر بعد فترة من ابتعاده عن الأضواء، تحدث ناجي صبري الحديثي، وزير خارجية العراق من 2001 إلى 2003، وممثّل العراق الدائم في الوكالة الدولية للطاقة الذرّية، في مؤتمر ذكرى الحرب على العراق وألقي كلمة بعنوان "ما الذي فعله العراق لدرء خطر الحرب؟" تناولت المسار الذي أخذه حشد الحجج الواهية لاحتلال العراق. جاء ذلك بعد كلمة افتتاح مؤتمر للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في افتتاح مؤتمر ينظمه المركز في الدوحة يومي 10 و11 نيسان / أبريل 2013 وعنوانه "عشر سنوات على احتلال العراق: التداعيات والتأثيرات". وأكد الحديثي أنّ الحملة الأميركية كان مخططًا لها منذ عشرين عامًا، وتحديدا بعد حرب الخليج الثانية 1990. ورأى الحديثي أن هذه الحملة اتخذت مسارات أربعة: أولها سياسي ودبلوماسي من خلال الهيمنة على المؤسسات الدولية والأممالمتحدة لحصار العراق، وثانيها عسكري، بدأ منذ حرب الخليج الثانية واستمر بشكل متقطع من خلال ضربات جوية، وانتهى بالغزو في عام 2003. وثالثها مسار اقتصادي تجلى بالحصار الاقتصادي والتجويع الممنهج. وتحدث عن مسار رابع، وهو المسار النفسي باختراع الأكاذيب وتضليل الرأي العام العالمي. وقال الحديثي إن العراق بذل جهده في إفشال المساعي الأميركية، لكن لجان التفتيش التي أرسلتها الأممالمتحدة لعبت دورًا تجسسيًا وتآمريًا على العراق الذي قرر وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة النووية في عام 1998. وعلى الرغم من محاولات العراق إعادة عمل المفتشين إلا أن الولاياتالمتحدة عملت وبمساعي حثيثة لاستصدار قرار من مجلس الأمن عام 2002 يجيز شن العدوان. وبعد فشلها قامت وبريطانيا بخطوة منفردة بالغزو العسكري في انتهاك للمواثيق الدولية.