لا يستطيع أحد أن يزايد على وطنيتنا ومصريتنا ومهنيتنا فيما نشرناه فى عدد المجلة السابق، وكشفنا فيه تورط بعض عناصر حماس فى المجزرة «الخسيسة والدنيئة» التى أودت بحياة 16 جندياً وضابطاً برفح المصرية أثناء ساعة الإفطار، وهم يؤدون أقدس واجب، وهو حماية الحدود المصرية. كما لا يجب لأحد أن ينكر أن نشرنا للمعلومات المؤكدة، التى حصلنا عليها من جهات معلومة، كانت بمثابة إلقاء “حجر" فى بحيرة مملوءة بمياه راكدة صنعها البعض للتستر على جريمة مشينة لقوى الشر والفتن، والوجوه المخفية منذ وقوع الجريمة فى 5 أغسطس الماضى وحتى الآن لأسباب فى نفس “النظام". وطالما نتحدث عن" الوطنية والمهنية" فإننا نؤكد موقفنا فى المجلة - كشأن معظم المصريين - الذين ولدوا وتربوا على أولوية القضية الفلسطينية، ودعم نضال الشعب الفلسطينى الشقيق لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ونتعهد أن نكون دائماً صوت أبناء «غزةورام الله» فى مصر والعالم العربى، لأن رام الله ليست «فتح» وغزة ليست «حماس»! لكن فى نفس الوقت نؤكد أيضاً أنه لن ترهبنا “التلويحات الآثمة، والتهديدات البغيضة، والأبواق المسعورة “ لن نخاف ولن نتراجع، وسنواصل المقاومة والاستمرار فى أداء رسالتنا، وتعرية الوجوه القبيحة، والعيون الخائنة، والأيادى الملطخة بدماء الأبرياء وزعزعة الاستقرار والأمن". كما نقول للمتاجرين بالدين، والإعلاميين من كذابى الزفة والمتأسلمين، والمشككين فى وطنيتنا، إن لغة الدين التى تتحدثون بها تحتم عليكم التبرؤ من دماء الأشقاء، وتقديم مرتكب الحادث إلى العدالة، لا إلى التوعد وتصفية الحسابات، وتوجيه السباب واللعنات لمن سعى مخلصا لوجه الله والوطن للبحث والكشف عن الحقيقة، وأخذ ثأر أبناء وطن نعيش كلنا تحت سقفه ونأكل من خيراته وننعم بأمنه وأمانه. ونحن على يقين أن دماء شهداء رفح لن تضيع، طالما وعدت القيادة العسكرية بقيادة المصرى الأصيل الفريق أول عبد الفتاح السيسى، الذى قالها قولة حق «لن ننسى شهداءنا فى رفح، وسنلاحق من قتلنا ونحن صائمون، فالغدر لابد أن ينكشف والثأر لابد أن يؤخذ». إن على قادة حماس أن يسيروا على درب مناضلهم الأكبر أحمد ياسين أو الزعيم ياسر عرفات الذى كان يخوض معاركه بشرف طوال 4 عقود، وفى كل مرة يخرج منتصراً، لأنه كان يضع مصلحة شعبه فى المقام الأول، ولم يبحث عن مجد، أو شهرة زائفة، كما كان يكره العيش فى الجحور، أو الانتقال فى أنفاق لو سطعت عليها الشمس لدمرتها! كما عليهم ومن يساندهم أن يعلموا أنه لا تفريط فى السيادة المصرية تحت أى مبرر أو شعار، وأنهم ليسوا الفصيل المدلل الذى يحظى بمظلة تحميه ليعبث بأمن مصر القومى واستقرار حدودها، وأن د.محمد مرسى «رئيس كل المصريين» لم ولن يقبل تحت أى مسمى أو صيغة، التفريط فى حقوق الشهداء، أو أمن البلاد ومصلحتها العليا. إن الغدر الذى ارتكب بحق جنودنا من أخلاق المنافقين، وسمة من سمات الجاهلين، وصفة من صفات السافلين وليس من أخلاق المجاهدين أو المناضلين، ولا من صفات عباد الرحمن، لأن من قتل المعاهدين والمستأمنين في ديار الإسلام، أو فجر أماكنهم التي يجتمعون فيه، فليعلم أنه ممن سينصب له لواء الغدر يوم القيامة، وليس عمله من الإسلام في شىء، يقول الله تعالى:"يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يقاتلونكم ولاتعتدوا “. إن على قادة حماس ومن يقف وراءهم أن يفهموا أن هناك فرقا بين العزل بين جدران السجون والحدود، والخروج منها إلى فضاء الحرية الرحيب الذى تعيشه مصر بعد ثورة25، وأن عودة الشارع بهذا الزخم ضدكم، والتلويح بمزيد من الرفض لاتحادكم غير المفهوم وغير المبرر يؤشر بأن «هوة» عدم الثقة تتزايد، وأننا أمام أيام وشهور مقبلة تبدو صعبة للجميع! أخيرا ... لا أجد ما أطمئن به زملائى" كتيبة الوطنية والمهنية "فى المجلة أفضل من قوله تعالى "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ,فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ,وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ".