أشار محمد كامل عمرو وزير الخارجية المصرى فى كلمته اليوم أمام الدورة139 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري اليوم الأربعاء، أن مصر وقفت منذ البداية من خلف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. كما أيدت ما يقوم به من خطوات شجاعة تحت قيادةالشيخ معاذ الخطيب من أجل التوصل لحل للصراع دون التنازل عن الثوابت التي يلتف حولها أبناء سوريا. ولقد كان من المؤسف أن تلك الجهود والمبادرات وجدت- على الجانب الآخر- أذاناً صماء أبت أن تستمع لصوت العقل ولنداء السلام، واعتمدت الحل العسكري الذي سيقود البلاد إلى المزيد من القتل والدمار والاحتراب الداخلي. ومن هنا فإن على اجتماعنا اليوم تدارس السبل الكفيلة بالتعامل مع هذا الوضع المأساوي، والخروج برسالة واضحة ترافقها مساندة فعلية لنضال الشعب السوري.. وذلك عبر تقديم الدعم اللازم لمساعدة إخوتنا السوريين على اجتياز محنتهم من خلال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذى يقع علينا واجب تمكينه من تقوية قدرته على التأثير فى الشارع السوري والتأثر به". وبالنسبة للقضية الفلسطينية قال محمد عمرو "لقد خلصت مداولاتنا من قبل إلى ضرورة إعادة النظر فى المنهاجية الحالية للتعامل مع القضية الفلسطينية.. وهو ما يقتضى مراجعة وتطوير الآليات المعتمدة فى هذا الشأن وعلى رأسها الرباعية الدولية والتى كانت مسئوليتها الرئيسية التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية من خلال عدد من الوسائل في مقدتمها مراقبة تنفيذ خارطة الطريق التى وضعتها اللجنة، تلك الخارطة التى طُمست معالمها تحت وطأة الاحتلال كما ضاع الطريق فى ظل تجاهل وصمت دولى مريبين". وقال فى بداية كلمته "أود بدايةً، وبمناسبة تشرف مصر برئاسة مجلس الجامعة العربية في دورته العادية التاسعة والثلاثين بعد المائة، أن أعرب عن خالص شكري وتقديري للسيد/ عدنان منصور وزير خارجية الجمهورية اللبنانية الشقيقة لما بذله من جهد كبير ومشكور خلال رئاسة بلاده لمجلس الجامعة العربية، والذي ساهم ولاشك في إعطاء دور الجامعة العربية على الساحة العربية والإقليمية والدولية زخما إيجابيا". ووجه الشكر أيضا كل الشكر للأمانة العامة للجامعة تحت قيادة معالي الأمين العام الدكتور/ نبيل العربي الذي يثرى عملنا بخبراته الواسعة وحكمته وحرفيته، وبما يساهم في دعم منظومة عملنا المشترك، وسعينا الدائم لإيجاد حلول عملية وواقعية لأزمات وقضايا بعضها جديد وطارئ وبعضها قديم ومستمر. ومن ناحية أخرى، قال إن مصر ملتزمة التزاماً كاملاً باستكمال الجهود التى بدأتها لاستعادة وحدة الصف الفلسطيني. ونؤكد، أنه فى ظل الظروف العصيبة التى تمر بها القضية الفلسطينية، فإن خلافات الأشقاء أضحت ترفاً لا يملكه أحد وأن المصالحة الشاملة باتت أمراً شديد الإلحاح. و"لقد رحبت مصر بما توصل إليه السودان وجنوب السودان فى اتفاقيات التعاون والسلام التسع الموقعة فى 27 سبتمبر 2012 فى أديس أبابا.. ونجدد دعمنا لجهود اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة تابو مبيكى.. ونؤكد فى ذات الوقت على ضرورة أن تتواصل مسيرة المفاوضات لحسم كل النقاط العالقة وتفعيل ما تم الاتفاق عليه حتى الآن.. ونبدى استعدادنا التام لمواصلة جهودنا لتحقيق هذه الغاية من خلال اتصالاتنا المباشرة مع الطرفين ومن خلال الجهود الإقليمية الدءوبة. كما تؤكد مصر دعمها الكامل للحوار المباشر بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال، وصولا لتسوية نهائية للوضع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، تبدأ بوقف إطلاق النار، وتنفيذ المبادرة الثلاثية التي دشنتها الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية". و"على صعيد تطورات الأوضاع فى اليمن..أود أن أؤكد على دعم مصر حكومة وشعباً لجهود الحكومة اليمنية للحفاظ على أمن واستقرار ووحدة أراضى الجمهورية اليمنية الشقيقة.. ونؤكد كذلك على ترحيبنا بإطلاق الحوار الوطني اليمنى فى 18 مارس 2013 باعتباره ركيزة أساسية لإنجاح العملية السياسية الإنتقالية فى اليمن وتهيئة البيئة اللازمة لتحقيق الإستقرار السياسي في هذا البلد الشقيق.. وتمثل مشاركة مصر في الإجتماع الوزاري الخامس لمجموعة أصدقاء اليمن الذي يُعقد في لندن غداً.. تأكيداً على توجهنا لمساندة اليمن لتحقيق التقدم المنشود على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية". أما فيما يتعلق بالصومال فقال"إننا نهنئ الشعب الصومالى الشقيق بانتهاء الفترة الانتقالية والتى توجت بانتخاب فخامة الرئيس/ حسن شيخ محمود وتشكيل الحكومة الصومالية الجديدة ... كما نرحب بما حققته هذه الحكومة من انجازات على الأرض وندعم جهودها فى سبيل إرساء السلام والاستقرار السياسى والأمنى وتعزيز الوحدة الوطنية.. وندعو كافة الدول العربية والشركاء الدوليين لمساندة الحكومة والشعب الصوماليين سياسياً واقتصادياً وإنسانياً.. من خلال صندوق جامعة الدول العربية المخصص للصومال.. الأمر الذى يمكن الحكومة الصومالية الجديدة من الوفاء بالتزاماتها فى إعادة بناء مؤسسات الدولة المختلفة وتنفيذ مشاريع التنمية والإعمار". وإختتم قائلا"أخير وليس آخرا، وقبل أن نبدأ أعمالنا، اسمحوا لي ختاما أن أتقدم بالنيابة عنكم بخالص الامتنان لدولة قطر الشقيقة لاستضافتها الكريمة لاجتماعات القمة العربية، التي أثق أنها ستضيف لبنة جديدة في مسيرة عملنا العربي المشترك، وستقربنا من تحقيق آمالنا وطموحاتنا في الأمن والاستقرار والتقدم والرخاء، وإذ أؤكد لكم أن مصر لن تألو جهدا خلال رئاستها لأعمال مجلسكم الموقر في العمل بجد وتؤده على اطراد وتيرة التنسيق والتعاون العربي، فإنني أعرب عن تطلعي الشخصي للعمل معكم من أجل تتويج جهودنا المشتركة بالنجاح".