سلطت الصحف الروسية الضوء على موقف موسكو من الأزمة السورية خاصة بعد استخدامها لحق الفيتو ضد قرار مجلس الأمن إزاء استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين ، فرأت صحيفة (موسكوفسكى كومسوموليتس) الروسية أن سقوط نظام الرئيس بشار الأسد ما هو إلا مسألة وقت . ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسى ألكسى ماكاركين قوله " إن القوى المناهضة لنظام الأسد أضافت كلا من روسيا والصين إلى قائمة أعدائها على خلفية موقفهما فى مجلس الأمن".. معتبرا أن الحكومة التى ستخلف الأسد ستجمد علاقاتها العسكرية مع روسيا على غرار ما حدث فى ليبيا. وذكرت الصحيفة أن تنبؤات ماكاركين تنسجم مع تنبؤات مندوبة الولاياتالمتحدةالأمريكية فى الأممالمتحدة سوزان رايس التى أكدت أن روسيا والصين ستندمان على استخدامهما الفيتو فى مجلس الأمن بعد أن تتحول سوريا إلى دولة ديمقراطية . وتساءلت الصحيفة " هل ستصبح سوريا ديمقراطية فعلا فى المستقبل القريب ؟ ، وهل يوجد ما يضمن أن أولئك الذين يحرقون الأعلام الروسية حاليا ، لن يحرقوا الأعلام الأمريكية فى سوريا ما بعد الأسد؟ ". من جانبها ، نقلت صحيفة (موسكوفسكيى نوفوستي) عن المحلل السياسي أليكسي أرباتوف قوله إن روسيا باتخاذها موقفا حازما في مجلس الأمن زادت من هيبتها على الساحة الدولية .. مشيرا إلى أن ذلك الموقف يذكر بالمواجهات الدبلوماسية الساخنة التي كانت تجرى في حقبة الحرب الباردة ، عندما كان الاتحاد السوفيتي يستخدم الفيتو لتحقيق أغراض سياسية . وأضاف "إن روسيا مطالبة اليوم بإثبات أن استخدام الفيتو لم يكن هدفا بحد ذاته ، بل لإثبات أن السلام في سوريا يمكن أن يتحقق دون اللجوء إلى العقوبات ، وحتى دون مساعدة مجلس الأمن ". على جانب آخر قال الخبير الروسى فى شئون الشرق الأوسط جيورجى ميرسكى إن الرئيس السورى بشار الأسد ليس ديكتاتورا مثل أبيه الذى لم يكن يأخذ آراء الآخرين فى الاعتبار ، لكنه لم يجهز نفسه لتسلم السلطة. وأضاف ميرسكى أنه من الصعوبة التكهن بمدى استقلالية الأسد فى اتخاذ القرارات نظرا لانغلاق النظام السورى ، إلا أنه على الرغم من ذلك ليس هناك شك فى أنه شخص قوى ومتعلم ومؤثر بما فيه الكفاية. ومن جهته ، قال المستشرق الروسى فلاديمير سوتنيكوف إن الأسد بدا خلال الأحداث الأخيرة كسياسي صلب..إذ أنه لم يقدم تنازلات جوهرية للمعارضة ..لكن ذلك لا ينفى أن المقربين منه يؤثرون عليه ويدفعونه لاتخاذ إجراءات صارمة ضد الثوار.