أدلى عبد الله جول الرئيس التركي بتصريحات حول العلاقات التركية المصرية، عشية توجهه إلى مصر من أجل المشاركة في مؤتمر القمة الإسلامية الثاني عشر التي تعقد اليوم الأربعاء لمدة يومين. ونشرت وكالة أنباء "الأناضول" فى نسختها العربية على موقعها الإلكترونى هذه التصريحات الخاصة، فقال الرئيس التركى"إننا نرتبط بمصر بعلاقات تاريخية وثقافية موغلة في القدم، ونحن نرى في هذا البلد شريكا استراتيجيا في له ثقله ووزنه في منطقتي الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط". وقال" جدير بالذكر أن العلاقات التركية–المصرية الممتازة بطبعها، اكتسبت بعدا جديدا وهاما بعد انتفاضة الشعب المصري وثورته قبل عامين، من أجل الحصول على الحرية والكرامة والديمقراطية. وعلينا حاليا أن ننمي هذه العلاقات ونطورها، من خلال تسخير كافة إمكانياتنا في الفترة الراهنة التي تبشر بنوع من الأمل المتنامي، يوما بعد يوم، وذلك حتى يتسنى لنا الوصول، بتلك العلاقات إلى أفضل مستوياتها. ةفي هذا الإطار كنت حريصا على زيارة مصر بعد شهر ونصف الشهر فقط من اندلاع الثورة فيها، قمت بزيارة مصر، لأكون بذلك أول رئيس في العالم يزور مصر بعد الثورة". وأضاف "وإنني على يقين تام بأن تركيا ومصر مؤهلتان للمساهمة بدور فعال ومؤثر في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها، ولعل تحقيق وقف إطلاق النار في غزة قبل أشهر، دليل واضح على ذلك". وأيضا"إن تركيا تقف بجانب مصر وهي تجتاز هذه المرحلة الحساسة والعصيبة التي تمر بها، وذلك بكل ما تملك من إمكانيات سياسية واقتصادية وتقنية، وهي على أهبة الاستعداد لتلبية أي مطلب مصري في هذه المجالات. ولعل تخصيصنا 2 مليار دولار أمريكي بهدف استخدامها فى تمويل العديد من مشروعات البنية الاساسية فى مصر، حول منها مليار دولار، والمليار الآخر سيستخدم كقروض للصادرات، ما يوضح بشكل جلي موقفنا الثابت في هذا الخصوص. وستظل تركيا إلى جانب مصر دوما بغض النظر عن التطورات السياسية الحاصلة فيها، فهذا الدعم لكل الشعب المصري من أجل المساهمة في الجهود المصرية الهادفة لترسيخ الوحدة الوطنية والديمقراطية والتقدم". و أكد"أما العلاقات السياسية بين البلدين فهي في أحسن مستوياتها، وقد وقع مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين، على 39 وثيقة خلال العامين الماضيين، مما يظهر مدى التنامي الكبير في العلاقات البينية. ويمكنني القول إننا عازمون على الارتقاء بعلاقاتنا الاقتصادية والتجارية والثقافية بكل ثبات لتصل هى الأخرى إلى مستويات تعكس عمق العلاقات السياسية". وقال "إننا نثمن الجهود المصرية المبذولة في مرحلة التحول الديمقراطي، ونقيمها بشكل إيجابي، فمجئ رئيس منتخب للبلاد لأول مرة، وإقرار الدستور عن طريق الاقتراع، وإجراء الانتخابات النيابية في العام الماضي بشكل ديمقراطي، كلها أمور جوهرية، تؤكد أن البلاد تسير بخطى ثابتة في مسار التحول الديمقراطي، الذي يكون طويلا بعض الشيء، مما يقتضي نوعا من الصبر والتضحية. ولعل التاريخ مليء بالأمثلة الخاصة بتضحيات جسيمة بذلها كثيرون، ليبقى المسار الديمقراطي في أفضل حالاته. وعلى السلطة الحاكمة، والمعارضة في مصر أن يكونوا على دراية بهذا الأمر، وأن تتضافر جهودهم لمواصلة المشوار في ذلك المسار".