عالم التكنولوجي ملىء بحكايات شركات عملاقة ضعفت وانهارت بعدما كانت تتصدر الأسواق بتكنولوجياتها الجديدة، لكن القليل تفادى ذلك تماما بشكل مذهل مثل شركة ريسيرش إن موشان "ريم" التي تأمل من خلال زوج من هواتفها الذكية الجديدة من المقرر الكشف عنهما اليوم الأربعاء (30 يناير/كانون الثاني) أن ينقذا الشركة الكندية. يأتي جهازا بلاكبيري زد10 وبلاكبيري إكس10 تتويجا لسنوات يائسة من جهود الشركة للحاق بركب شركات كبرى في صناعة الهواتف الذكية مثل أبل والأجهزة التي تعمل بنظام جوجل أندرويد. ورغم أنه ما من أحد يتنبأ بأن "ريم" ستعود إلى مركزها البارز الذي تمتعت به كمنتج لأشهر الهواتف الذكية شعبية في العالم قبل طرح هاتف "آي فون" في عام 2007، يتفاءل الكثير من المستثمرين بأن الجهازين الجديدين يقدمان أساسا متينا لمستقبل الشركة. وبالتأكيد أمام "ريم" طريق طويل ستقطعه. وبالعودة إلى عام 2008، عندما كان جهاز آي فون لا يزال حديث العهد في السوق، شكلت أجهزة بلاكبيري ما نسبته 46% من كل الهواتف الذكية المصدرة. وأصبح الجهاز الأساسي المستخدم من قبل كل شخص أيا كان بدءا من الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المذيعة الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفري. كان المستخدمون يمزحون من استخدامهم "بلاكبيري"، وكانت المتعة الكبيرة في الإحساس بقدرتهم على الدخول على بريدهم الالكتروني وهم في الطريق. ولهذه الأهمية فقط، أحب مديرو تكنولوجيا المعلومات للشركات الجهاز في القدرة على الوصول إلى الموظفين في ساعات اليوم وتقديم طريقة آمنة لإدارة اتصالاتهم. لكن أبل أظهرت أجهزة محمولة يمكن أن تفعل أكثر بكثير من مجرد نقل رسائل البريد الالكتروني وبعث رسائل فورية. وكانت النتيجة كارثية بالنسبة للشركة الكندية. ففي العام الماضي، تراجعت حصة "ريم" من مبيعات الهواتف الذكية في الولاياتالمتحدة إلى 2% فقط. ويراهن المدير التنفيذي ثورستين هينس /55 عاما/ على أن أحدث أجهزة "ريم" التي تعتمد على نظام التشغيل الجديد بي بي10 الذي يحظى بإشادة واسعة يمكن أن تعكس هذا الاتجاه. كما أن المستثمرين متفائلون ما أدى لارتفاع سهم الشركة إلى 178% منذ أواخر أيلول/ سبتمبر. ويرجع جزء من هذا التفاؤل إلى تكهنات بأن الشركة المتعثرة سيتم شراؤها من جانب منتج صاعد للهواتف الذكية مثل لونوفو أو هواوي. غير أن هناك أيضا اهتماما حقيقيا بشأن الأجهزة نفسها ليس فقط من جانب المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات للشركات بل أيضا من جانب الأشخاص العاديين الذين لا ينبهرون عموما بأي شئ سوى في أن تكون الأجهزة براقة ورائعة الشكل ومصقولة. وكتب جيسوس دياز في عنوان رئيسي على موقع جيزمودو الإلكتروني للأجهزة قائلا "عفوا أبل، بلاكبيري زد10 أكثر إثارة عن آي فون". وذهب إلى القول للهجوم على تصميم الهاتف بأنه أول هاتف ذكي لا توجد به أزرار فعلية وببرنامجه. وأضاف "لقد كنت دائما أكره هواتف بلاكبيري. فقد كانت قبيحة بشكل مخزي إلى أن جاء بلاكبيري زد10، فهو جهاز مثير وجميل فعلا ورائع". لكن هل ذلك كافيا لوقف تراجع "ريم"؟ لم تقتنع يان داوسون كبير المحللين في شئون الاتصالات بمؤسسة أوفوم للأبحاث مشيرا إلى أن السوق ابتعدت عن "ريم" في قطاعين رئيسيين. وقالت إن "الشركات لم تعد تشتري غالبية الهواتف الذكية المباعة اليوم، ويختار الأفراد بشكل كاسح الأجهزة باستثناء بلاكبيري عندما يتخذون قرارات بالشراء". ويقدم الجهازان الجديدان فوائد قليلة لإغراء مستخدمي آي فون وأجهزة أندرويد، لكنهما ربما يكونا جذابين لنحو 80 مليون شخص إضافة لمستخدمي بلاكبيري الحاليين الذين لم يحدثوا أجهزتهم منذ مدة طويلة. وقالت في مذكرة بحثية إننا "لا نتوقع خروجا سريعا من السوق. فبدون ديون ووجود 80 مليون مشترك وتحقيق أرباح في عدد من الفصول السنوية الأخيرة على الأقل، تستطيع الشركة أن تستمر على هذا المنوال لسنوات، لكن أيام مجدها قد ولت والمسألة مجرد وقت قبل أن تصل إلى النهاية الطبيعية".