أسامة عوض الله - فاجأ زعيم المعارضة السودانية الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي، وإمام الأنصار ورئيس الوزراء السابق، كل الأوساط والرأي العام السوداني بل والإقليمي والدولي بإعلانه في عيد ميلاده ال (77) بعزمه التنحي عن رئاسة الحزب الذي استمر على رئاسته نحو أربعة عقود، ومصدر الدهشة أن إعلان السيد الصادق الذى فيه التنحي لم تكن له أي مقدمات أو إرهاصات. ففى أثناء الاحتفال بين مؤيديه قال: إنه سيتفرغ بدءاً من العام الجديد، وأكد المهدي في كلمة ألقاها أمام عشرات المئات، من بينهم سياسيون وصحفيون وإعلاميون ورجال أعمال ورجالات دين مسلمين ومسيحيين وقيادات وقواعد من حزب الأمة القومي وقيادات من أحزاب وتنظيمات سياسية مختلفة ومتباينة، أكد أن برنامجه الأهم في الفترة المقبلة هو تجديد القيادات في جميع مؤسسات الحزب، مع التركيز على تدريب كوكبة بصورة مكثفة لتنتخب المؤسسات المعنية قياداتها من بينهم ليتولوا القيادة، وهو المهدي معترفاً بتقدمه فى السن، مشيرا إلى أن الأعوام التي قضاها في القيادة، 80 % منها في الأسر والحرمان. وبرغم اعترافه بتقدمه في السن فإنه ما زال قادراً على العطاء، ويبقى أمر تنحيه بإرادته عن رئاسة الحزب العتيد واقعاً بعد أن قال إنه سيدرب مجموعة من قيادات الحزب ليختار الحزب واحدا منهم لتولي القيادة. والقيادة في حزب الأمة بعد السيد المهدي تبقى مسألة شديدة الحساسية والأهمية والخطورة.. فالمهدى الذي ظل لأكثر من أربعين عاماً وهو رئيس وقائد وزعيم الحزب أضاف لهذه الرئاسة والقيادة والزعامة كاريزما، بما للرجل من عطاء سياسي وفكري لا يمكن إنكاره مهما اتفقنا أو اختلفنا معه. فمن سيخلف السيد الصادق في زعامة الحزب؟.. هل يكون خليفته واحدا من بين أبنائه؟ ومَنْ مِنْ أبنائه الأقرب لذلك؟ أم يكون خليفته واحدا من القيادات المخضرمة؟ أم يكون واحدا من القيادات التنفيذية بالحزب ممن يتبوأون الآن مناصب بالحزب. للمهدى عشرة من الأنجال من البنين والبنات من زوجتيه الاثنتين. زوجته الأولى حفية مأمون شريف.. وزوجته الثانية المرحومة سارة الفاضل محمود. وأنجاله العشرة أربعة منهم بنون وست منهم بنات. وهم مقسمون بالتساوي على الزوجتين بمعنى خمسة أبناء لكل زوجة.. وليس هذا فحسب بل ومقسمون بالتساوي بين الزوجتين في عدد البنين والبنات لكل واحدة فأبناء السيدة حفية (الذكور اثنان، والبنات (ثلاث) وكذلك أبناء السيدة (الذكور) اثنان، والبنات (ثلاث). وقال لي أحد المراقبين السياسيين تعليقاً على ذلك: سبحان الله لأن السيد الصادق رجل ديمقراطي وعادل نجد أن الله سبحانه وتعالى عدل له حتى في ذريته من البنين والبنات من زوجتيه فكانوا بالتساوي في كل شيء. أبناؤه من السيدة حفية حسب الترتيب العمري هم الأولى أم سلمة: وهي مهندسة زراعية.. زوجها مرتضى كمال وهو ينتمي للحزب الاتحادي، وكان زميلها في الجامعة (جامعة الجزيرة). الثانية رندا: وهي دكتورة صيدلانية وزوجها إمام الحلو، وهو مهندس، وهو حفيد الأمير الحلو.. وقد تخرجت فى جامعة الجزيرة.. وزوجها إمام الحلو عضو المكتب السياسي، للحزب حالياً. الثالثة زينب: وهي مهندسة معمارية.. زوجها الواثق البرير.. وقد تخرجت فى جامعة أردنية.. وزوجها الواثق البرير مساعد الأمين العام للحزب حالياً. الرابع صديق: وهو مهندس بترول.. وزوجته من آل البرير وتدعى (عائشة) وتعمل بالأمم المتحدة.. وقد تخرج فى هندسة بترول بالولايات المتحدةالأمريكية. الخامس بشرى: وهو نقيب بالقوات المسلحة السودانية.. وقد تخرج فى الكلية الحربية بالشقيقة جمهورية مصر العربية.. وهو غير متزوج. أبناؤه من السيدة سارة حسب الترتيب العمري هم: الأولى مريم: وهي طبيبة، زوجها عادل شريف، وهو الرجل الثاني في الصليب الأحمر.. وزوجها لا ينتمي سياسياً لحزب الأمة القومي، وغير ناشط سياسي.. وقد تخرجت فى كلية الطب بجامعة بالأردن. الثاني عبد الرحمن: وهو عميد بقوات الشعب المسلحة.. وقد تخرج فى الكلية الحربية الملكية بالأردن.. وحالياً هو مساعد رئيس الجمهورية للمشير عمر البشير. الثالثة رباح: وهي مهندسة كهربائية.. زوجها الدكتور عبدالرحمن الغالي وهو طبيب من الجبلاب خريج طب جامعة الخرطوم، وكان نائب الأمين العام لحزب الأمة القومي سابقاً.. وهو حالياً عضو المكتب السياسي وعضو مجلس التنسيق.. وقد تخرجت فى جامعة الخرطوم كلية الهندسة بدرجة الشرف. الرابعة طاهرة: وهي طبيبة.. زوجها كمال هداية الله، وهو ينتمي لحزب الأمة القومي.. وقد تخرجت فى جامعة الأحفاد كلية الطب. الخامس محمد أحمد: وهو مهندس .. درس الكلية الحربية في مصر.. ودرس هندسة إلكترونية.. وزوجته تدعى (الفردوس) وهي من عائلة وأسرة أم درمانية معروفة .. ووالدة زوجته بروفيسور وهي متوفية. يضم حزب الأمة القومي اليوم عددا كبيرا من القيادات المخضرمة ممن تبوأوا مناصب قيادية سواء بالحزب أم بالدولة على فترات متباعدة سواء كان في فترة الديمقراطية الثالثة في الفترة من (1986-1989) عقب انتفاضة رجب – إبريل التي أطاحت بالرئيس السوداني الأسبق المشير جعفر نميري .. أم في فترة الإنقاذ الحالية. ومن هؤلاء المخضرمين نجد: الدكتور علي حسن تاج الدين، عضو مجلس رأس الدولة إبان فترة الديمقراطية الثالثة.. وحالياً يتبوأ منصب مساعد رئيس الحزب إلى جانب عدد آخر من المساعدين وهم: البروفيسور الشيخ محجوب جعفر.. والدكتور يوسف تكنه.. وعادل المفتي.. ويوسف حسن.. ومجذوب طلحة. ومن المخضرمين كذلك اللواء فضل الله برمة ناصر، وهو حالياً يتبوأ منصب نائب رئيس الحزب إلى جانب نائب آخر هو الفريق صديق محمد إسماعيل. واللواء فضل الله برمة ناصر تولى في فترة الديمقراطية الثالثة منصب وزير الدولة للدفاع حينما كان المهدى يتولى بنفسه منصب وزير الدفاع. ومن المخضرمين كذلك بكري عديل.. وهو نائب سابق لرئيس الحزب.. وسبق له أن تولى مناصب وزارية عديدة في فترتي نميري (مايو).. والديمقراطية الثالثة.. حيث كان حاكماً على إقليم كردفان الكبرى إبان فترة نميري.. ثم وزيراً للتربية والتعليم في حكومة المهدي ابن الديمقراطية الثالثة.. لكن بكري عديل الآن قلت حركته فالسن لها أحكامها. يضم حزب الأمة القومي اليوم كذلك عددا كبيرا من القيادات التنفيذية ممن يتبوأون مناصب تنفيذية وتنظيمية بالحزب حالياً، ومن هؤلاء التنفيذيين نجد: الدكتور إبراهيم الأمين.. الأمين العام الحالي للحزب وهو طبيب، وكذلك توجد سارة نقد الله رئيس المكتب السياسي للحزب حالياً.. وهي شقيقة الأمير عبدالرحمن عبدالله نقد الله (شفاه الله) والذي كان رئيساً لمجلس الشورى لهيئة شئون الأنصار وعضو المكتب السياسي. وأيضاً مساعدا الأمين العام وهما السفير نجيب الخير عبدالوهاب وزير الدولة السابق بالخارجية.. ومندوب السودان الدائم بالاتحاد الأوروبي ببروكسل.. والوزير عبدالجليل الباشا .. الوزير السابق في فترة الإنقاذ الحالية.. والاثنان كانا قد خرجا من الأمة القومي مع مبارك الفاضل في بدايات الألفية الثانية الحالية حينما كون وقتها ما عرف بحزب الأمة الإصلاح والتجديد. ومن التنفيذيين ممن كان يمكن أن يكونوا من الداخلين في دائرة الترشح لخلافة المهدى، يوجد السيد نصر الدين الهادي المهدي ابن الصادق وشقيق الدكتور الصادق الهادي المهدي المستشار السابق لرئيس الجمهورية المشير عمر البشير، والوزير السابق ورئيس حزب الأمة القيادة الجماعية، وقد أعفى حزب الأمة القومي نصر الدين الهادي من منصبه كنائب لرئيس الحزب وذلك عقب انضمامه قبل أشهر قليلة إلى الجبهة الثورية المسلحة المعارضة. الدكتور الباقر أحمد عبدالله السياسي القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي (المنافس التاريخي لحزب الأمة القومي) والصحافي والكاتب المعروف وناشر وصاحب جريدة الخرطوم له رأي آخر مخالف لكل ما ذهبت إليه حيث يقول لي: أعتقد أن المهدي لن يتنحى وأن قدره ألا يتنحى.. وهذه أمنيته أن يتنحى وأقول ذلك من منطلق معرفتي الشخصية به وأعرف صلابته وشجاعته فهو لن يتنحى حتى تتبدد كل التحديات والأزمات التي تواجه البلد، لذلك أنا (والحديث للدكتور الباقر أحمد عبدالله) مع وجود كل هذه القيادات التاريخية في أحزابنا مثل المهدي، ومحمد عثمان الميرغني، والدكتور الترابي.. والرئيس البشير والأستاذ علي عثمان محمد طه ، والدكتور نافع علي نافع، لا أعتقد أن المهدى سيترك الساحة السياسية ويعتزل.