أيام قليلة ويبدأ عام جديد تحيط به الشكوك فريق يراه يحمل الامل وآخرون تذهب اغلب توقعاتهم فى اتجاه انه عام صعب ، وبين ضلفتى الباب يبرز الفلكيون ليضربوا بابراجهم راسمين ملامحه واحداثه ، قبل ان يصبح واقعا ،ويرسمون له عالما افتراضيا قال فيه السلف كذب المنجمون ولو صدقوا . وفى اللحظات الاخيرة من عام 2012 وقبل ان يضع نقطة النهاية تتجول كاميرا التاريخ لتقييم روزناماته ، ومقارانتها مع ما تنبأ به الفلكيون قبل قدومه ، سعيا منه لوضع حد فاصل بين الخرافة والعلم والحقيقة والغيب الذى لايعلمه الا الله. توقعات وتنبؤات سياسية واقتصادية وعامة سعت بالتغيير والتجديد والتنبؤات التى خرجت من جعبة العديد من الفلكيين تذهب اغلبها فى اتجاه انه سيكون عاما صعبا ، يشهد فتنة شديدة وتراق فيه الدماء ويضع دولا ورؤساء فى خطر . ويعطى الفلكيون توقعات لحروب فى مناطق عديدة بالعالم نتيجة لتواجد كوكب اورانوس ببرج الحمل وستكون منطقة الشرق الاوسط 2013 الاكثر تعرضا للهزات والتداعيات والاضطرابات السياسية والكوارث الطبيعية والحروب ، وتنبؤاتهم التى غاب عن معظمها التفاؤل تتوقع ان تشهد المرحلة المقبلة اعادة توزيع الحدود فى منطقة الشرق الاوسط رسما بصورة بطيئة جدا وصولا لما يسمى بالشرق الاوسط الجديد ، وتشهد مناطق الشرق الاوسط وجنوب اوروبا تحديدا المزيد من الهزات وعدم الاستقرار الاقتصادى ، وطبقا للتنبؤات تشهد اسواق المال العالمية ارتفاعا وتحسنات ملحوظة فى بعض الاشهر وانخفاضات فى شهور اخرى ، واستمرار عدم استقرار الاوضاع العالمية ، وصراعات على السلطة فى مناطق عديدة ، تباطؤ فى النمو تشهده بعض الدول المتقدمة ، ومشاكل عالمية متعلقة بالطاقة ، وتبرز الصين وكندا كقوة عالمية فى مجال الطاقة تحديدا ، وتحدث اندماجات عديدة بين المؤسسات العملاقة فى المجالات التقنية وتقلبات كبيرة فى اسواق الاوراق المالية ، ويواصل اليورو صموده امام العملات العالمية خاصة الدولار . يشهد عام 2013 ربيعا يابسا مع اشتداد الحرارة فى شمال البحر المتوسط وما حولها وشتاء باردا كثير الثلوج والامطار ، ونقصا فى زراعة القمح ، والعديد من الكوارث الطبيعية وطقس مضطرب لم يشهده العالم من قبل مترتبة على استمرار تواجد كوكب "نبتون" فى برج الحوت عام 2013 ، وأمراض تنتشر فى العالم اكثرها بسبب نقص الغذاء ، وامراض جديدة تظهر وتكون حديث العالم فى الفترة القادمة. ماراثون التنبؤات التى اشتعلت وتشتعل قبل ميلاد اى عام جديد أحرز خلال عام 2012 بعض الاهداف تطابقا معها ، وصدقا لبعضها فيما جانبه الصواب فى البعض الاخر ،فصدقت نبؤة المنجمين بشأن تردى الاوضاع الاقتصادية وتدهورها بشكل كبير خلال عام 2012 ، وافلاس العديد من الشركات وانهيار المؤسسات المالية ذات الثقل ، وخابت التنبؤات بشأن فناء العالم فى 12/12/ 2012 استنادا على حسابات حضارة المايا وعزز هذا الاحتمال على مدى العام ارتفاع فى معدلات حدوث الكوارث الطبيعية وزيادة النشاط الشمسى وتغير المغناطيسية الارضية فحبس العديد من سكان العالم انفاسهم انتظارا للحظة النهاية التى لم تحدث مكذبة بذلك تنبؤات المنجمين والفلكيين ، وصدقت التوقعات بشأن التسابق الخطير فى التسلح فى مختلف مناطق العالم والصراعات السياسية التى اندلعت داخل القارة الافريقية والمجاعات والفيضانات ، وخابت تنبؤات تعرض اوباما لمحاولة اغتيال . كما حادت توقعات التدخلات الاجنبية فى سوريا وتدهور علاقاتها مع ايران عن الحقيقة وصدقت توقعات اندلاع تظاهرات فى الشارع العربى وحدوث شغب وفوضى واضطرابات ووجود تيارات دينية واستمرار معاناة الشعوب من ارتفاع الاسعار والغلاء والاقتصاد المتدنى . تجدد الكون لم يكن من المتوقع فى نبؤات الفلكيون والعرافون فى عام 2012 ، ولكنه كان السمة الرئيسية فى الشهور الاولى من هذا العام خاصة فى معظم الدول التى شهدت تغييرا جذريا فى قاداتها حيث شهد العام أوسع حركة تغيير فى الخريطة السياسية وبدا وكأنه العام الذى تغيرت فيه السياسات وولدت الدروس المستفادة . توقع المنجمون مع مطلع عام 2012 ان تتحول الصراعات الموجودة الى حروب ، متوقعين اندلاعها فى مناطق متفرقة من العالم فى سوريا وايران وافغانستان وباكستان وبروندى والكونغو وكينيا والصومال وصدقت توقعاتهم فى البعض ولم تصدق فى الاخر . توقعات بنهاية بعض الفنانات اللبنانيات اللاتى يفوق عمرهن السبعينات ، وهبوط بعض الاسهم فى اليابان وزيارة شخصية سياسية امريكية للعراق بدون رجعة ، كلها تنبؤات لم تحدث ولم تتحقق ، لقد كان عام 2012 كما توقع العرافون والمنجمون والفلكيون عاما صعبا نتيجة عجز الموازنة العامة فى معظم دول العالم وتراجع الايرادات والاستمرار فى دفع ثمن باهظ تحت وطأة الازمات المتكررة . وكانت المآسى الانسانية هى الشاهد الرئيسى فى احداث هذا العام فى بورما وفلسطين وغزة وسوريا والصومال وغيرها ، أما الكسب غير المشروع فكان درة التاج التى كشف النقاب عن شخصيات كانت فى السابق رموزا فسقطت فى براثن الكسب غير المشروع لحيادتها الصدق والامانة وتضخم ثرواتها .