إن مرحلة ما بعد الثورة كشفت عن العديد من السلبيات التي وقع فيها الإعلام المصري والتي تحتاج إلى إعادة نظر، حتى ينهض هذا الإعلام ويقوى على المنافسة، ويصبح قادراً على أداء رسالته الإعلامية المرتبطة بالمسئولية المجتمعية، الأمر الذي يحتاج للعديد من الأمور أهمها:التعامل مع الإعلام على أنه سلطة رابعة في المجتمع تقوم بمراقبة أداء الهيئات والمؤسسات الحكومية وكشف الفساد المنتشر فيها. ووقف الحبس في قضايا النشر، وإحالة أي صحفي يتجاوز المعايير المهنية للنقابة للتعامل معه وفقاً للمعايير القانونية المتعارف عليها. واحترام مؤسسات الدولة والأجهزة الأمنية للحريات الإعلامية وسائل الإعلام في عملها الخاص بتغطية المظاهرات والاحتجاجات والتجمعات السلمية، وفصل وسائل الإعلام عن الحكومة ووضع نظام جديد لعملها يحترم قواعد المصداقية والشفافية والموضوعية والحياد والفرص المتساوية لكل القوى المجتمعية للتعبير عن نفسها في وسائل الإعلام المملوكة للدولة. مع تركيز وسائل الإعلام الحكومية والمستقلة علي القضايا الحقيقية للمواطن وهمومه ومشاكله، بمعنى وجود أجندة أولويات ضرروية تحكم المضامين الإعلامية المقدمة فى مختلف الوسائل بحيث يشعر المواطن أن تلك الوسائل هى مرآة حقيقية لاهتماماته ومتابعة قضاياه. وقيام وسائل الإعلام المختلفة بتطبيق المعايير الدولية للإعلام في نشاطها بدلاً من مساندتها للنظام السياسي أو للأحزاب والهيئات التابعة والداعمة لها، مقابل إهمالها لحقوق المواطنين وتحولها لبوق للدعاية السياسية. مع وضع إطار قانوني وسلوكي للعمل الصحفي والإعلامي فى الصحف والإذاعة والتليفزيون والإعلام المتخصص والفضائيات لمحاسبة المتجاوزين والمخالفين لميثاق الشرف الإعلامى. وإصدار قانون جديد للصحافة ونقابة الصحفيين بما يدعم من حرية الرأي والتعبير، وإلغاء القيود على الصحافة والنشر فى القوانين المصرية. وإصدار قانون لحرية تداول المعلومات يحدد طريقة الحصول عليها دون التعرض للمحاسبة.والتوصل لخطاب إعلامى يراعى آداب الحوار ويدعم الممارسة الديمقراطية وقبول الآخر والبعد عن الإثارة والمبالغة والتهويل. وسرعة تأهيل القائمين على الاتصال بالوسائل المختلفة والتدقيق فى اختيارهم وفقاً لشروط ومتطلبات العمل الإعلامى بما يساعد على خروج خطاب إعلامى يراعى مصالح المجتمع ويؤثر فى الجماهير..كما يمكن طرح إمكانية تطبيق فكرة الأمبودسمان التى يمكن أن تقوم بدور فعال فى تحقيق العلاقة المتوازنة بين الصحافة والجمهور، وفكرة الأمبودسمان هى فى الأصل فكرة سويدية قامت بتطبيقها بعد ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويعنى المصطلح بشكل مبسط الشخص الذى يقوم بتلقى شكاوى القراء ضد الصحف وبحثها، ويقوم بإجراء المصالحة بين الصحف والقراء، وقد أطلقت عليه الصحف الأمريكية مسميات متعددة منها: ممثل القراء، ومحامى القراء، والمحرر العام، ومحرر الاتصال بالجمهور, أى أن الوظيفة الأساسية للأمبودسمان هى الاستماع إلى شكاوى المواطنين ضد الصحيفة وبحث هذه الشكاوى، ثم يقدم توصيته التى تتضمن نوعاً من العلاج للموقف، أو الاستجابة لتصحيح الخطأ، أو توضيح المعلومات والصحافة المصرية فى أشد الحاجة لذلك.