جيهان محمود - يرى أن الفيلم المسىء عن الرسول صلى الله عليه وسلم ما إلا لعبة تجارية وسياسية، لكن الجاد والمهم هو رد الفعل الإسلامى الذى كان يجب أن يكون متحضرا ومتسقا مع القيم الحقيقية للإسلام. د. على السمان رئيس الاتحاد الدولى لحوار الثقافات والأديان وتعليم السلام (ADIC)، يكشف عن اتصالات عديدة مع ممثل الفاتيكان ورئيس الكنيسة الأسقفية وشخصيات أخرى عالمية ومصرية لإصدار قانون دولى يجرم ازدراء الأديان. كيف ترى الأحداث الأخيرة حول الفيلم الأمريكي المسيء إلى الرسول؟ ولماذا في هذا التوقيت تحديدًا؟ لا أريد أن أحمل الأمور أكثر مما تحتمل، وإخراج الفيلم وتوقيته لعبة تجارية قد يكون لها خلفيات، ما يهمني في الواقع هو رد الفعل الإسلامي تجاهه، كم أمريكياً شاهده، هذا محل تساؤل، ومن الطبيعي أن ندين جميعًا وبحسم هذا الفيلم، لكن ندينه لأن المبدأ “عام" وليس خاصا بالإسلام وهو “ازدراء الأديان"كما أننا أهملنا الاهتمام بالقانون، هناك قوانين ندرسها، ولدينا مختصون بالقانون الدولي عمالقة مصريون، مثل: دكتور فؤاد رياض الذي كان رئيسا للمحكمة الجنائية الدولية والدكتور أحمد القشيري، قانوني دولي ومحامى تحكيم عال، وأيضًا دكتور مفيد شهاب -وإن اختلفنا معه-، قادرون على إخراج صيغة لقانون يردع إزدراء الأديان. أين دور “اتحاد حوار الثقافات والأديان والسلام"؟ فيما يخص الاتحاد الدولى لحوار الثقافات والأديان وتعليم السلام ADIC الذي أرأسه، لم أنتظر رسالة من أحد، فاتصلت بالكنيسة الإنجليكانية (كنيسة إنجلترا) والتي تسمى بالكنيسة الأسقفية، وهي في وضع يسمح لها أن تعمل ما يسمى باللغة الأمريكية lobby ،كما اتصلت بالصديق المصري الأمريكي دكتور “آمال نديم" بالحزب الجمهوري في أمريكا وقد ذهب إلى النائب العام المساعد ووزير العدل الأمريكيين وطلب منهما تأييدا داعما للأمم المتحدة لإصدار قانون ازدراء الأديان. كيف نمنع تكرار إهانة الرسول أو إحراق المصحف؟ أولاً ما يهمني هو ما نعمله بأنفسنا ولأنفسنا، الأكيد أن رد الفعل كما مارسناه في شوارع مصر وبجانب السفارة الأمريكية، وما تم عمله فضيحة عالمية، مما أعطى الفرصة لخصوم الإسلام ليقولوا: هؤلاء هم المسلمون!! ثانياً: لابد في كل أمة أن يكون فيها مجموعة من العقلاء تدافع عن قضاياها، مثل المجموعة التي أنشأها “كارتر"، وفيها رئيس لجنة حقوق الإنسان في جنيف، وفيها نيلسون مانديلا محرر جنوب إفريقيا، وجوب وإعلاء شأن “العقلاء" أنفسهم كي يعطوا “وقت اللزوم" الرأي الذي يُفهم ويُحترم ويُقدر في الداخل والخارج، وثالثا: لابد أن يكون لدي الدولة وأحد أدوارها الرئيسية أن تحمي التمثيل الأجنبي على أرضها، ومصر من أوائل الدول التي وقعت على اتفاقية “مونترو" في الثلاثينيات، التي تحمي التمثيل الأجنبي، وبعيدا أيضا من سرعة التحقيق فيما حدث، وإعلان أسماء المتورطين ومحاكمتهم. البعض يردد أن الغرب يكره الإسلام.. فما صحة هذا؟ ولماذا؟ عدم التعميم في الأحكام هو إحدى الحاجات التي أفخر أن استطعنا نفعلها وقت كنت مسئولاً عن اللجنة الدائمة لحوار الأديان بالأزهر الشريف مع الفاتيكان، وأودعنا دراسة لمعهد الدراسات اللاهوتية في الفاتيكان اسمها “رفض التعميم في الأحكام.. المراجع الإسلامية"، ولا نجد في القرآن والسنة كلمة تفيد التعميم، بل يقول “قليل منهم" أو “كثير" أو “البعض". ماذا يمكن عمله لتصحيح صورة الإسلام والإسلاميين لدى الغرب؟ نريد دورا فاعلا أكثر للمؤسسات التي لها قيمة ووزن، مثل: الأزهر وباللأخص المجلس الأعلى للشئون الإسلامية برغم تضاءل حجمه منذ أن ترك دكتور زقزوق موقعه وقبل كل ذلك التنسيق مع الكنائس داخل وخارج مصر. كيف ترى تصريحات أوباما الأخيرة بأن مصر ليست حليفًا ولا عدوا؟ كان لابد من رد فعل أمريكي أنا لا أبرر لكنه يعرف على الأقل أن مصر ساعدت في مجالات كثيرة، ويكفي أنها أكدت التزامها الدولي باتفاقيات “كامب ديفيد" وهذا ما يهم في البداية والنهاية، ولكن أفهم أنه كرئيس أمريكي يجب أن يقول ما هو موقف الحكومة الأمريكية من إنزال العلم الأمريكي ورفع علم “القاعدة" مكانه، وهذه تهمني كمصري لأني المفروض نظاميًا وفكريًا وعقائديًا ضد “القاعدة"، فكان لابد لأوباما أن يقول كلمة تعبر عن عدم ارتياحه.