توجيهات الرئيس "عبدالفتاح السيسى" للنهوض بالتعليم التكنولوجي على المستوى الجامعى والقبل جامعى والعمل على تطويره، خطوة جديدة وغير مسبوقة فى تاريخ التعليم وتنهى الفجوة بين التعليم قبل الجامعى والجامعى. مصر لديها فى التعليم قبل الجامعى مدارس "علوم وتكنولوجيا" ومدارس "المتفوقين" يتم بها رعاية الطلبة المتميزين وتأهيلهم لصناعة التكنولوجيا بدلا من التوقف عند استخدامها فقط، فإن طلبة هذه المدارس يواجهون مشاكل فى مرحلة التعليم الجامعى لعدم وفرة الجامعات التى تساعدهم على تكملة المسيرة للمساهمة فى مجال صناعة التكنولوجيا التى بدأوها منذ الصغر. وتمتلك مصر أيضا الكوادر التعليمية القادرة على بناء جيل جديد من الشباب قادر أن يبدع فى مجال صناعة وتداول التكنولوجيا فى كافة المجالات،وأن تلك الكوادر تحتاج فقط إلى توفير كافة الموارد والامكانيات التى تساعد فى تحقيق توجيهات وطموحات القياده السياسية في دعم خطة التنمية المستدامة 2030. فإن مدارس المتفوقين هي أمل مصر ومستقبلها، لأنها مسئولة عن تخريج علماء المستقبل وكان هذا واضح فى تعليمات الرئيس السيسى منذ 2014 بالتوسع فى مثل هذا النوع من المدارس ليصل كحد أدنى لمدرسة داخل كل محافظة على الأقل .. فى نهاية 2014 كان هناك تقريبا 11 مدرسة ولكن مدرسة المتفوقين بالسادس من اكتوبر تعتبر المدرسة الأم لمدارس العلوم والتكنولوجيا وما يحدث فيها الآن لهو اختبار حقيقى وواقعى للوزارة فى مواجهة ازمات البنية التحتية والانترنت والتنسيق بكل أزماته الآن.. فليس من المعقول مثل هذه المدارس التى لا يتعدى طلابها 100 طالب وتعتمد اعتماد كلى على الإنترنت أن تحدث بها انقطاع كهرباء وانترنت حتى يصل الأمر لتحويل الطلاب منها إلى المدارس العادية. والمشكلة الأهم هى مشكلة تنسيق هؤلاء الطلاب والتى لا يتعدى تخصيص مقاعدهم فى الجامعات لاماكن محدودة جدا ، الأمر الذى تم حله فى 2014 فى عهد الاستاذ الدكتور محمود أبوالنصر وزير التعليم الاسبق حيث نجح فى توقيع بروتوكولات ومنح مع كل الجامعات الخاصة لضمان مقعد لطلاب تلك المدارس فى هذه الجامعات واستكمال لدراستهم التى تمتاز بطبيعة خاصة وتعتبر مفرخ العلماء .. فالحل قصير الأجل الآن يكمن فى تفعيل تلك البروتوكلات والمنح مرة أخرى للخروج من أزمة مدارس المتفوقين فيما يخص اماكنهم فى الجامعات.. حتى نصل للحل طويل الأجل الذى يسعى الرئيس نفسه فى تنفيذه وهو إنشاء جامعات تكنولوجية فى ربوع مصر ليكمل هؤلاء الطلاب دراستهم فى نفس المجال والتى ستكون مفرخ العلماء فى المستقبل. ولكن يظل السؤال الأشد غرابة: أين هذه المنح والبروتوكلات الآن ؟ ولماذا اختفت؟ ولصالح من ؟ ومن الذى يشوه تلك التجارب و النقاط المضيئة فى التعليم المصرى.