اعتادت محافظة أسوان على مظاهر الاحتفال بتعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني، بمعبد أبو سمبل يوم 22 فبراير من كل عام. وعلى الرغم من أهمية الحدث بالنسبة لمصر إلا أن الكثير من المصريين يجهلون السبب الحقيقي وراء اقتصار تعامد الشمس على هذا التمثال في يومي مولده وتتويجه فقط، وهو الأمر الذي لازال يحير الكثير من العلماء حتى اليوم. تم اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس في البداية عام 1874، عندما رصدت المستكشفة «إميليا إدوارد» والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة وقامت بتسجيلها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان «ألف ميل فوق النيل»، حيث جاء فيه «تصبح تماثيل قدس الأقداس ذات تأثير كبير وتحاط بهالة جميلة من الهيبة والوقار عند شروق الشمس وسقوط أشعتها عليها». في البداية كان تعامد الشمس يحدث يومي 21 فبراير و21 أكتوبر من كل عام إلا أنه تغير التوقيت إلى يوم 22من كلا الشهرين، عندما تم نقل معبد أبوسمبل بعد تقطيعه لإنقاذه من الغرق تحت مياه بحيرة السد العالي في بداية الستينيات من موقعه القديم، والذي تم نحته داخل الجبل، إلى موقعة الحالي. تستغرق ظاهرة تعامد الشمس حوالي 20 دقيقة فقط في ذلك اليوم، حيث تخترق أشعة الشمس الممر الأمامى لمدخل معبد رمسيس الثانى بطول 200 مترًا حتى تصل إلى قدس الأقداس، والطريف في الأمر أن الشمس لا تتعامد بتاتاعلى وجه التمثال «بتاح» والذي يطلق عليه عند القدماء إله الظلام. هذه الظاهرة لا تزال تحير الكثير من العلماء حول الإعجاز العلمي الذي يحدث مرتين كل عام، حيث ظهرت الكثير من السيناريوهات التي تروي أساس الظاهرة، والتي كان من أهمها أن المصريين القدماء صمموا المعبد بناءاً على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعى وتخصيبه. ومن أبرز تلك الدراسات التي توصل إليها بعض العلماء، أن «تعامد الشمس» يستند إلى حقيقة علمية اكتشفها قدماء المصريين وهى شروق الشمس من نقطة الشرق تمامًا وغروبها من نقطة الغرب تمامًا في يوم 21 من شهر مارس، ثم تتغير نقطة الشروق بمقدار ربع درجة تقريبًا كل يوم إلى ناحية الشمال، حيث تصل في شروقها إلى نقطة تبعد بمقدار 23 درجة و27 دقيقة شمال الشرق في يوم 22 من شهر يونيو. وتبين أن قدماء المصريين استندوا في اكتشافهم على أن الشمس تمر على كل نقطة في أثناء شروقها وغروبها مرتين من كل عام، وأن المسافة الزمنية بينهما تختلف بحسب بعد كل نقطة عن نقطة الشرق تمامًا. وجاء «تعامد الشمس» على وجه رمسيس الثاني مرتين في العام، يومي 22 من شهر أكتوبر و22 من شهر فبراير، نتيجة لاختيار قدماء المصريين نقطة في مسار شروق الشمس تبعد عن نقطتي مسارها زمن قدره أربعة أشهر لتتوافق مع يوم 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام، ثم قاموا ببناء المعبد بحيث يكون اتجاه المسار الذي تدخل منه الشمس على وجه رمسيس الثاني من ناحية الشرق من فتحة ضيقة. وجعل القدماء المصريين هذه الفتحة ضيقة بحيث إذا دخلت أشعة الشمس في يوم وسقطت على وجه التمثال، فإنها في اليوم التالي تنحرف انحرافاً صغيرًا قدره ربع درجة، وبهذا تسقط الأشعة في اليوم التالي على جدار الفتحة ولا تسقط على وجه التمثال.