سرعان ما اصطدمت أحلام المغرب الشقيق فى استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم فى نسختها لعام 2026، بكابوس الحديث عن مؤامرة تحاك لحرمان البلد العربى من تنظيم المونديال فى خامس محاولة له بعد محاولات أعوام: 1994 و1998 و2006 و2010 . وكان المغرب قد أعلن رسميا عن استضافة المونديال فى 13 أكتوبر من العام الماضى، وتواجه المملكة المطلة على البحر المتوسط والمحيط الأطلنطى منافسة قوية من 3 دول عملاقة وكبرى من قارة أمريكا الشمالية، وهى الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا والمكسيك، برغم أن أيا منها لم تعلن بعد ترشحها بصفة رسمية..
من المقرر أن يشارك الأعضاء ال 211 فى الاتحاد الدولى للمرة الأولى فى عملية التصويت لاختيار البلد المضيف لمونديال 2026، والذى سيشهد مشاركة 48 منتخبا للمرة الأولى فى التاريخ، وحدد 13 يونيو المقبل، عشية انطلاق منافسات مونديال روسيا 2018، موعدا لاختيار الدولة المنظمة، وكان الاختيار سابقا قاصرا على أعضاء المكتب التنفيذي.
وكانت الصدمة الأولى التى وجهت للمغرب، هى خروج كبريات وسائل الإعلام العالمية موجة انتقادات حادة لرئيس الاتحاد الإفريقى لكرة القدم «كاف» أحمد أحمد، بعد أن أعلن دعمه للمغرب فى استضافة المونديال، وأكدت وسائل الإعلام العالمية أن رئيس «الكاف»، خالف تعليمات وتحذيرات رئيس الاتحاد الدولى للعبة «فيفا» السويسرى جيانى إنفانتينو، الذى أرسل رسالة تحذيرية وزعها «فيفا» على أعضائه يدعوهم إلى الامتناع عن الإدلاء بتصريحات مكتوبة أو شفهية بشأن المرشحين، وألا يعطوا انطباعاتهم الشخصية حول أحقية ملف أو آخر.
الرسالة التحذيرية، المكونة من ست صفحات أرسلت إلى الاتحادات الكروية 211 التابعة للاتحاد الدولى، وهى الرسالة التى قالت عنها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إنها تقصد المغرب بالدرجة الأولى.. وقالت الصحيفة إنه خلال هذا الشهر ناقش المسئولون فى الاتحاد المغربى رئاسة فوزى لقجع، الذى يشغل فى ذات الوقت منصب نائب رئيس « الكاف «، إمكانية إضفاء الطابع الرسمى على العلاقة بين المغرب والاتحاد الإفريقى لكرة القدم، وهو ما سيخول للمنتخبات الإفريقية إمكانية الاستفادة من معسكرات تدريبية بالمغرب، فضلا عن الإسهام فى تطوير كرة القدم بالدول الإفريقية. ويبرر الاتحاد الدولى تحذيره برغبته فى تجاوز فضيحة الفساد التى تفجرت داخله سنة 2015، عندما أوقفت الشرطة السويسرية فى زيوريخ 7 مسئولين بارزين فى « فيفا « بطلب من القضاء الأمريكى الذى اتهمهم بتلقى رشى وعمولات بقيمة 150 مليون دولار منذ تسعينيات القرن الماضي.. وأدت سلسلة الفضائح إلى اعتقال واتهام نحو 40 مسئولا سابقا فى «فيفا»، وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الدولى السابق جوزيف بلاتر، الذى اضطر إلى الاستقالة من منصبه بعد إعادة انتخابه فى العام نفسه.. وخلفه مواطنه إنفانتينيو فى انتخابات الرئاسة فى فبراير 2016.
وأكدت وسائل الإعلام أن تصريحات رئيس الاتحاد الإفريقى، ستضعه فى أزمة مع الاتحاد الدولى للعبة بسبب مخالفة التعليمات.. قال أحمد فى تصريحات نقلتها صحيفة «المغربية»: «لن أدخر جهدا فى دعم الملف المغربى لتنظيم مونديال 2026».. وأوضح أحمد أحمد أنه لن يكون محايدا، بخصوص ملفات الترشح لتنظيم المونديال، لافتا النظر إلى أنه يدعم المغرب باعتباره ممثلا لإفريقيا. المؤامرة الإسرائيلية الأمريكية
فيما كشفت تقارير إعلامية مغربية، أن ملف استضافة مونديال 2026 سيتعرض حتما لمؤامرة من جانب دولتى إسرائيل وأمريكا، وكانت البداية بالحديث عن وجود دعم إسرائيلى للكاميرون من أجل استضافتها لبطولة كأس الأمم الإفريقية المقبلة 2019، فى وقت يسعى فيه «الكاف» إلى نقل البطولة من بلد عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الإفريقى السابق إلى المغرب، على خلفية عدم جاهزية الكاميرون لاستضافة المونديال الإفريقى.. وكان رئيس «كاف» الحالى أحمد أحمد قد أقر بمواجهة الكاميرون لصعوبات فى طريق الاستضافة.
وستقرر اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقى فى مارس المقبل مدى جاهزية الكاميرون، وفى حال كان التقرير الجديد سلبيا، فإن احتمال نقله إلى بلد آخر يبقى واردا.. وأفادت التقارير أن إسرائيل تحدثت رسميا مع الدولة الإفريقية من أجل دعمها بالمال والمعدات، وإرسال خبراء من عندها من أجل الانتهاء من تجهيز الملاعب فى الموعد المحدد.
ولفتت وسائل إعلام مغربية إلى وجود عدد من المؤشرات غير الطيبة التى تشير إلى انزعاج إنفانتينو من إصرار المغرب على منافسة الملف الأمريكى الشمالى المشكل من القوى الثلاث على تنظيم مونديال 2026، ومنزعج أكثر من أن المغرب يملك ثقة كبيرة فى نفسه، وهو الذى تجرأ على تقديم ملف أحادى للتنظيم، وكذلك جزم إنفانتينو بأنه بات من الصعب على دولة واحدة الاستضافة بعد زيادة عدد المنتخبات المشاركة من 32 إلى 48 منتخبا.
ولفتت التقارير الإعلامية أيضا إلى أن إنفانتينو يحاول إرضاء الولاياتالمتحدةالأمريكية، التى لولاها لما وجد الطريق معبدا أمامه لرئاسة « فيفا «، وهو من كان أقصى أحلامه، أن يترأس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم بشكل فعلى بعد الإطاحة ببلاتيني.. ويذكر أن الإعلام الأمريكى لعب دور البطولة المطلقة للإطاحة ببلاتر وكشف فساد رجالات ال «فيفا».