استقبل ظهر اليوم -الثلاثاء- الرئيس محمد مرسى فى لقائين منفصلين كلا من وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس وعلى أكبر صالحى وزير الخارجية الايرانى وذلك بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة. حضر اللقاءات كل من د. عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية للشئون الخارجية والتعاون الدولى ووزير الخارجية محمد كامل عمرو والسفير مجتبى أمانى رئيس مكتب رعاية المصالح الايرانية فى مصر وسفير فرنسا بالقاهرة نيكولاس جاليه. وعقب المقابلتين أكد محمد كامل عمرو وزير الخارجية فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الفرنسى أن لقاء الرئيس مع الوزير الفرنسى تم خلاله بحث عدة موضوعات فى المجالات الاقتصادية والسياحية والثقافية وسياسية، مشيرا إلى أن العلاقات المصرية الفرنسية وطيدة وتاريخية. وقال عمرو إن لوران نقل إلى الرئيس مرسى تحيات الرئيس الفرنسى فرانسو أولاند، مؤكداً على عقد لقاء قمة بينهما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة فى نيويورك الاسبوع القادم. وبالنسبة للدعم الاقتصادى الفرنسى لمصر قال عمرو إن الوزير الفرنسى أكد للرئيس لقاءه بعدد من رجال أعمال فرنسيين الراغبين فى الإستثمار بالقاهرة، مؤكداً دعم وتشجيع الحكومة الفرنسية لهذا التوجه من رجال الاعمال. وأعلن وزير الخارجية عن تقديم فرنسا مبلغ 300 مليون يورو إلى مصر للمساهمة فى دعم مشروع الخط الجديد لمترو الأنفاق. وقال عمرو إن نظيره الفرنسى أعرب عن تأييد بلاده لدعم عملية التحول الديمقراطى فى مصر، مؤكداً وجود تطابق كبير بين الثورتين المصرية والفرنسية فى المطالبة بالعدل والمساواة. وقال عمرو إن لوران أكد دور مصر الإقليمى فى منطقة الشرق الأوسط والدور الدولى لها، مشيرا الى أن اللقاء بحث عدد من الموضوعات الخاصة بالقضايا الاقليمية ومنها بالطبع الوضع فى سوريا. وقال عمرو إن الوزير الفرنسى أكد وجود تطابق وتقارب كبير فى الموقف المصرى والفرنسى تجاه الازمة السورية مؤكدا أن فرنسا لها دور مهم بوصفها دولة دائمة العضوية فى مجلس الأمن. وأشار عمرو إلى الاتصالات التى أجرها الرئيس محمد مرسى مع الرئيس الفرنسى فى الفترة الأخيرة. وأوضح وزير الخارجية أنه تم بحث موضوع استرداد الأموال المصرية المهربة فى الخارج، وأعربت فرنسا عن إستعدادها لمساعدة مصر فى هذا الموضوع. وطالب الرئيس مرسى خلال اللقاء على اهتمام مصر بنقل التكنولوجيا والمعرفة الحديثة كما تم بحث التعاون فى مجالات البحث العلمى وإمكانية زيادة عدد المنح الدراسية المقدمة للجامعات الفرنسية للدارسين المصريين. ومن جانبه قال الوزير الفرنسى إنه نقل إلى الرئيس مرسى رسالة صداقة من الرئيس الفرنسى ولقد أكدت الرسالة على محاور التعاون بين الدولتين فهناك 3 نقاط مهمة لهذه المحاورو هى الصداقة والديمقراطية الاستقرار. وأضاف لوران فابيوس أنه بالنسبة للصداقة التى هى قائمة منذ فترة طويلة بين الشعبين هناك مبادرات عديدة فى المجالات الاقتصادية والثقافية ولابد من تدعيمها ولهذا اعتمدت فرنسا مبلغ 300 مليون يورو لمصر. وقال الوزير الفرنسى إن الصداقة بين مصر وفرنسا تعنى ضرورة تنمية العلاقات بيننا فى مختلف المجالات وسوف نبذل الجهد لزيادة عدد المنح الدراسية وأشار إلى الوجود الفرنسى فى مصر الذى يأتى ما بين المرتبة الثانية إلى العاشرة من حيث الاسثتمارات الأجنبية ولكننا نريد تحسين موقعنا فى مصر. وأشار لوران فابيوس إلى أن هذه الصداقة بين البلدين يسهل تنميتها خاصة أن الديمرقراطية قد شهدتها مصر بعد الثورة وهذا ما يجسده الرئيس محمد مرسى عبر إنتخابات حرة ونزيهة وحدث تغير كبير فى المؤسسات مشيرا إلى أن فرنسا ستدعم مصر فى هذه الديمقراطية وستبقى ساهرة وحريصة على تحقيقها وإستمرارها ونجاحها. وأكد لوران فابيوس أن الشق الثالث بين البلدين وهو الاستقرار وهذا مهم لنا لان فرنسا تعلم جيدا ان مصر بلد كبير سواء على الساحة الدولية والاقليمية مؤكدا أننا نريد تعزيز دور مصر فى إطار النزاعات الهامة وخاصة سوريا ومواقف البلدين حول سوريا تتلاقى وسوف نعمل معا لإيجاد حل للازمة السورية. وقال إن مصر وفرنسا قوتان تعملان من اجل السلام على الصعيد الاقليمى والعالمى وسوف نسير معا والرئيسين المصرى والفرنسى سوف يلتقيان معا فى نيويورك وسوف نعمل لتضافر الجهود لحل الازمة السورية. واكد أن موقف فرنسا من الأزمة السورية يتلاقي مع الموقف المصرى لإيجاد حل عاجل لمعاناة الشعب السوري وأشار إلي أن عدد اللاجئين السوريين يزداد في تركيا والأردن ولبنان ونأمل في أن يتم إنهاء هذا الوضع بأسرع وقت ممكن قائلا "لا حل دون رحيل بشار الاسد وهذا ما نعمل عليه مع مصر الان". وأوضح الوزير الفرنسى أنه التقى خلال زيارته فى مصر بالجالية الفرنسية ورجال الاعمال وممثلين عن المجتمع المدنى ورئيس الوزراء والامام الاكبر وهذه اللقاءات سوف تساعد فى التقريب بين البلدين والشعبين.