أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف على أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف يعد احتفالا بظهور النبوة الخاتمة والرسالة الإلهية الأخيرة التي وضعت الإنسانية بأسرها على الطريق الصحيح وأخرجتها من ظلمات الجهل والضلال بعدما أطلقت العقل البشري من قيود العصبية وسلطان القبيلة ونظام العائلة، وتحرير ضمير الإنسان من أغلال الظلم والاستبداد والاستعباد. وقال الإمام أحمد الطيب - خلال احتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف - إن الإنسانية بدأت تتذوق طعم الحرية والعدالة والمساواة في ظل الدين الإسلامي، مشيرا إلى أن حياة الناس قبل الدين الإسلامي كانت تأن تحت وطأة الضيق الذي فرضته عليهم أنظمتهم السياسية وأنماطهم الاجتماعية والاقتصادية، وهذه الرسالة الخاتمة جاءت لتحرر العقل والفكر والوجدان وسبيلها في تحرير الإنسان هو مبدأ الحرية المنضبط بمبدأ العدل والذي يضمن إعطاء كل ذي حق حقه، حيث بدون العقل المطلق تفسد الحرية وتنقلب إلى فوضى تطيح بكل المبادىء الإنسانية الأخرى. وأضاف "إذا كانت نبوة صاحب الذكرى العطرة ضرورة لهداية البشر لأن تنقب طريقها من أخضر ما تمنى به الحضارات والمجتمعات حيث يثبت التاريخ أن سقوط الحضارات كان لأسباب وعوامل ذكر بها القرآن الكريم وحذر منها والمسماة سنن الله في الكون والإنسان، مشيرا إلى أن أهم أسبابها الانحراف عن منهج النبوة في سياسة الناس والمجتمعات وأخذهم بمكارم الأخلاق والتي هي الغاية من بعث الأنبياء وبرحمة الخلق".