تنص المادة 19 فى دستور 2014 على " التعليم حق لكل مواطن، هدفه بناء الشخصية المصرية، والحفاظ على الهوية الوطنية، وتأصيل المنهج العلمى فى التفكير، وتنمية المواهب وتشجيع الابتكار، وترسيخ القيم الحضارية والروحية، وإرساء مفاهيم المواطنة والتسامح وعدم التمييز، وتلتزم الدولة بمراعاة أهدافه فى مناهج التعليم ووسائله، وتوفيره وفقاً لمعايير الجودة العالمية". بعد كتابة هذه الكلمات فى الدستور المصرى وأصبحت ضرورة بل الزامى على الحكومة تنفيذ كل ما ورد بها من كلمات، ومن هذا المنطلق بدأ الخبراء والمهتمون بالتعليم وكل رجال الدولة منذ 2014 وفى عهد الدكتور محمود أبوالنصر وزير التعليم الأسبق بوضع استراتيجية قومية للتعليم تحقق كل ما ورد فى هذه المادة.. ولكنى أخص بالذكر فى هذا المقال آخر ثلاث كلمات فى تلك المادة إلا وهى "وفقا لمعايير الجودة العالمية". بمعنى أننا لدينا أكثر من 50 ألف مؤسسة تعليمية بمختلف المراحل التعليمية وأصبحت الحكومة ملزمة بتطبيق تعليم عالى الجودة من كل النواحى بداية من المبنى والمناخ المدرسى مرورا بالمنهج والمعلم والمتعلم ووسائل الأمن والسلامة والمشاركة المجتمعية وغيرها. ومن هنا ظهرت فكرة "المدرسة الداعمة " كمدخل لتفعيل منظومة ضمان جودة التعليم والاعتماد فى التعليم قبل الجامعى والتى ارتكزت عليها استراتيجية 2014 كنقطة انطلاق لتحقيق تلك الكلمات الواردة بالدستور المصرى ،"المدرسة الداعمة" واصبح هدفها اعتماد كل المؤسسات التعليمية فى 5 سنوات وكانت الأولوية للمدارس بالمناطق الفقيرة والعشوائيات والمحافظات الحدودية. "المدرسة الداعمة " باختصار هى مدرسة معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم واالعتماد، وتقدم لها الهيئة كافة أنواع الدعم (الفنى/ التكنولوجى) للارتقاء بمستويات جودة العملية التعليمية بها، وتنمية قدرتها على نقل خبراتها المتميزة إلى المؤسسات التعليمية المحيطة وتأهيلها لاستيفاء معايير الجودة والاعتماد. وبالفعل تم اختيار مدرسة حاصلة على الجودة والاعتماد من كل إدارة تعليمية بواقع 278 مدرسة على مستوى ال27 مديرية تعليمية، بحيث تقدم هذه المدرسة الدعم لعدد من المدارس المجاورة بمعدل 5 إلى 10 مدارس، وأن متوسط هذه المدارس التي يتم دعمها لتصل قرابة ال2000 مدرسة. كان من الخطط له أن يتم التركيز على هذه المدارس لمدة سنة ثم السنة الثانية كل مدرس تدعم 10 مدارس ولمدة سنة ليصبح العدد الكلي 278+2780 ثم كل واحدة تدعم 10 مدارس ليصبح العدد 2780+27800 وهكذا.. مع العلم كل مدرسة جديدة سيطبق عليها النظام قبل أن تبدأ. وتم الاتفاق مع المركز الثقافي البريطاني على تدريب 770 متدربا بواقع 10 من كل مدرسة داعمة، وذلك على: تنمية القيادة، التعليم التفاعلي، مهارات التواصل والاتصال، وإدارة المهارات الحياتية، لقد تم تأهيل تلك المدارس وتأهيل مبانيها وبدأ التدريب فعلا.. لكن للأسف تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. توقف كل شيء منذ عامين واصبحنا نجرى فى المكان دون جدوى .. ولم يتقدم للاعتماد منذ 2007 وحتى الآن عدد لا يتجاوز 5% من مدارس مصر ..فهل مشروع " مشروع المدرسة الداعمة" سيعود للحياة قريبا !! .