السيسى يطالب الفلسطينيين والإسرائيليين بالعمل من أجل العيش المشترك وقيام الدولة الفلسطينية من أسيوط إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة تعددت دعوات الرئيس السيسى للفلسطينيين والإسرائيليين بالعمل على تحقيق السلام بين الطرفين، فالقضية الفلسطينية توصف دائما بأنها قضية الفرص الضائعة، وخلال كلمته أمام الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، قدم الرئيس السيسى مصر باعتبارها الدولة الرائدة فى تحقيق السلام بالمنطقة، واستعدادها للمساعدة فى تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، نداء إلى الشعب الفلسطينى، قائلاً:"من المهم الاتحاد خلف الهدف وعدم الاختلاف أو إضاعة الفرصة، والاستعداد لقبول التعايش مع الآخر، مع الإسرائيليين فى أمان وسلام وتحقيق الاستقرار والأمن للجميع".
وأضاف خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها ال 72:"أوجه ندائى للشعب الإسرائيلى، وأقول لدينا فى مصر تجربة رائعة وعظيمة فى السلام معكم منذ أكثر من 40 سنة، ويمكن أن نكرر هذه التجربة وهذه الخطوة الرائعة مرة أخرى".
وأشار إلى أن أمن وسلامة المواطن الفلسطينى جنبا إلى جنب مع أمن وسلامة المواطن الإسرائيلى يجب أن تتم، مطالباً بالوقوف خلف القيادة السياسية ودعمها، قائلاً:"ولا تترددوا، وأخاطب الرأى العام فى إسرائيل، لا تتردد واطمئن، نحن معكم جميعاً من أجل إنجاح هذه الخطوة، وهذه فرصة قد لا تتكرر مرة أخرى".
ووجه نداءه إلى كل الدولة المحبة للسلام والاستقرار، وإلى كل الدول العربية الشقيقة أن تساند هذه الخطوة الرائعة وإلى باقى دول العالم أن تقف بجانب هذه الخطوة، التى إذا نجحت ستغير وجه التاريخ، وإلى القيادة الأمريكية نداء، لدينا فرصة لكتابة صفحة جديدة فى تاريخ الإنسانية من أجل تحقيق السلام فى هذه المنطقة.
وأوضح الرئيس، أن إغلاق هذا الملف من خلال تسوية عادلة تقوم على الأسس والمرجعيات الدولية، وتنشئ الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 67 وعاصمتها القدسالشرقية، هو الشرط الضرورى للانتقال بالمنطقة كلها إلى مرحلة الاستقرار والتنمية، والمحك الأساسى لاستعادة مصداقية الأممالمتحدة والنظام العالمى، ولا شك أن تحقيق السلام من شأنه أن ينزع عن الإرهاب إحدى الذرائع الرئيسية التى طالما استغلها كى يبرر تفشيه فى المنطقة، وبما يضمن لكل شعوب المنطقة العيش فى أمان وسلام
وأوضح الرئيس: "نعانى من خطر الإرهاب ونزع السلاح النووى، ومعالجة مكامن الخلل الكبرى فى النظام الاقتصادى العالمى، التى أفضت إلى زيادة بين العالمين المتقدم والنامى، ومن واقع تجربة المنطقتين العربية والإفريقية أستطيع أن أقرر بضمير مطمئن أن تلك التجربة المصرية تلخص أزمة النظام العالمى، وعجزه عن الوفاء بالمقاصد والغايات التى قامت من أجلها الأممالمتحدة".
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إنه لا حل فى ليبيا إلا بالتسوية السياسية لمواجهة المحاولات التى توجه لتفتيت الدولة وتحويلها مرتعاً للصراعات القبلية ومسرح عمليات للتنظيمات الإرهابية وتجار السلاح والبشر، وتابع:"أؤكد هنا بمنتهى الوضوح أن مصر لن تسمح باستمرار محاولات العبث بوحدة وسلامة الدولة الليبية أو المناورة بمقدرات الشعب الليبى الشقيق".
وأضاف الرئيس السيسى، أن مصر مستمرة فى العمل المكثف مع الأممالمتحدة لتحقيق التسوية السياسية المبنية على اتفاق الصخيرات والتى تستلهم المقترحات التى توصل لها الليبيون خلال اجتماعاتهم المتتالية فى الأشهر الأخيرة بالقاهرة للخروج من حالة الانسداد السياسى وإحياء المسار فى ليبيا، وتابع:" وينطبق هذا المنطق على المقاربة المصرية للأزمات فى العراق واليمن.. فالدولة الوطنية الحديثة الموحدة والقادرة والعادلة هى الطريق لتجاوز الأزمات وتحقيق التطلعات للشعوب العربية"
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى: إنه لا خلاص فى سوريا الشقيقة إلا من خلال حل سياسى يتوافق عليه جميع السوريين، ويكون جوهره الحفاظ على وحدة الدولة السورية وصيانة مؤسساتها وتوسيع قاعدتها الاجتماعية والسياسية لتشمل كل أطياف المجتمع السورى ومواجهة الإرهاب بحسم حتى القضاء عليه.
وكانت مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى اجتماعات الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة فرصة لشرح حقيقة الأوضاع فى مصر، وأهمية تكوين جبهة دولية لمكافحة الإرهاب، والتأكيد على دور مصر فى ذلك الملف، وما تتحمله منفردة فى حربها التى تدافع فيها عن الإنسانية كلها أمام جماعات إرهابية تسعى لتقسيم العالم، خصوصا الدول العربية. واستعرض الرئيس المصرى فى بيان مصر أمام الجمعية العامة، رؤية مصر لمجمل أوضاع المجتمع الدولي، وكيفية إرساء دعائم السلام والاستقرار فى العالم، فضلاً عن المواقف المصرية إزاء القضايا الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط، وجهود مكافحة الإرهاب.
وأوضح السفير جمال بيومى أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التى يشارك فيها 193 رئيس دولة ووزير خارجية، فرصة كبيرة لشرح حقيقة الأوضاع فى مصر، حيث كان الرئيس السيسى قد التقى فى اجتماعات الأممالمتحدة العام الماضى مع 40 من رؤساء الدول والمسئولين ورؤساء الشركات الأمريكية، وهو ما تكرر هذا العام. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس يشارك فى قمة مجلس الأمن حول إصلاح عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، حيث يلقى بيان مصر أمام القمة، الذى يتضمن استعراض الجهود المصرية فى هذا الصدد وكونها سابع أكبر دولة مساهمة فى قوات حفظ السلام، حيث شاركت مصر فى 37 بعثة أممية، بإجمالى قوات تجاوز 30 ألف فرد فى آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا. كما يتضمن البيان موقف مصر من تطوير عمليات حفظ السلام الأممية، سعياً للتوصل إلى رؤية متكاملة لمنع النزاع واستدامة السلام. وشارك الرئيس كذلك فى الاجتماع الخاص بالوضع فى ليبيا الذى تنظمه الأممالمتحدة سعياً لدعم جهود التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة هناك.
ومن جانب آخر عقد الرئيس السيسى لقاءً مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بالإضافة إلى عدد من اللقاءات مع الشخصيات المؤثرة وذات الثقل بالمجتمع الأمريكي، وكذا مع قيادات كبريات الشركات الأمريكية وصناديق الاستثمار وبيوت المال فى إطار غرفة التجارة الأمريكية، حيث استعرض السيسى الجهود والإنجازات التى تحققها مصر على الصعيد التنموي، وتطورات تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى والنمو المستدام، فضلاً عن التعريف بالفرص الاستثمارية الواعدة التى توفرها المشروعات التنموية الكبرى الجارى تنفيذها فى مصر، التى يمكن لمجتمع الأعمال الأمريكى المشاركة فيها.
وتضمن جدول أعمال زيارة الرئيس لنيويورك لقاءات مكثفة مع عدد من رؤساء الدول والحكومات، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر ودولهم، فضلاً عن تبادل الرؤى ووجهات النظر إزاء تطورات الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وكان الرئيس السيسى قد التقى الاثنين الماضى بمقر إقامته بنيويورك، رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو. وكذلك التقى السيسى الرئيس الفلسطينى محمود عباس والذى أعرب خلال اللقاء عن تقديره وامتنانه لجهود مصر الصادقة ومساعيها المقدرة التى أسهمت فى تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
وأيضا التقى السيسى مع مجموعة من الشخصيات المؤثرة بالمجتمع الأمريكي، التى تضم عدداً من الوزراء والمسئولين والعسكريين السابقين، بالإضافة إلى قيادات مراكز الأبحاث والمنظمات اليهودية ودوائر الفكر بالولاياتالمتحدةالأمريكية.
وكان السيسى قد التقى الأمير خالد بن سلمان سفير المملكة العربية السعودية لدى الولاياتالمتحدة، كما التقى السيسى الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس الوفد الإماراتى فى اجتماعات الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما عقد الرئيس لقاءات ثنائية مع الملك عبدالله الثانى عاهل الأردن، ورئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى، وسكرتير عام الأممالمتحدة أنطونيو جوتيرس.