السفن الحربية تمثل جوهرة الصفقة الجديدة لدعم القوة البحرية السعودية فى إطار برنامج بدأ عام 2008 وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون يحتفظ بعلاقات وطيدة بالمملكة منذ رئاسته لشركة «إيكسون موبايل» .. وساعدت خبرته فى إبرام الصفقات على إدارته للخارجية الأمريكية
أكدت الصفقات التى عقدها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالرياض، أنه يتعامل بمنطق البيزنيس وأن دول الخليج هى الأخرى تنظر إليه بوصفه رجل أعمال فى المقام الأول وهى لغة تفهمتها المملكة العربية السعودية وتعاملت معها ببراعة متجاوزة ثمانى سنوات عجاف لولايه الرئيس السابق باراك أوباما .وإذا كانت صفقة الأسلحة تلك التى بلغت قيمتها 110 مليارات دولار، ستزود المملكة بحزمة من الأسلحة والمعدات العسكرية التى من شأنها دعم أمن المملكة فإن درة التاج فيها هى الأسلحة التى ستمنح الرياض تفوقا بحريا فى مواجهة طهران . وأشار تقرير مهم لموقع «ذا ناشيونال إنتريست» «المتخصص فى الشئون العسكرية والأمنية» جاء تحت عنوان «كيف تحول الولاياتالمتحدةالأمريكية المملكة العربية السعودية إلى عملاق عسكرى» إلى أن حزمة الأسلحة تهدف إلى دعم قدرات المملكة فى مواجهة التهديدات الإقليمية فى إشارة إلى إيران بالطبع. ووفقا للتقرير فإن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بدأت الإعداد لتلك الصفقة منذ الأول من مايو الجارى، وقاد تلك المفاوضات من الجانب الأمريكى الأدميرال جوزيف ريكسى مدير وكالة التعاون الأمنى الدفاعى، وإن كان جانب كبير من الخطوات التحضيرية لتلك الصفقة قد تم فى عهد الإدارة السابقة .وأكد التقرير أن أبرز تلك الأسلحة سيتوجه لدعم القوة البحرية السعودية. وهو ما أكده بالتفصيل موقع «ذا وور ذون» حيث تأتى تلك الصفقة الأكبر استكمالا لأول برنامج لتعزيز البحرية السعودية الذى يرجع إلى الثمانينيات من القرن الماضى، وتمثل السفن الحربية جوهرة الصفقة الجديدة لدعم القوة البحرية السعودية فى إطار برنامج بدأ عام 2008 حين حصلت المملكة على أسطول من السفن البحرية الحديثة من كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وبريطانيا . وغنى عن البيان ذكر الدور المهم الذى اضطلع به جاريد كوشينر صهر ترامب ومستشاره رفيع المستوى لإبرام تلك الصفقة، وهو ما تداولته كل وسائل الإعلام العالمية ففى تكتيك غير تقليدى فى التفاوض اتصل كوشينر شخصياً بالمديرة التنفيذية لشركة «لوكهيد مارتن» للصناعات العسكرية، مارلين هيوسن، فى وقت سابق من الشهر الجاري، ليسألها إن كانت على استعداد لخفض سعر نظام متطور للكشف عن الصواريخ، وتمكن فى النهاية من تحقيق مقاصده وأهدافه. وتجدر الإشارة إلى أن مكتب المخابرات البحرية الأمريكية كان قد نشر تقريرا عاما فى شهر فبراير الماضى عن عناصر الدفاع البحرى الإيرانى، تضمن خريطة تفصيلية توضيحية تؤكد أن بطاريات الصواريخ البخارية الإيرانية المضادة للسفن يمكنها أن تصل إلى جزء كبير من الساحل الشمالى الشرقى للمملكة العربية السعودية، وأن تنفذ بعمق فى الممر المائى الإستراتيجى. وعلاوة على ذلك كانت للبحرية الإيرانية الحربية أعداد كبيرة من القذائف الصاروخية والغواصات التقليدية ذات الأحجام المختلفة. أما صحيفة «لوس أنجيلوس تايمز» الأمريكية فقد نشرت تقريرا جاء تحت عنوان «لماذا ترحب دول الخليج بصفقات ترامب فى السياسة الخارجية؟» لافتا النظر إلى أن دول الخليج تتعامل مع ترامب بوصفه رجل أعمال فى المقام الأول، وهو بالفعل يٌدير سياسته على نحو ما كان يفعل بشركاته وبذات النمط، حيث يتصدر الدائرة المحيطة به رجال الأعمال ورؤساء الشركات يأتى فى مقدمتهم شركة جى بى مورجان، سيتى جروب, داو كيميكال وجنرال إليكتريك. واستندت الصحيفة لتصريحات رجل الأعمال السعودى أحمد على إبراهيم، وجاء بها «أن المملكة العربية السعودية تمر بتحولات مهمة، حيث تسير فى مضمار البيزنيس بسرعة هائلة، وهذا هو موطن ترامب ومكمن موهبته، وهو جاء إلى السعودية راغبا وعازما على إبرام صفقات عديدة وتلك اللغة تفهمتها المملكة جيدا ولاقت هوى لديها». وأضاف قائلا «إن دول مجلس التعاون الخليجى ليست فقط مغرمة بترامب بل بالطاقم الخاص المحيط به «وفى مقابل إشادته بترامب وصف الرئيس السابق باراك أوباما بالأسوأ لتخاذله فى مواجهة المحور الشيعى إقليميا، مما جعل السعودية تعانى على مدار السنوات الثمانى الماضية. ولعل أهم ما أشار إليه تقرير صحيفة «لوس أنجليوس تايمز» هو شبكة العلاقات القائمة بين أبرز الشخصيات السياسية الأمريكية الآن، والفاعلة فى عملية صنع القرار ومستشارى الرئيس الأمريكى ترامب، وربما يتصدرهم جميعا وزير الخارجية ريكس تيلرسون الذى كان يُدير أكبر شركة نفط فى العالم من حيث القيمة السوقية، حيث تولى رئاسة مجلس الإدارة السابق لمجموعة «إكسون موبيل» التى انضم للعمل بها كمهندس إنتاج عقب تخرجه مباشرة فى جامعة تكساس فى ولاية أوستين، وارتقى فى عدة مناصب حتى وصل إلى منصب المدير التنفيذى للشركة عام 2006. وقد انعكست خلفيته فى إبرام الصفقات على عمله فى منصبه الجديد كوزير للخارجية الأمريكية، وأضفت منظورا جديدا على أعلى منصب دبلوماسى فى البلاد، وإن كان ذلك النمط مثار انتقاد معارضى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب. جدير بالذكر أن تيلرسون قام خلال الفترة التى قضاها فى شركة إكسون بعقد صفقات بمليارات الدولارات مع شركة «روسنفت» الروسية الحكومية للنفط. لكنه صرف بالفعل حصته فى شركة إكسون، إذ وافق على بيع أكثر من 600 ألف سهم كان يمتلكها فى «إكسون» بعد توليه منصبه كوزير خارجية . وقد أقام علاقات وطيدة بعدد من الشخصيات المهمة بالمملكة العربية السعودية واستطاع تكريس تلك العلاقات والحفاظ عليها حتى اليوم بل استثمارها فى مهمته الجديدة . وكانت صحيفة «بلومبيرغ «قد نشرت تقريرا فى 18 من مايو الجارى، أن البنتاجون ووزارة الدفاع السعودية سيعملان على إتمام صفقة بقيمة 6 مليارات دولار مع شركة لوكهيد مارتن للسفن للقتال البحرى فيما يمثل ٪6 من حزمة الأسلحة الأمريكية. وتشمل بقية الصفقة آلاف الذخائر الموجهة بدقة، و50 طائرة شحن مروحية من طراز سى إتش-47، و60 مروحية نقل صغيرة من طراز يو إتش-60، و115 دبابة من طراز أبرامز إم1إيه2إس، ضمن أنواع أخرى من الأسلحة.