أستاذ نساء وتوليد: ظهور شكل الفواكه في وجه أو جسم الطفل خرافة شعبية فكهاني: أغلب البضاعة مستوردة.. ولدينا جميع الفواكه صيف شتاء
«يا حبيبي نفسي في الكمثرى، ولكن يا حبيبتي نحن لسنا في موسمها»! لا أعرف أتصرف وإلا ابنك حيبقى عنده وحمة في وجهه أو جسمه بشكل الكمثرى، ينتفض الزوج ويبحث هنا وهناك، حتى يخبره بعض أصدقائه بأنهم تعرضوا لنفس المشكلة، ووجدوا ضالتهم في شارع الوحم. يستغرب الزوج وما شارع الوحم؟ يجيب أصدقاؤه: هو شارع يحوي جميع أنواع الفاكهة من مصر وخارجها، وهي متوفرة بجميع مواسمها وأنواعها، وهو مخصص لرغبات الحوامل أو من يشتهي أنواعا معينة من الفاكهة. على بعد عشرات الأمتار من سوق التوفيقية الشهير بقطع غيار السيارات والدراجات البخارية، وعلى مقربة من محطة مترو سعد زغلول الشهيرة بالإسعاف، يوجد شارع الوحم، والذي يطلق عليه البعض "سوق الحوامل"، ربما تستغرب موقعه بين قطع الغيار لكن البعض يبرر ذلك بأن كل شيء في المنطقة مستورد من الخارج. هو ليس سوقا للفواكه بمعناه المعروف، بقدر ما هو عدد يقارب العشرة من تجار الفاكهة وبعض الخضر حرصوا على توفير جميع أنواع الفواكه طوال فصول السنة، عن طريق الاستيراد من الخارج والحفظ في ثلاجات مخصصة لذلك، لتوفير طلبات السيدات الحوامل ورغباتهن. حينما ترى أنواع الفواكه المعروضة تشعر بالاستغراب الشديد، فهناك العنب والمشمش والكمثرى برغم عدم توافرها بعد، وهناك العديد من الفواكه المستوردة والتي ربما لن تراها إلا خارج مصر، لكنها متوفرة في هذا المكان الشهير بشارع الوحم. محمد تاجر فاكهة، يقول: عندي جميع أنواع الفواكه صيف شتاء ومعظمها مستورد من الخارج، والحقيقة نواجه ضعفا شديدا في البيع والشراء من الناس، ويرجع ذلك لسوء الحالة الاقتصادية من جهة وارتفاع الأسعار من جهة أخرى، ويوجد عندي خضار أيضا غير تقليدي مثل القرع وكثير من السيدات تطلبه. حسن فكهاني، يبتسم عند سؤاله عن أغرب طلبات الأزواج أو السيدات الحوامل، يجيب: الجميز، يأتي بعض الأزواج يسأل عنه والحقيقة لا يوجد عندنا ونواجه ندرة في وجوده، والمشكلة في ذلك أنه يزرع في الأقاليم والقرى وله موسم واحد ومن ثم لا نجده في فترات معينة. وجاءني بالفعل أزواج وسيدات يطلبون الجميز، ولم أستطع توفيره ونصحتهم بالذهاب إلى بعض القرى لعلهم يعثرون عليه وإن كنت أظن أنه لم يطب بعد ويصلح للطعام. يضيف حسن، أغلب طلبات الحوامل هي العنب والكمثرى والبرتقال والبطيخ ونحن نوفر هذه الفواكه في جميع فصول السنة، لكن تكون أسعارها غالية بالمقارنة بسعرها في وقتها الطبيعي وهذا شيء منطقي. علي بائع للفاكهة في شارع الوحم، يقول: إن هناك طلبات كثيرة على فاكهة القشطة، لأنها مفيدة للسيدات الحوامل، وللولادة السليمة وحتى تقوي الحليب عندى المرأة لإرضاع الطفل، ونحن نوفرها جميع فصول السنة، لكننا نعاني من "البلدية وإدارة الحي" بسبب البروز أحيانا وعدم التراخيص أحيانا أخرى ونطلب توفيق أوضاعنا. علاء زوج يضحك عند سؤاله عن أي شيء توحمت زوجته، يجيب: العنب وللأسف لم أجده في أي مكان حتى في المولات الكبيرة والأسواق الشهيرة، ودلني صديقي على شارع الوحم ولم أكن أعرفه. جئت لشراء العنب لكنني اكتشفت أن سعره مرتفع جدا حتى إن ربع كيلو جرام العنب ب 40 جنيها، وحاولت جاهدا لشرائه ولو حتى ب20 أو 30 جنيها لكن البائع رفض، معللا ذلك بأنه تم استيراده وأن يخضع سعر الصرف والدولار وغيره. وحفاظا على ألا يحدثني عن الأزمة الاقتصادية اشتريت ربع كيلو جرام في كيس صغير لزوجتي، و"يا رب ما تتوحمش تاني". منال في حملها الثاني، موظفة حكومية، تقول تعرفت على الشارع في حملي الأول وجئت مع زوجي، واشترينا البطيخ في عز الشتاء، والآن زوجي في الخارج، وأنا نفسي في البرتقال والمشمش وأعرف أنني لن أجدهما في المحلات العادية، وجئت إلى هنا واشتريت كيلو جرام برتقال ومثله مشمش، "صحيح الأسعار غالية بس كمان ابني أغلى". عمرو زوج لسيدة حامل، يقول: في الحقيقة أنا غير مقتنع بحكاية الوحم دي، لكن لو رفضت تنفيذ طلبات زوجتي ستحدث مشاجرة كبيرة، وربما تقول حماتي إني بخيل ومش خايف على ابني، فأنا أحاول تجنب المشاكل، ومضطر لتنفيذ موروثات غير علمية، ووالدي يقول مش حيخسر لو سمعت كلامنا. الدكتور أحمد حسين أستاذ النساء والتوليد بكلية الطب قصر العيني، قال: علميا لا يوجد شيء اسمه ظهور علامات في الوجه أو الجسد نتيجة عدم تلبية رغبة السيدة الحامل وهي خرافة شعبية، ومن غير المنطقي أن تظهر شكل ثمرة البطيخ أو التفاح في وجه طفل لأن أباه لم يلب رغبة أمه حينما كان جنينا في بطنها. يضيف حسين، علميا هناك تغيرات في الهرمونات عند المرأة الحامل، يتغير مزاجها ناحية بعض أنواع الأطعمة فتحب أشياء وتكره أشياء حتى إنك تجد سيدات في فترة الحمل تكره مجرد رائحة أصناف من الطعام وربما كانت تستهويها قبل الحمل. ويؤكد حسين أن الطب والعلم لايعترفان بوجود أي ضرر عند عدم تلبية رغبة الزوجة فيما يعرف باسم الوحم، وربما تكون مثل هذه الأمور عادات أسرية وأفكارا وموروثات شعبية لكنها غير حقيقية بالمرة.