أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عزمها تقديم ألمانيا خلال لقائها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كجزء لا يتجزأ من الاتحاد الأوروبي. وقالت ميركل اليوم الجمعة على هامش قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل إنها ستشير بالطبع خلال لقائها ترامب إلى أن ألمانيا كدولة قومية وكعضوة في الاتحاد الأوروبي وجهان لعملة واحدة. وتتوجه ميركل مساء الاثنين المقبل إلى واشنطن، وتلتقي في البيت الأبيض في اليوم التالي الرئيس ترامب ونائبه مايك بنس ومستشار الأمن القومي ريموند ماكماستر. وعلى عكس بيانات سابقة، لم تضع الحكومة الألمانية حتى الآن برنامجا للزيارة، حيث قالت نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية أولريكه ديمر إن ذلك لن يحدث قبل يوم الاثنين المقبل. ومن جانبها، أكدت ميركل أن "هناك اختصاصات يتم تنظيمها داخل الاتحاد عبر المواثيق الأوروبية التي ترعاها مفوضية الدول الأعضاء، من بينها الاختصاصات في قضايا التجارة". تجدر الإشارة إلى أن ترامب يرى قرار بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبي جيدا، ويراهن على إبرام اتفاقيات تجارية ثنائية مع دول بالاتحاد، بدلا من إبرام اتفاقية لتحرير التجارة مع التكتل بأكمله، والتي كان يتم التفاوض بشأنها مع الإدارة الأمريكية السابقة تحت رئاسة باراك أوباما. وعن التطلعات بشأن اللقاء، قالت ميركل: "سنعمل على محاولة تحديد مصالح بلدينا والسمات المشتركة بيننا على قدر الإمكان"، مؤكدة تمسك بلادها بأن تكون تلك المصالح مرتبطة بالاتحاد الأوروبي. وبحسب تقرير لمجلة "دير شبيجل" الألمانية، تصطحب ميركل رئيسي شركتي "سيمنز" الألمانية للصناعات الإلكترونية و"بي إم دابليو" الألمانية للسيارات، خلال زيارتها الأولى لترامب في واشنطن. وذكرت المجلة في عددها الذى يصدر غدا السبت، أن رئيس "سيمنز" جو كايزر ورئيس "بي إم دابليو" هارالد كروجر من المفترض أن يساهما في توفير مناخ جيد للمحادثات مع رجل الأعمال السابق ترامب. ولم تعلق الحكومة الألمانية على تقرير المجلة. وكان المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت أعلن يوم الاثنين الماضي، أن ميركل لن يرافقها وفد اقتصادي خلال هذه الزيارة. تجدر الإشارة إلى أن شركتي "سيمنز" و"بي إم دابليو" تشغلان في الولاياتالمتحدة عدة مصانع وتوفران العديد من فرص العمل هناك باستثمارات ألمانية مباشرة. وكان ترامب أعلن من قبل عزمه فرض قيود جمركية على الواردات القادمة من دول لدى الولاياتالمتحدة عجز تجاري معها، وكان يقصد في ذلك الصينوألمانيا على وجه الخصوص. وتعتزم ميركل التحدث خلال زيارتها للولايات المتحدة عن الشراكة عبر الأطلسي بوجه عام، وعن قمة مجموعة العشرين التي تُعقد في مدينة هامبورج الألمانية في تموز/يوليو المقبل تحت رئاسة ألمانيا. كما تعتزم ميركل أن توضح لترامب التصورات المبدئية للحكومة الألمانية بشأن الموضوعات التي من المفترض مناقشتها خلال القمة. يذكر أنه جرى إتصال هاتفى فى نهاية كانون ثان/يناير الماضي بين ميركل وترامب ، ودعاها خلاله إلى زيارة الولاياتالمتحدة. وعقب فوزه في الانتخابات، قامت ميركل بتذكير ترامب بصورة مباشرة بالمبادئ الأساسية الديمقراطية، التي تخلى عنها جزئيا خلال حملته الانتخابية من وجهة النظر الألمانية. ووضعت ميركل شروطا لتعزيز التعاون مع الولاياتالمتحدة، من بينها الحفاظ على مبادئ الديمقراطية والحرية واحترام القانون وكرامة الإنسان بصرف النظر عن المنشأ أو الديانة أو الجنس أو الموقف السياسي.