عادت الحياة إلى متحف الفن الإسلامى بمنطقة باب الخلق، بعد مرور نحو عامين على إغلاقه، حيث أمر الرئيس عبد الفتاح السيسى بإعادة افتتاحه بعد فترة إغلاقه وترميمه وإعادة تأهيله، مما أصابه من أضرار نتيجة حادث تفجير مديرية أمن القاهرة المجاورة له. المتحف قبل تعرضه للتدمير كان يضم 1475 تحفة، تم تدمير 179 منها، ونجح قسم الترميم بالمتحف في ترميم 160 منها فقط. أما الآن وبعد إعادة افتتاحه فأصبح يحتوى على نحو 4400 تحفة أثرية تنتمي لعصور مختلفة من الحضارة الإسلامية من مصر والعالم الإسلامي من بينها 400 قطعة يتم عرضها لأول مرة – حد قول الدكتور أحمد الشوكي المشرف العام على المتحف. كما أوضح أنه يوجد بالمتحف عدد من القاعات أهمها قاعة "الطب"، التى تضم أدوات طبية وجراحية من العصر العباسى، ومخطوطات طبية مهمة جدا بعضها يتحدث عن فوائد الأعشاب واستخدامها في العلاج. كما تضم القاعة أيضًا عددًا من الصور والرسومات الطبية ل "ابن سينا". ويوجد بالمتحف قميص من العصر الصفوي الإيراني عليه كتابات وتعاويذ، تقول:"من يرتد هذا القميص يحميه من الأمراض والأوجاع والآلام والقتل". كما نجحنا فى إعادة سيناريو العرض المتحفي، ونقل بيت الهدايا إلى الحديقة المتحفية، إضافة إلى عدد من القاعات, مثل قاعة للعملة والسلاح، وتخصيص فتارين جديدة لعصر أسرة محمد علي، وتغيير مسمى بعض القاعات ليتلاءم مع العرض المتحفي الجديد، وتغيير شكل القاعة الرئيسية بمدخل المتحف. كما قمنا بعملية لتطوير المخزن المتحفي رقم 16 حيث إنه لم يخضع للتطوير منذ افتتاح المتحف عام 1903م. بدأت فكرة إنشاء دار تجمع التحف الإسلامية سنة 1869، في عهد الخديو توفيق، حيث جمعت في الإيوان الشرقي من جامع الحاكم, وصدر مرسوم سنة 1881 بتشكيل لجنة حفظ الآثار العربية، وعندما ضاق هذا الإيوان بالمتحف بني لها مكان في صحن هذا الجامع حتى بني المتحف الحالي بميدان أحمد ماهر بشارع بورسعيد (الخليج المصري قديمًا) وكان يعرف جزؤه الشرقي بدار الآثار العربية وجزئه الغربي باسم دار الكتب السلطانية. وينقسم المتحف الإسلامى تبعا للعصور والعناصر الفنية، من الأموى والعباسى والأيوبى والمملوكى والعثماني، ويقسم إلى 10 أقسام تبعا للعناصر الفنية وهي: المعادن والعملات والأخشاب والنسيج والسجاد والزجاج والزخرف والحلى والسلاح والأحجار والرخام. بينما الأثارى سعيد رمضان، رئيس قسم العملة بالمتحف الإسلامى يقول: إن قاعة العملات النقدية من أهم وأقيم القطع فى التاريخ على مر العصور، حيث تضم نحو 2248 قطعة من كنوز ونوادر العملات التى تعود لعصر ما قبل الإسلام حتى العصر الحديث, مرورًا بعصر الخلفاء الراشدين ثم العصر الأموى والعباسى والفاطمى والأيوبى والمملوكى البحرى والجركسى ثم العصر العثمانى وأسرة محمد علي. ومن أروع ما يضم قسم العملات دراهم كسروية فارسية ودنانير بيزنطية التى كانت متداولة فى عصر رسول الله «[» والخلفاء الراشدين، وأقدم دينار معرب مؤرخ بسنة 77 ه ويعود لعصر الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان،ولدينا أيضاً أقدم دينار إسلامى معرب مؤرخ بسنة 77ه ويحمل رقم سجل 26078، ودينار مسجل عليه اسم أول دار ضرب للدنانير بعبارة (دار معدن أمير المؤمنين بالحجاز سنة 105ه) ويحمل رقم 17442، حيث قام المسلمون فى عهد الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان بإصدار عملات بنقوش وكتابات عربية بدلاً من الصور الدينية والإمبراطورية لأسلافهم من الساسانيين والبيزنطيين. واستمر الخط الكوفى على كتابات الدنانير الأيوبية حتى استبدله الكامل بخط النسخ سنة 623ه، كما يضم المتحف أشهر قصة أثر لطبق "غبن"، الذى كان غلاماً من خدم الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله، حيث تدرج فى المناصب حتى قوى سلطانه، وأنعم عليه الحاكم بأمر الله بلقب قائد القادة فى سنة 401 ه ثم زادت ثقة الحاكم فيه، وتقلد الحسبة والشرطيين العليا والتى تعنى شرطة القاهرة, وكان قد أمر الحاكم بقطع يديه بعد أن غضب عليه، وحملت إليه اليد على طبق عام 404 ه /10 نوفمبر 1013م .. ويحتفظ المتحف بهذا الطبق الآن ويوجد عليه اسم الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله وقائده غبن، وهو يعد من أكبر الأطباق الخزفية فى العالم الإسلامى.