د ب أ أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اليوم الثلاثاء خلال اجتماع مجلسه في مدينة زيوريخ السويسرية ، زيادة عدد منتخبات كأس العالم إلى 48 اعتبارا من نسخة عام 2026 . وذكر الفيفا عبر موقع شبكة التواصل الإجتماعي "تويتر" أن اقتراح زيادة عدد المنتخبات في نهائيات المونديال إلى 48 منتخبا ، وهو ما يشكل زيادة بنسبة 50 بالمائة على عدد المنتخبات (32) التي تشارك طبقا للنظام الحالي ، قوبل بالموافقة "بالإجماع". وكان الاقتراح يحظى بتأييد شديد من جانب السويسري جياني إنفانتينو رئيس الفيفا ، حيث تعهد خلال حملته الانتخابية لرئاسة الاتحاد ، بزيادة حجم البطولة. وطبقا للنظام الجديد ، سيجرى تقسيم المنتخبات المشاركة على 16 مجموعة تضم كل مجموعة ثلاثة منتخبات ، وبذلك يزيد عدد مباريات النهائيات على الأرجح إلى 80 مباراة بدلا من 64 مباراة طبقا للنظام الحالي. وسيعلن الفيفا عن تفاصيل النظام الجديد للبطولة في ختام اجتماعات مجلس الفيفا ، ولكن يتوقع أن يشهد النظام الجديد تأهل منتخبين من كل مجموعة إلى الدور الثاني الذي يقام بنظام خروج المغلوب. النظام الجديد للمونديال يعني أن البطل سيشارك في سبع مباريات فقط كما هو الحال في الوقت الراهن. كذلك يتوقع أن يجرى الاحتكام إلى ضربات الجزاء الترجيحية في حالة انتهاء المباراة بالتعادل في دور المجموعات. أما حصة القارات من المقاعد في نهائيات كأس العالم فستحسم خلال اجتماع الجمعية العمومية للفيفا (كونجرس الفيفا) في أيار/مايو المقبل ويتوقع أن تشكل قضية ساخنة ، وقد وعد إنفانتينو بالفعل بالمزيد من المقاعد لقارتي أفريقيا وآسيا. وهيمنت أوروبا على لقب البطولة ومن المتوقع أن يطالب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) بزيادة حصة القارة العجوز إلى 16 مقعدا بدءا من نسخة 2026 بدلا من 13 مقعد حاليا، مما يعني حصولها ثلث مقاعد المونديال. أما اقتراح زيادة حجم البطولة فلم يكن مرحبا به من جانب بعض الأطراف وعلى رأسها رابطة الأندية الأوروبية (ايكا) التي كانت من أشد المعارضين له. وذكر بيان لرابطة الأندية الأوروبية (ايكا) اليوم "اننا لا نرى مزايا لتغيير الشكل الحالي المؤلف من32 فريقا، والذي ثبت أنه الصيغة المثالية من جميع وجهات النظر". وأضاف "هناك شكوك أيضا حول الحاجة الملحة للتوصل إلى مثل هذا القرار الهام، مع تبقي تسع سنوات حتى يصبح معمولا به، دون الإشراك السليم من جانب المعنيين الذين سيتأثرون بهذا التغيير. وأوضح البيان "ونحن نفهم أنه تم اتخاذ هذا القرار بناء على أسباب سياسية وليس رياضية وتحت ضغط سياسي كبير، وهو أمر ترى ايكا أنه يدعو للأسف". كماأعربت ألمانيا بطلة العالم عن خيبة أملها من القرار. وقال يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني "لازلت أرى أن الصيغة الحالية لكأس العالم بمشاركة 32 فريقا، جيدة، ومن وجهة نظر رياضية لا يوجد أي مكاسب من زيادة عدد المنتخبات". ومن جانبه قال رينهارد جريندل رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم "أنه ليس سعيدا" بقرار الفيفا بشأن زيادة عدد منتخبات المونديال، مشيرا "مصدر قلقي الأكبر هو أن بتغير مضمون كرة القدم نفسه، فإن عنصر الجذب للعبة يتأثر". وأوضح اوليفر بيرهوف مدير المنتخب الألماني "يمكنني أن افهم أي شخص يرى أن زيادة حجم المنافسين بمثابة تمييع، أشعر أيضا بأن مشاركة 48 فريقا في أكبر وأهم بطولة في العالم أمر مبالغ فيه". الدول الصغيرة مثل اسكتلندا التي ساندت أيضا قرار زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس الأمم الأوروبية، كانت أكثر إيجابية. وقال ستيوارت ريجان الرئيس التنفيذي للاتحاد الاسكتلندي لكرة القدم "نعتقد أنها خطوة إيجابية خاصة للدول الصغيرة، وستسمح للجماهير حول العالم بالاستمتاع بمشاركة بلادهم في نهائيات كأس العالم". وأضاف "هذا القرار أيضا سيسمح لهذه الدول للانفاق بشكل أكبر على البنية التحتية لكرة القدم وتطوير قطاعات الناشئين". وهناك أيضا مخاوف من أن الصيغة الجديدة للمجموعات التي تضم ثلاثة فرق يمكن أن يؤدي إلى تواطؤ بعض الفرق خلال المباراة الأخيرة لها في دور المجموعات من أجل ترجيح كفة فريق بعينه من المجموعة نفسها في الصعود إلى الدور التالي. ورغم أن الفيفا يعتقد بأن العدد الحالي من الملاعب المستضيفة للمونديال والتي تبلغ 12 ملعبا ليس هناك حاجة إلى زيادتها، فإن البنية التحتية الإضافية اللازمة لاستضافة 48 فريقا يعني أن عددا أقل من البلدان ستكون قادرة على استضافة البطولة. ويعتبر ملف أمريكا الشمالية، الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية، الملف الاوفر حظا لاستضافة مونديال 2026 مع خروج أوروبا وآسيا من المنافسة بسبب استضافة النسختين المقبلتين من البطولة. أما بالنسبة لنسختى كأس العالم 2018 بروسيا و2022 بقطر ، فسيجرى إقامتهما بالنظام الحالي والذي يقضي بمشاركة 32 منتخبا في النهائيات.