في الوقت الذي استمر فيه الغموض وتضارب الأنباء حول موقع العقيد الليبي الهارب معمر القذافي, أعلن متحدث باسم ثوار ليبيا- أمس- أن الثوار يحاصرون العقيد حاليا, وأن القبض عليه أو تصفيته ليس إلا مسألة وقت مشيرا إلي أن القذافي محاصر في منطقة نصف قطرها60 كلم تطوقها قوات تابعة للمجلس الانتقالي الليبي. وذكرت قناة ليبيا الأحرار أن أنيس الشريف المتحدث باسم المجلس العسكري في طرابلس رفض تحديد مكان القذافي, إلا أنه أكد أنه لا يزال في ليبيا, كاشفا عن أن تقنيات عالية و معلومات استخباراتية بشرية ساعدت في الوصول لمكانه. وأعلن هشام أبو حجر منسق جهود البحث عن القذافي والمسئول الرفيع في القيادة الليبية الجديدة- في السياق نفسه- أن القذافي غادر علي الأرجح مدينة بني وليد الليبية وأنه متجه جنوبا صوب تشاد أو النيجر بمساعدة قبائل موالية. ونقل راديو سوا الأمر يكي عن أبو حجر قوله إن الأنباء تشير إلي أن القذافي ربما كان في منطقة قرية غات بجنوب ليبيا علي بعد نحو300 كيلومتر إلي الشمال من الحدود مع النيجر وتشاد قبل أربعة أيام. وفي ترجيح لرواية الثوار الليبيين, قال مبعوث الرئيس الروسي لدي أفريقيا ميخائيل مارجيلوف إن القذافي مختبئ في مكان ما داخل الأراضي الليبية. وأعرب مارجيلوف عن اعتقادة بوجود القذافي داخل ليبيا وأن الجهة التي سيذهب اليها سوف تظهر مع الوقت. وعلي صعيد آخر, كشف مسئول تركي رفيع المستوي النقاب عن أن أنقرة رفضت عدة مرات طلبا للقذافي لزيارة تركيا قبل الثورة. وقال أرشاد هرمز أوغلو كبير مستشاري الرئيس التركي خلال لقائه بالوفد الصحفي المصري الذي يزور تركيا حاليا ان بلاده كانت تنظر لنظام العقيد القذافي علي أنه نظام غير مقبول في القرن الحادي والعشرين علي الرغم من أن العديد من العواصم الأوروبية كانت تفرش له البساط الأحمر وتسمح له بالجلوس في خيمته علي أراضيها ثم بادرت تلك الدول بعد ذلك بتوجيه ضربات له أو المشاركة فيها. ميدانيا, استمر حصار الثوار لمدينة بني وليد والتي تعد واحدة من آخر ثلاثة معاقل أخيرة متبقية للموالين للعقيد القذافي وسط أنباء غير مؤكدة عن التوصل إلي اتفاق مع شيوخ القبائل بها علي تسليم المدينة دون قتال, وهو ما كشفته المفاوضات المطولة بين الجانبين دون التوصل لنتائج ملموسة.وقال مفاوض المجلس الوطني الانتقالي عبد الله كنشيل ان فريق التفاوض سعيد بنتيجة الاجتماع مضيفا ان الموالين للقذافي وافقوا علي اقتراحات المجلس, مشيرا إلي انهم في انتظار وصول الامر من المجلس الانتقالي لدخول المدينة. لكن محمود عبد العزيز وهو مفاوض اخر القي في وقت لاحق بظلال من الشك علي الاتفاق قائلا ان الشيوخ تعرضوا للتهديد علي ايدي الموالين للقذافي بعد الاجتماع وان هذا افسد الأجواء, داعيا الي شن هجوم علي البلدة بدلا من أخذها سلما. وقال ان قوات المجلس الوطني الانتقالي مستعدة للهجوم في القريب العاجل. وقدر عدد افراد القوات الموالية للقذافي بما بين100 و120 رجلا مسلحين باسلحة صغيرة وبعض قاذفات الصواريخ. وفي سياق آخر, قال رئيس مؤسسة النفط الوطنية في المجلس الوطني الانتقالي الليبي نوري بروين ان إنتاج النفط الليبي لن يعود إلي مستوياته الطبيعية السابقة قبل نهاية العام المقبل. وأضاف بروين في تصريحات صحفية أن العديد من المنشآت النفطية الوطنية تضررت نتيجة العمليات العسكرية, وأن ليبيا لن تستطيع, قبل نهاية العام المقبل أو بداية عام2013, العودة إلي مستويات إنتاج ما قبل الأحداث. وأشار الرئيس الجديد لمؤسسة النفط الليبية إلي أن استئناف الإنتاج من حقول النفط الشرقية الليبية سيبدأ هذا الشهر, لكنه لن يتجاوز حدود عشرات الآلاف من البراميل يوميا.