64 عاما تفصل بين اجتماعين للجمعية العامة للأمم المتحدة الأول كان في29 نوفمبر1947 وأصدرت فيه قرارها رقم181 الذي تضمن التوصية بتقسيم فلسطين, والثاني في سبتمبر2011 وهي الدورة التي ستطلب فيها الجامعة العربية عضوية لدولة فلسطينيةبالأممالمتحدة علي مساحة قطاع غزة والضفة الغربية وتكون عاصمتها القدسالشرقية. وتحت الضغط الأمريكي أسفر الاجتماع الأول عن قيام دولة اسرائيل من دون وجه حق, وبفعل نفس الضغط الذي استبق اجتماع2011 لاينتظر أن يخرج من رحم الأممالمتحدة مولود جديد يحمل اسم فلسطين كدولة كاملة العضوية. يقول الدكتورابراهيم العناني أستاذ القانون الدولي ان بامكان الفلسطينيين الحصول علي الاعتراف بدولة لهم بناء علي القرار الدولي رقم181 الخاص بالتقسيم والقرارات الأخري التي تقر باحتلال اسرائيل لأراض فلسطينية وهناك عدد كبير من الدول اعترفت بالفعل بدولة فلسطينية, ولكن طلب العضوية يتطلب موافقة مجلس الأمن, حيث يجب أن تكون هناك توصية من مجلس الأمن توافق عليها9 دول أعضاء من بينها الدول الخمس دائمة العضوية وهي: الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا, وهو أمر لاتوافق عليه أمريكا ومعها دول أخري. وتؤكد الدكتورة عائشة راتب أستاذة القانون الدولي والوزيرة والسفيرة السابقة ان من حق الفلسطينيين اللجوء الي مجلس الأمن, ولكن أمريكا تتحكم وهي رافضة, رغم أنها أسهمت في قيام اسرائيل. ففي29 نوفمبر سنة1947 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم181 الذي تضمن التوصية بتقسيم فلسطين, تحت تأثير الولاياتالمتحدةالأمريكية و تريجفي لي, الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك, الذي كان معروفا بميوله الصهيونية وأعلن القرار انتهاء الانتداب علي فلسطين. وجاء في دراسة للدكتورة عائشة راتب نشرتها مجلة القانون الدولي, أن الجمعية العامة تجاهلت بقرارها حق شعب فلسطين في تقرير مصيره وخالفت بذلك أحكام المادة22 من عهد عصبة الأمم التي اعترفت بأن أقاليم انتداب( أ) قد وصلت إلي حالة من التقدم تسمح بالاعتراف مؤقتا بوجودها كأمة مستقلة إلي أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه قادرة علي إدارة شئونها بنفسها. كما أهملت الجمعية العامة إعمال المادة80 من ميثاق الأممالمتحدة التي تمنع تغيير الوضع القائمstatusquo إلا بموافقة شعوب هذه الأقاليم. ولايعطي ميثاق الأممالمتحدة للجمعية العامة ولا لأي فرع آخر من فروع الأممالمتحدة سلطة القيام بتقسيم إقليم لا تملك عليه أي سيادة أصلية أو بطريق الميراث لا من العصبة ولا من غيرها. وتضيف دراسة الدكتورة عائشة راتب أن اختصاص الجمعية العامة لم يكن يتعدي أن تقرر استقلال فلسطين وتقبلها عضوا بالمنظمة أسوة بما حدث بالنسبة لأقاليم انتداب( أ) الأخري كسوريا ولبنان والعراق, أو أن تدعو السلطة المنتدبة لكي تضع فلسطين تحت نظام الوصاية الدولي المنصوص عليه في الفصلين الثاني عشر والثالث عشر من الميثاق. وما إن أعلنت بريطانيا إنهاء انتدابها علي فلسطين في15 مايو سنة1948, حتي أعلن بن جوريون قيام دولة يهودية في فلسطين باسم إسرائيل. وتضمن التصريح الخاص بإنشاء دولة إسرائيل نداء موجها إلي جميع اليهود للهجرة إلي إسرائيل, وفي12 مايو سنة1949 قبلت إسرائيل كعضو في الأممالمتحدة عقب إقرار بروتوكول لوزان. وإذا انتقلنا إلي الوضع الراهن فإنه في حال سعي الفلسطينيين لدولة نجد أن الموقف الأمريكي قد اختلف, ففي ديسمبر الماضي اعتمد مجلس النواب الأمريكي بالإجماع ودون تصويت, قرارا تضمن رفض إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد, ودعوة الإدارة الأمريكية لاستخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد أي تحرك دولي في هذا الاتجاه. وشدد المجلس في القرار علي معارضته القوية لأي محاولة للحصول علي اعتراف أو إنشاء دولة فلسطينية خارج اتفاق يتم التفاوض بشأنه بين إسرائيل والفلسطينيين ولهذا يبدو أن مجلس النواب الأمريكي, الذي صفق لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو52 مرة أثناء إلقائه خطابا أمام أعضاء المجلس أ خيرا, لن يصفق لإعلان دولة فلسطينية, علي عكس ما فعلته الإدارة الأمريكية مع إسرائيل عام.1947