في أول جمعة بعد شهر رمضان تشجعها الضغوط الدولية المتزايدة علي الرئيس السوري بشار الأسد, قال نشطاء ومقيمون إن قوات الأمن قتلت عشرة محتجين علي الأقل حين فتحت النار علي مظاهرات في أنحاء سوريا. وأضافوا أن القتلي سقطوا في ضاحيتي عربين وحمورية ومحافظة دير الزور وريف حمص, موضحا أن المتظاهرين رددوا هتافات تطالب بالحماية الدولية بعد خمسة أشهر من الحملات التي تشارك فيها الشرطة والجيش لإخماد الاحتجاجات التي تطالب بإنهاء حكم آل الأسد المستمر منذ41 عاما. و كانت القوات السورية قد طوقت المساجد في معظم المدن السورية وخصوصا في درعا و دير الزور و أحياء دمشق في محاولة لمنعهم من المشاركة في المظاهرات تحت شعار الموت ولا المذلة أمس. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أربعة أشخاص, بينهم صبي11 عاما, قد لقوا حتفهم كما أصيب عدد آخر عندما فتحت قوات الأمن النار علي المتظاهرين وسط مدينة حمص مساء أمس الاول. وذكر المرصد, ومقره لندن, أن شخصا قتل وأصيب خمسة آخرون في هجوم نفذه الجيش وقوات الأمن علي قرية الرامة بمحافظة إدلب شمال غربي البلاد. وأضاف أن قوات الأمن السورية قتلت شابا في مدينة دير الزور شرقي سورية, كما لفظت فتاة(10 أعوام) أنفاسها الأخيرة في المدينة متأثرة بجروحها التي أصيبت بها في وقت سابق. وقال الناشط السوري عمر إدلبي المقيم في لبنان لوكالة الانباء الالمانية في وقت متأخر أمس الاول انه كانت هناك مظاهرة ليلية عندما فتحت قوات الأمن النار, وقتلت أربعة أشخاص وأصابت أكثر من20 آخرين. وفي سوبوت في بولندا, في خطوة لتشديد الضغوط الاقتصادية علي الرئيس بشار الأسد وحكومته, قال مسئولون ودبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي إن حكومات الاتحاد وافقت أمس علي حظر واردات النفط السوري ويمثل الحظر النفطي خطوة مهمة بالنسبة للاتحاد الأوروبي الذي اتبع حتي الآن أسلوبا تصاعديا في العقوبات ضد الأسد في محاولة لإجباره علي انهاء حملته علي محتجين مناهضين لحكمه. وشمل القرار كذلك توسيع قائمة الكيانات الخاضعة لحظر السفر وتجميد الأصول بإضافة سبعة أسماء جديدة منها أربعة أفراد. وقال مسئول من الاتحاد الأوروبي لرويترز تم الاتفاق علي العقوبات... حظروا استيراد النفط الخام السوري... للاتحاد الأوروبي. وشملت( العقوبات) أربعة أفراد آخرين وثلاثة كيانات. ويريد الاتحاد والولاياتالمتحدة وقوي غربية أن يوقف الأسد حملة قمع عنيف بدأت قبل خمسة أشهر ضد احتجاجات تطالب بالديمقراطية وتنحي الأسد عن السلطة في سوريا لكن الرئيس السوري لم يبد إشارة علي التراجع عن موقفه. وتقول الاممالمتحدة إن أكثر من ألفي مدني قتلوا منذ بدء الحملة. ومنع الاتحاد الاوروبي الاوروبيين من إقامة علاقات تجارية مع عشرات المسئولين السوريين والمؤسسات الحكومية والشركات التي لها علاقة بالجيش السوري الذي يشن الحملة ضد المعارضين لكن لم يبد أن للاجراءات تأثيرا كبيرا علي سياسة الاسد. وستكون خطوات اليوم هي المرة الأولي التي يستهدف فيها الاتحاد الاوروبي الصناعة في سوريا لكن محللين يقولون إن تأثير العقوبات التي لن تصل إلي حد حظر الاستثمارات الذي فرضته الولاياتالمتحدة الشهر الماضي سيكون محدودا فيما يتعلق بقدرة الاسد علي الحصول علي الاموال. من جانبه, قال رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون- في مؤتمر صحفي عقب مؤتمر باريس ليلة أمس الاول- انه تنبه بشكل متزايد إلي تردد بعض الدول في مجلس الأمن لدعم اتخاذ موقف صارم ضد النظام السوري. وأضاف كاميرون: من المحبط طبعا أن لا يمكننا الخروج بإعلان أقصي حيال سورية. أريد الحصول علي ذلك( القرار). وأوضح: أظن أن ما يحدث في سوريا رهيب, وعلي العالم أن يقف ويتحدث بوضوح حيال ذلك. ودعا رئيس الوزراء البريطاني إلي فرض عقوبات أشد, مزيد من حظر السفر, ومزيد من تجميد الأصول, في رسالة واضحة إلي أن ما يفعله النظام( السوري) غير مقبول. من جانبها, دعت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية الدول الأوروبية ودولا أخري الي فرض مزيد من العقوبات علي سوريا والرئيس بشار الأسد, قائلة انه يتعين ممارسة مزيد من الضغط عليه لإجباره علي التنحي. وحثت كلينتون مزيدا من الدول علي أن تحذو حذو الولاياتالمتحدة وتفرض عقوبات صارمة علي حكومته ردا علي حملتها علي الاحتجاجات السياسية. وأضافت.. أن انتقال سوريا الي الديمقراطية بدأ بالفعل. حان الوقت لأن يعترف الرئيس الأسد بذلك ويتنحي حتي يتمكن الشعب السوري بنفسه من تقرير مستقبله. واضافت قائلة: يتعين علي أولئك الذين انضموا الينا في هذه الدعوة أن يترجموا أقوالنا الي أفعال ملموسة لتصعيد الضغط علي الأسد ومن حوله بما في ذلك فرض عقوبات قوية جديدة تستهدف قطاع الطاقة السوري لحرمان النظام من العائدات التي تمول حملته العنيفة.