واشنطن- وكالات الأنباء: رصدت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية ربيعا من نوع آخر تشهده القارة الآسيوية وهو الربيع الأخلاقي الذي تشهده الهند والصين علي حد وصفها. ففي تقرير موسع لها عما يشهده النصف الجنوبي من القارة الآسيوية من أحداث, قالت الصحيفة إن كلا من الهند والصين دأبتا علي التنافس في مجالات عديدة, بدءا من الرياضة وانتهاء بالناتج المحلي الإجمالي, إلا أنه في الأسابيع الأخيرة- والحديث للصحيفة الأمريكية- اضطرت الدولتان أن تظهرا لشعبيهما أنهما قادرتان علي التصدي للفساد, ويبدو أن المنافسة هذه المرة تنطلق من اشتياق الشعبين الهندي والصيني إلي لمس النزاهة والشفافية في حكومتيهما, وهو رغبة حديثة ربما تكون مستوحاه من مطالب الربيع العربي, التي تضمنت محاسبة القادة. ثم بدأت كريستيان ساينس مونيتور بعد ذلك في تقريرها في التعامل مع ربيع الأخلاق في كل دولة علي حدة, فاستهلت الحديث عن التنين الصيني قائلة إن صراع الصين الطويل مع الكسب غير المشروع دخل منعطفا جديدا في23 يوليو الماضي بعد تصادم اثنين من قطارات الرصاصة فائقة السرعة, مما أسفر عن مقتل40 شخصا, مشيرة إلي أن ذلك التصادم أثار موجة مفاجئة من القلق العام, رغم الضوابط الصارمة, بسبب إقالة وزير السكك الحديدية قبل فترة بسيطة من الحادث, إثر الكشف عن حصوله علي نحو122 مليون دولار علي شكل عمولات. وأضافت الصحيفة أنه من الواضح أن الصين وضعت الفساد علي قائمة أجندتها عام2008, في أعقاب زلزال سيتشوان الذي أودي بحياة آلاف الأطفال, ووقع نتيجة لانهيار عدد من المدارس غير المشيدة وفقا للمعايير المطلوبة, قائلة: وبعد كل حادثة تسمم غذائي جماعي أو تلوث بيئي, تعلو صيحات تتهم الأيادي الفاسدة بكونها السبب في ذلك. وأوضحت كريستيان ساينس مونيتور أن السمعة الطيبة التي يتمتع بها نائب الرئيس الصيني زي جينبنج قد تكون أحد أسباب اختياره ليخلف الرئيس الحالي, فهو من كتب أن الشفافية أفضل وسيلة لمنع التآكل, وبمناسبة احتفال الحزب الشيوعي الحاكم بالذكري التسعين لتأسيسه ألقي الرئيس الصيني هو جينتاو خطابا الشهر الماضي ركز فيه علي حاجة الحزب إلي مقاومة الفساد. وعن الهند قالت كريستيان ساينس مونيتور إن موضوع الفساد هيمن أيضا علي الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج بمناسبة يوم الاستقلال, إلا أنه, بمجرد حلول اليوم التالي, أصبح في موقف دفاعي بعد أن تم إلقاء القبض علي أنا هازاري أحد أشهر النشطاء الهنود في مكافحة الفساد, لاستمراره في حملة إضراب عن الطعام في العاصمة نيودلهي احتجاجا علي الفساد, إلي أن نجح مؤخرا في إجبار رئيس الوزراء والبرلمان علي الاستجابة لمطالبه.