ظاهرة غريبة وفريدة من نوعها تستحق التوقف أمامها طويلا بالبحث والتأمل والدراسة والتنقيب عما ورائها فظاهرة اختفاء الاشخاص فجأة وبدون سابق انذار او مقدمات اختفاء نهائى عن الوجود بلا اى أثر للشخص المختفى، ظاهرة كنا نسمع عنها فى الاساطير القديمة وكتب الحكايات وافلام الاكشن والاثارة الباحثة عن التشويق والمتعة والاثارة. فظاهرة اختفاء ايمان الطوخى والتى سمعنا بها عبر الفضائيات وبعض الصحف والتى ارتبط اسمها بالرئيس المخلوع أعادت لنا الاذهان اختفاء الزميل رضا هلال فى ظروف غامضة اثر تناوله وجبة كباب دليفرى بعد يوم عمل شاق بالاهرام وبعد وصوله الى منزله بدقائق معدودة بسيارة المؤسسة والرابط بين اختفاء الشخصيتين هو عامل واحد يتمثل فى اقتران اسمهما بالرئيس مبارك ونجله جمال مما يؤكد أن هناك دلالة على اختفائهما النهائى دون أثر ولو لجثتيهما. فاختفاء الزميل رضا هلال صاحبها غموض كبير غير مبرر خاصة ان اختفاءه كان فى عصر الاستاذ ابراهيم نافع صاحب الشخصية القوية ذات العلاقات القوية ليس مع رأس النظام المصرى وجميع كبار رجال الدولة المصرية فحسب بل بمعظم زعماء وملوك العالم العربى وبعض زعماء العالم الغربى غير انه كان صديقا مقربا لمبارك وكان يأمر فيطاع ومع ذلك لم يستطع فعل شىء امام اختفاء الزميل منذ الساعات الاولى وحتى الان، الامر الذى يدعو للدهشة والاستغراب ويؤكد فى ذات الوقت ان الفعل مدبر وعلى مستوى عال وهناك شخصيات تعرف اين ومتى وكيف ولماذا اختفى رضا هلال واين هو الآن. الغريب ان حكاية اختفاء اى شخص تظهر بعد ساعات او ايام من اختفائه وحتى لو كان تم تصفيتهم جسديا فتظهر جثثهم الا فى هذه الحالة المريبة فرضا هلال مازال مختفيا، فهل ذهب الى السماوات العلى ام انه فى باطن الارض واعتقد ان لن تكون الاولى ولا الثانية لانه لو كان دفن فى باطن الارض للفظته وظهرت جثته والسماء لا تذهب اليها الاجساد ولكن الارواح فقط. ونحن نريد ظهور الحقيقة الغائبة مجردة والا فما معنى الثورة المصرية اذا لم يعقبها ظهور الحقائق علانية وبشفافية للجميع حتى نشعر اننا امام زمن وعصر مختلف لكن فى الامر شىء ما لا نعرفه يفسره ارتباط اختفاء الزميل بنجل الرئيس جمال مبارك وما كان لديه من قوى فى الماضى تجعله يفعل اى شىء فى اى وقت وبجبروت ليس له مثيل. ولو كان رضا هلال فى احد السجون المصرية لظهر امامنا بعدما انهارت جميع السجون بعد الثورة واستطاع الظهور او حتى الهروب ولظهر لنا على الساحة من جديد ليقص لنا حكايته وماذا حدث؟. والمطلوب فتح التحقيق من جديد واستجواب الرئيس ونجله وكل الشخصيات التى كانت معاصرة اختفاء رضا هلال لنعرف الحقيقة التى اعتقد انهم يعرفونها جميعا وحقنا كمصريين وصحفيين بعد 25 يناير معرفة الحقائق كاملة وكشف سر غموض الزميل الذى اختفى وهو فى افضل حالاته صحفيا وهو فى ريعان الشباب وعلى الاهرام واسرة الزميل المطالبة بفتح الملف من جديد لمعرفة اين ذهب رضا هلال لاننا لسنا فى شيكاغو. نحن فى مصر بلد الامن والامان كما ارادها المولى عز وجل، لكن فى الامر شىء يدعو للدهشة والغرابة وهناك شخصيات تعرف اين هو هلال وجهات الامن المصرية تعرف ايضا حقيقة الامر، لكن الذى لا يعرف ويريد ان يعرف هو نحن وشعب مصر الذى فجر اعظم ثورة فى التاريخ الحديث. المزيد من مقالات فهمى السيد