مسكنات عيسي أخطار حقيقية تواجه مصانع الغزل والنسيج أكبر الصناعات المصرية, يعمل بها أكثر من مليون ونصف المليون عامل, أي أكثر من30% من حجم القوي العاملة بمصر في أكثر من4000 مصنع ما بين القطاع العام والقطاع الخاص, فقد أغلق أكثر من51% من مصانع النسيج بالمحلة الكبري وتخلت عن أكثر من مليون عامل نسيج. اتهم أصحاب هذه المصانع الحكومة بالمسئولية عن تسريح هذه العمالة, وأكدوا في مؤتمرات وبيانات صحفية, أن السياسات الخاطئة المتبعة بعد وقبل ثورة25 يناير مازالت ضد مصلحة عامل النسيج وأصحاب مصانع هذه المهنة, ومنها إحالة ملايين العمال الي المعاش المبكر( الإجباري) وانضمامهم الي صفوف البطالة في مصر نتيجة لقلة دعم الدولة لهذا القطاع ماديا وسياسيا وزيادة أسعار الغزل بشكل متصاعد وغير ثابت, والتي أدت الي خراب بيوت صناع النسيج. وبعد تصاعد أزمات مصانع الغزل والنسيج والتهديد المستمر بالاعتصامات والاضرابات العمالية, وعد الدكتور محمود عيسي وزير الصناعة والتجارة الخارجية أصحاب هذه المصانع خلال اجتماع ساخن عقده مع أعضاء مجلس إدارة غرفة الصناعات النسجية باتحاد الصناعات, بالبدء في اجراءات عاجلة لانقاذ صناعة الغزل والنسيج والملابس, حيث بادر بتشكيل لجنة تضم عددا من قيادات الوزارة تقوم بالتنسيق مع الغرف الصناعية لحصر عدد المصانع المتعثرة في كل قطاع صناعي, حيث وافق الوزراء علي تقديم دعم لمبيعات الغزول المصرية في السوق المحلية لمعاونتها في الصمود أمام الغزول المستوردة, التي انخفض سعرها العالمي بصورة كبيرة أخيرا, بينما وعد وزير الزراعة بدراسة موقف زراعة الأقطان المصرية من حيث المساحات ونوعية الأقطان المزروعة, بحيث يمكن مراعاة احتياجات كل الأطراف وتشمل متطلبات التصدير واحتياجات الصناعة المصرية, وبالتأكيد فإن قضية مصانع الغزل والنسيج المتعثرة لا تحتاج الي مسكنات ووعود وتصريحات وزارية ولكن للخروج من دوامة الأزمات المستمرة والمزمنة, فإن ذلك يتطلب التفكير في وضع استراتيجية قومية متكاملة تشارك فيها كل الوزارات والجهات المختصة والمعنية بالصناعة والزراعة والتجارة وأصحاب المصانع أنفسهم, وحتي تسترد هذه الصناعة مكانتها ويستعيد القطن المصري عرشه. المزيد من أعمدة عادل إبراهيم