اطفئ السيجارة التي في يد غيرك! نصيحة: وقبلها التي في يدك.. لأن الأمر خطير جدا.. وليس هذا رأيي.. وانما هو رأي ألوف الأطباء في العالم.. فقد قرروا نهائيا أن بساط الريح الذي ينقل الانسان إلي السرطان هو دخان السجائر. اطفئ السيجارة التي في يدك.. اسمعها مني.. لقد فعل ذلك ملايين.. ومن المؤكد انك تريد أن تعيش لنفسك ولأهلك.. ولا تريد أن تعيش مريضا ولا أن تموت وحيدا بعد ذلك! اسمعها مني.. لست حاقدا علي الذين يدخنون ويجدون متعة في ذلك لأني حاولت ان أدخن ولم أفلح في أن أجعل التدخين عادة.. حاولت أن أجد فيه أية لذة فلم أستطع.. واذكر ان الرئيس الكوبي كاسترو عندما علم أنني لا أدخن السيجار ولا أجد فيه متعة كاد يلقي بي في أحد المحيطين: الهادي أو الأطلسي.. وأصر علي أن يعلمني كيف أدخن.. وأمسك سيجارا طويلا وغمسه في القهوة حتي ابتل جانب منه.. ثم قضمه بأسنانه وأشعل السيجار وقال لي: تستطيع الآن أن تدخن! وظللت أسعل حتي الصباح.. ومع ذلك أصررت علي أن آتي معي بشنطة مليئة بالسيجار الكوبي الفخم.. وفي الطريق إلي مصر اقتنعت بأنني لا أصلح للتدخين.. ووزعت الشنطة علي الأصدقاء المدخنين! وقيل لي أن تشرشل عاش حتي التسعين يدخن.. وتذكرت آخرين عاشوا حتي المائة والخمسين يأكلون الزبادي! فليس لطول العمر أو قصره دخل في التدخين.. فالأعمار بيد الله.. والمرض بأيدينا.. والسيجارة رمز لذلك: فهمي كفن أبيض حول جثمان أوراق شجرة تنبت في المناطق الحارة! وأنت حاول أن تبدأ بنفسك ثم حاول أن تقنع غيرك.. فالذين يدخنون يفسدون علينا الهواء وينقلوننا معهم إلي حيث النهاية التعيسة! المزيد من أعمدة أنيس منصور