توالت ردود الفعل العربية علي إعلان دخول الثوار الليبين دخول العاصمة طرابلس واقتراب نهاية معمر القذافي. وفي تونس, نفت السلطات التونسية أن يكون العقيد معمر القذافي ينوي التوجه إليها أو أن يكون موجودا داخل أراضيها, وذلك بعد ساعات علي سيطرة الثوار الليبيين علي العاصمة طرابلس. وقال رئيس الوزراء التونسي الباجي قائد السبسي إن العلاقات بين القذافي وتونس لم تكن علي أحسن ما يرام في الماضي ومن ثم فإنني أعتقد أنه قد يلجأ إلي أي دولة في العالم إلا تونس. وحول إمكانية تسلل أي من المسئولين الليبيين المطلوبين من جانب المحكمة الجنائية الدولية إلي الأراضي التونسية, أكد قائد السبسي أن بلاده تحترم القوانين الدولية وملتزمة بالاتفاقات التي وقعت عليها. وأعرب رئيس الوزراء التونسي عن ارتياحه إزاء ما تشهده ليبيا الآن, مؤكدا في الوقت ذاته أن رحيل القذافي ونظامه من شأنه أن يخدم مصالح الشعب الليبي, وشعوب المنطقة ككل. وفي عمان, صرح وزير الخارجية الأردني ناصر جودة بأن بلاده تراقب عن كثب التطورات المتسارعة في ليبيا, معربا عن أمل المملكة في أن تشهد ليبيا الآن انتقالا سريعا وسلميا للسلطة. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية( بترا) عن جودة قوله إن بلاده تأمل في أن تشهد ليبيا انتقالا للسلطة, يسمح بتوافق القوي السياسية والاجتماعية فيها علي خريطة طريق تؤسس لنظام سياسي ديمقراطي جديد فيها لتنهض ليبيا بدورها في محيطها العربي, مشددا علي أهمية دور المجلس الوطني الانتقالي الليبي في هذا المضمار. وأكد وزير الخارجية أهمية إعادة بناء ليبيا في إطار يصون ويعزز وحدتها الترابية وترابط وتلاحم أبنائها, مثلما يحمي سيادتها واستقلالها السياسي, ويدفع عجلة البناء والتنمية فيها بما يخدم طموحات شعبها. كما رحبت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بسيطرة ثوار ليبيا علي معظم مناطق العاصمة طرابلس.وهنأت الجماعة التي تعد أكبر التكتلات السياسية المعارضة في الأردن الثوار بالنصر. ودعا همام سعيد المراقب العام للجماعة في بيان له كلا من الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلي الاعتبار من هذا النموذج الصارخ في الطغيان, في إشارة إلي نظام الزعيم الليبي معمر القذافي. ومن جانبه, هنأ علي سالم الدقباسي رئيس البرلمان العربي الشعب الليبي والمجلس الوطني الانتقالي, علي نجاح الثوار في تحرير ليبيا من حكم الطاغية معمر القذافي الذي استمر لأكثر من أربعين عاما. وقال الدقباسي إن البرلمان العربي المعبر عن صوت وإرادة الشعوب العربية, يؤكد أن الحاكم الذي لا يلبي مطالب شعبه في الحرية والتداول السلمي للسلطة سيكون مصيره مصير الحكام الطغاة والمستبدين. وأضاف أن ليبيا ستشهد مرحلة حضارية جديدة تقوم علي إرساء مبدئي الديمقراطية والشوري في الحكم, واحترام القانون وإطلاق حرية التعبير عن الرأي وتعزيز حقوق الإنسان التي امتهنت خلال حكم الطاغية.وناشد الدقباسي المجلس الوطني الانتقالي الليبي, أن يكون علي مستوي المسئولية, وأن يثبت للعالم أجمع أن القذافي والمسئولين عن قهر وقتل الشعب الليبي ستوفر لهم محاكمة عادلة وأنهم سيحاكمون وفق قواعد العدل والإنصاف, وتمني للشعب الليبي كل أسباب التقدم والازدهار. ومن جانبها, رحبت حركة المقاومة الإسلامية حماس بدخول الثوار الليبيين العاصمة طرابلس, مقدمة لهم التهنئة علي هذا الانتصار الكبير. وأعرب المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري عن أمله في أن يمثل ذلك نقطة تحول في التاريخ الليبي نحو الحرية والازدهار وتكريس إرادة الشعب الليبي. كما تقدمت حركة المقاومة الشعبية في فلسطين, بالتهاني للثوار الليبيين والشعب الليبي وقالت في تصريح صحفي صادر عنها, أنه آن الأوان أن يبدأ الليبيون مرحلة جديدة للعيش بكرامة وأمان وإنهاء كافة صور الظلم التي كانوا يتعرضون لها علي يد نظام العقيد القذافي. وطالبت الحركة الثوار الليبيين والشعب الليبي, للتوحد معا, من أجل مستقبل أفضل لليبيا, حتي تمارس دورها الطبيعي كبلد عربي وإسلامي مستقل, يقف إلي جانب القضايا العادلة في العالم. وفي نواكشوط, قام متظاهرون بإنزال العلم الأخضر الرسمي ورفعوا مكانه العلم الملكي السابق في ليبيا ذا الألوان الثلاثة فوق مقر السفارة الليبية في العاصمة الموريتانية. وقال شهود عيان ان عناصر الحرس الموريتاني لم تواجه المتظاهرين الذين كان عددهم لا يتجاوز ال20شخصا ولم يستغرق الحادث سوي بضع دقائق غادر اثرها المتظاهرون مقر السفارة الليبية. ولم تعترف موريتانيا رسميا بالمجلس الانتقالي الليبي كممثل شرعي وحيد للشعب الليبي لكنها استقبلت وفدا يمثله في اوائل الشهر الحالي كما استقبلت مدير مكتب العقيد الليبي معمر القذافي في اطار جهود الوساطة التي تضمنتها مبادرة الاتحاد الإفريقي لحل الازمة الليبية. وفي هذا السياق, قال الرئيس الموريتاني ان مسألة الشرعية تعود للشعب الليبي وحده لأنه هو من يمنحها لمن يختاره بطريقة ديمقراطية وحرة. وأكد مؤخرا أن بلاده تقود وساطة وبالتالي لا يمكنها أن تنحاز لطرف دون آخر. وفي بيروت, وصف رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الدكتور سليم الحص أن تحرير ليبيا من استبداد العقيد معمر القذافي بالإنجاز العظيم رغم أن تكلفته هذا العمل كانت باهظة بما سقط من شهداء في صفوف الشعب.