10 رمضان... العبور والجسور (10) خلال الساعات الست الأولي للحرب ما بين الساعة الثانية ظهرا والثامنة مساء يوم العاشر من رمضان الموافق السادس من أكتوبر عام 1973 تمكنت 5 فرق مشاة مصرية قوامها أكثر من 80 ألف جندي من عبور قناة السويس سباحة أو بواسطة القوارب المطاطية بل إن أغلب هذه الأعداد تمكنت من تسلق الساتر الترابي والاستيلاء علي مداخل ومخارج معظم النقاط الحصينة في خط بارليف مع انطلاق آذان المغرب. ولم تكن قد مضت عدة ساعات بعد غروب شمس يوم العاشر من رمضان حتي كان جنود المشاة المصريون قد أتموا بنجاح- تحت ضوء القمر- إقامة ثلاثة رءوس جسور قوية عند القنطرة والإسماعيلية وشمال البحيرات المرة تعززها دبابات برمائية نجحت هي الأخري في عبور القناة قبل أن تبدأ العملية الأضخم والأهم قرب منتصف الليل لإقامة الجسور المعدنية التي ستعبر من فوقها كتائب الدبابات والمدرعات وسيارات التموين والإمداد. وقبل أن ينطلق آذان الفجر في هذه الليلة المباركة كان قد بات واضحا أن القوات المصرية صنعت في يومها الأول إعجازا عسكريا سيدون في صفحات التاريخ... لقد وجهت جحافل العبور المصرية ضربة مباغتة ضد الجيش الإسرائيلي الذي صنعت منه نكسة يونيو 1967 أسطورة صدقها العالم أجمع وهو ما جعل كثيرا من الخبراء والمحللين الدوليين في حالة عدم تصديق لعدة أيام وكانت معظم تحليلاتهم في البداية تصور ما حدث في البداية علي أنه مجرد ضربة حظ صادفت المصريين وأن إسرائيل قادرة علي استعادة زمام المبادرة مرة أخري خصوصا مع استمرار نغمة الاستعلاء والغطرسة التي ظل الإسرائيليون يعزفون عليها في اليومين الأول والثاني للحرب وكان أبرزها ما قاله موشي ديان وزير الحرب الإسرائيلي: إن هي إلا ساعات وسوف ننتهي من تعبئة قواتنا ونتمكن من دق عظامهم! ولكن هذا الغرور الذي عاشه ديان لأكثر من 6 سنوات أعقبت حرب يونيو عام 1967 وجعله يهذي بهذا التصريح المتعجرف في اليوم الأول للحرب سرعان ما سقط لأنه في اليوم الثالث للحرب- يوم 12 رمضان الموافق 8 أكتوبر 1973- انهار ديان تماما وجلس يبكي منتحبا في مكتب رئيسة وزراء إسرائيل جولدامائير وهو يبلغها صراحة أنه يستحيل رد المصريين مرة أخري غرب قناة السويس. كان قد بات واضحا للإسرائيليين أن عليهم الاعتراف بما حدث وإدراك عقم أية محاولة لإعادة الساعة إلي الوراء. وغدا نواصل الحديث.
خير الكلام: لا أمان ولا اطمئنان لمن باع ضميره للشيطان! المزيد من أعمدة مرسى عطا الله