عقب معارك ضارية علي كافة الجبهات المحيطة بالعاصمة الليبية طرابلس بين الثوار والقوات الموالية للعقيد معمر القذافي, تمكن الثوار من إحكام حصار العاصمة وتضييق الخناق عليها بالسيطرة علي مصادر إمدادات النفط وعدد من الطرق الحيوية المؤدية لها من مختلف الجهات, فيما اعتبره مراقبون دلالة علي تهاوي حصون القذافي وبدء السقوط الفعلي للعاصمة في أيدي الثوار. ونجحت قوات المعارضة في السيطرة علي أحد أكبر المصافي النفطية الليبية بمدينة الزاوية والتي تمد طرابلس بالنفط والغاز. وذكر راديو هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن الثوار أحكموا قبضتهم علي المصفاة النفطية بعد أن تمكنوا من إجلاء قوات العقيد معمر القذافي من المدينة الواقعة علي بعد50 كيلومترا غرب طرابلس. وفي البريقة شرق العاصمة, أعلنت المعارضة أن18 من مقاتليها قتلوا واصيب33 آخرون علي مدي اليومين الماضيين في معركتهم لطرد قوات القذافي من الميناء والمصفاة النفطية بالمدينة التي تشهد قتالا منذ عدة ايام. كما أعلن الثوار سيطرتهم علي بلدة غريان الواقعة علي بعد80 كيلومترا جنوبطرابلس والتي تسيطر علي الطريق السريع الرئيسي من الجنوب إلي العاصمة, حسبما أفاد مراسل رويترز. وفي العاصمة طرابلس, وفي ظل الأخبار المتواترة والتقارير الاعلامية من الشرق والغرب, يعيش أهالي العاصمة الليبية طرابلس حالة من الهلع رغم التطمينات التي تعلنها الحكومة الليبية عبر المتحدث الرسمي لها بان هناك تقدما للجيش الليبي علي كافة الجبهات. وذكر مراسل الأهرام بالعاصمة أن الأهالي أصبحوا خائفين جدا من شدة تضارب الأنباء وغير قادرين علي العيش وسط هذا القدر من الضغط العصبي والإجراءات الأمنية المشددة مع استمرار المعاناة اليومية كالصوم وانقطاع التيار الكهربائي في بعض الأحياء وغلاء السلع وعدم تواجدها.
