المعلم منير عوض هو مرتل كنائس شبين الكوم القبطية الارثودكسية نموذج لاهتمام الكنيسة بتأهيل متحدي الاعاقة من فاقدي البصر للعمل مرتلين بالكنائس يحفظون الالحان وطقوس وقوانين الكنيسة ويسلمونها, اي يعلمونها لذلك يدعون معلمين.. يوجد معهد مدة الدراسة به ست سنوات لتخريج المرتلين وهو معهد ديدموس علي اسم العلامة ديدموس الذي كان مديرا لمدرسة الاسكندرية وهو كفيف, بالاضافة لما يمنحهم الله من قدرات علي الحفظ تعويضا عن فقد البصر فإنهم يجيدون الكتابة والقراءة بلغة برايل. من ذكرياتي مع المعلم منير انه كان يجلس بجانبي وهو يعلمني الالحان وكل هزة لها ضغطة حتي لا انسي, كنت اغيب عنه بالسنين وعندما اقابله وامد يدي للسلام عليه يقول لي اهلا يا باشمهندس انت خاسس كده ليه؟كنت اراه يسير بالشارع وحده بخطوة منتظمة وكأنه يري كل شيء.يصحبني في الليلة السابقة لعيد القيامة (ليلة ابوغلامسيس) يصحبني إلي دولاب كتب القراءات والطقوس الكنسية الذي كان يحتفظ بمفتاحه ويطلب مني اعادة رص الكتب بنظام وترتيب معين يسهل عليه ان يمد يده ويحصل علي الكتاب المطلوب في اي وقت من السنة.رحم الله المعلم منير فقد رحل عن عمر يناهز الخامسة والتسعين وكان لآخر وقت رغم انحناء ظهره وصعوبة تحركه, يحرص علي المشاركة. رحل وترك اجيالا تعلمت علي يديه وعلمت اجيالا اخري منتشرة حاليا في محافظات كثيرة. المهندس توفيق ميخائيل