مدارس ومسميات للتشتيتز في كل عام أو فترة زمنية, تخرج علينا وزارة التربية والتعليم, بمسمي جديد لنوع من المدارس, مرة الحكومية ومرة الخاصة والدولية والمتفوقين واللغات والقومية والتجريبية, وفي العام الماضي النيل, وفي العام الدراسي الجديد مدارس المتفوقين في العلوم والرياضيات, ويتحمس كل وزير في وقتها, ويدافع دفاعا شديدا عن نوع المدارس, ويؤكد أنها ستكون لنوعية خاصة من الطلاب, تحتاج إليهم الدولة في المرحلة المقبلة, ونوعية المتخرجين فيها من المتفوقين والموهوبين أصحاب العقول المتميزة, وتضم أكفأ المعلمين الذين تم اختيارهم بعناية فائقة, بل وإدارة حاسمة تعرف جيدا كيف تدير هذه المدارس بطريقة إدارية وعلمية. بالفعل يفاجأ الوزراء والمسئولون, بالإقبال المتزايد من أولياء الأمور والطلاب علي هذه المدارس, الراغبون في تعليم أبنائهم تعليما متميزا, والمتشوقون والمصدقون للتصريحات والوعود البراقة من المسئولين, والتي يصدقها أيضا الإعلاميون بأنواعهم, واهمون ومصدقون أيضا ولديهم الأمل ان يتغير الحال إلي الأفضل, وتكون هذه المدارس هي الباكورة الحقيقية للمدارس الذكية, التي صدع المسئولون رؤوسنا بها خلال السنوات الماضية. ويبدأ الانتشار لهذه المدارس, ويتحدث المسئولون عن الدول التي سبقتنا في الإنشاء, والتأخر الذي أصابنا خلال السنوات الماضية, ونؤكد ان الله سبحانه وتعالي هدانا ولحقنا أنفسنا من كارثة التأخر في التنفيذ, وتبدأ الزيارات المكوكية للمسئولين إلي الخارج لمشاهدتها علي الطبيعة, وفي النهاية تصدر لنا الوزارة نوعا أو مسمي جديدا مع وزير جديد في السنوات المقبلة, ليضم هذا النوع اوالمسمي إلي جوار إخوته, وتظل مشاكل الأبنية التعليمية مستمرة. وإذا نظرنا إلي منظومة المدارس في مصر, وفقا لآخر إحصاء صدرالعام الماضي 2010, فسنجد أنها تضم 44 الفا و631 مدرسة لكل هذه المسميات, منها 16 الفا و951 مدرسة للابتدائي, و9 آلاف و854 للاعدادي, وألفان و414 للثانوي العام, و1801 للفني, و8 ألاف و212 لرياض الأطفال, و3 ألاف و269 للفصل الواحد, و876 صديقة الفتيات,397 مدرسة للمجتمع, و857 للتربية الخاصة, ومعظم هذه المدارس تواجه مشاكل, منها الإنشائية واستكمال توسعات وإجراء صيانة وتجهيزات. هذا بالإضافة إلي احتياج المحافظات إلي مدارس أخري لمواجهة أعداد التلاميذ المتزايدة, والفصول التي تشهد ارتفاعا كبيرا في الكثافة الطلابية, ولاتحتاج إلي مسميات جديدة تحدث حالة من التشتت لأولياء الأمور وعدم القدرة علي فهمها, نشير إلي ذلك بمناسبة إعلان الوزارة عن إنشاء مدرسة جديدة للمتفوقين في العلوم والرياضيات من البنين هذا العام, وأخري للفتيات في العام المقبل, وارتباطهما بمدينة زويل العلمية, وكأن الدكتور زويل لن يستطيع ان يجري اختبارات للقبول بمعايير لخريجي المدارس الثانوية, والذين يحصلون علي المجاميع المرتفعة جدا سنويا ومتميزون, ويمكن اكتشافهم بسهولة بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة ورعايتهم علميا إذا كنا جادين سواء في المدينة أو الجامعات والمراكز العلمية.