شيزوفرانيا سورية منذ أن سحبت السعودية والكويت وبعض دول الخليج سفراءها من دمشق احتجاجا علي إمعان النظام السوري في قتل شعبه في خطوة غير مسبوقة تخرج عن سياق السياسات المحافظة للسعودية ودول الخليج, وأصدر الأزهر الشريف بيانه الغاضب الذي أدان عمليات قمع الشعب السوري بالحديد والنار, يحاول الرئيس السوري بشار الأسد الإسراع بقمع التظاهرات في باقي المدن السورية في أسرع وقت ممكن مهما يكن الثمن, بعد أن أقال وزير دفاعه السابق لأنه استغرق سبعة أيام في حربة علي الشعب الاعزل في حماة, قصفت خلالها الدبابات والمدفعية الثقيلة المدينة بصورة عشوائية قبل ان تتمكن من احتلالها بعد أن غادرها غالبية سكانها هربا من انتقام القوات المحتلة التي حملت قوائم بأسماء المطلوب اعتقالهم, جري تفتيش بيوت المدينة بيتا بيتا. بحثا عنهم. ولا يأبه النظام السوري الذي يتعجل إسكات انتفاضات باقي المدن السورية مهما كان الثمن بالعزلة الدولية الشديدة التي تحاصره الآن ولم تزك له حليفا أو صديقا سوي طهران بعد أن فقد مساندة الروس الذين يتنبأون بنهاية حزينة قريبة للرئيس بشار, وفقد تعاطف العرب الذين مدوا له حبال الصبر علي أمل أن يوقف العدوان علي شعبه, وفقد تعاطف خلفائه الأتراك الذين يخشون من تدهور الأوضاع في سوريا الذي يمكن ان يدفع عشرات الآلاف من السوريين إن النزوح إلي تركيا عبر الحدود المشتركة التي تطول لاكثر من 80 كيلو مترا, لكن يبدو أن النظام السوري لم يفطن بعد إلي أن السوريين كسروا حاجزا الرعب وكلما زاد عدد الشهداء والضحايا زاد لهيب الثورة اشتعالا. وتضاعفت المظاهرات التي تخرج ظهرا ومساء في مختلف المدن السورية. والمضحك المبكي ان يحاول النظام السوري التغطية علي جرائمه بالإعلان عن إصلاحات سياسية تستهدف إجراء انتخابات برلمانية لايصدقها غالبية الشعب السوري, وهو يشهد إستمرار عمليات القمع في وحشية بالغة تعكس نوعا من الشيزوفرانيا التي يعيشها النظام السوري. وتبدو ومأساة الرئيس بشار الاسد في عجزه الواضح عن وقف الآلة العسكرية التي يديرها شقيقه ماهر الاسد برغم كثافة الضغوط الدولية, خوفا من تصاعد الانتفاضات الي ذراها إذا ماتوقفت عمليات القمع, وتحولها الي اعتصامات مستمرة تحتل جميع الميادين في كل المدن السورية, تصمم علي البقاء الي أن يرحل النظام, ويزيد من أزمة الرئيس بشار أنه يعرف حجم المشكلة التي يعانيها الجيش السوري الذي فقد ثقة شعبة, ويعاني من سوء أحوال أفراده المادية, ويتعرض لانشقاقات عرقية تفقده وحدته بسبب إفراطه في استخدام القتل لحماية نظام ترفضه غالبية الشعب يكاد يكون بقاؤه واستمراره أمرا مستحيلا. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد