لم يلمس بشار الأسد الرسائل العربية والغربية والتركية بإمكان فرض العزلة ضده ومعاقبة نظامه القمعي. وواضح انه لم يعد يفهم, رغم ما هو معروف عن السياسيين السوريين. بأنهم بارعون في اللعب علي كل الحبال الإقليمية, ويجيدون قراءة الواقع السياسي بما يجنب دمشق من الانزلاق نحو الخطيئة. هذا بعكس والده الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي نجح طوال فترة حكمه في عدم إغضاب القوي العالمية وخاصة الولاياتالمتحدة. بل إن الأسد الأب استفاد من الجميع, بدليل مشاركته في حرب تحرير الكويت, ثم موافقته علي الانضمام علي عملية مدريد للسلام بعد ضغط وزير الخارجية الأمريكية آنذاك جيمس بيكر. لن نسرد التوافق السوري الأمريكي الغربي في عهد حافظ الأسد, والمهم انه بعد توريث سوريا للابن بشار, اكتشفنا ان الرئيس الشاب يعتمد علي مجموعة من الحرس القديم تسير علي نفس المنوال, واستطاع تحسين العلاقات مع تركيا بعد أزمة عاصفة كادت تطيره من التركة في بدايات حكمه. ثم رأينا الوريث الشاب يستجيب للضغط الدولي عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري ويسحب جيشه من لبنان. ثم تراجع بشار عن عناده وقبل اليد السعودية الممدودة له عقب قطيعة تسبب هو فيها بسبب لسانه وتجريحه في قيادات عربية وخليجية عندما اراد الدفاع عن خطأ حزب الله في اندلاع حرب يوليو.2006 غير ان بشار وأعوانه سواء الحرس القديم او الجديد أصيبوا بعمي سياسي ودبلوماسي مجددا.. فدمشق لم تع تحذير وزير الخارجية محمد عمرو كامل, من ان اتجاه الوضع في سوريا يسير نحو نقطة اللا عودة, وان الموقف يتطلب ضرورة التحرك السريع لإنقاذ الشعب السوري.. ولم يدرك الأسد مضمون التحذير المصري للنظام السوري وهو: أن الإصلاح المخضب بالدماء لا يجدي. بشار سيواصل سفك دماء شعبه حتي آخر مواطن سوري, لكي ينقذ نفسه وأعوانه وطائفته. اما شعبه, فله رب يحميه. وقد اقترب من مقاطعة الدول العربية, وتركيا في الطريق, ولكن الأخطر في الأمر هو ان بشار قاطع شعبه الذي سينتصر في النهاية. والمطلوب, رؤية عربية موحدة للتعامل مع كافة الأنظمة القمعية لإنقاذ الشعوب العربية وليس الحكام, فعمل الجامعة العربية هو لخدمتنا نحن وليس لحكامنا. المزيد من أعمدة محمد أمين المصري