صمتكم يقتلنا علي مدي الحقبة الحديثة لمسيرة العمل العربي المشترك.. وحزب الصمت العربي يمثل أكبر الأحزاب السياسية الغائبة وغير المتحركة وغير المتفاعلة مع ما تشهده الأمة العربية من اخفاقات وانتكاسات الي أن انطلق مارد الثورات والانتفاضات العربية بخروج الأغلبية الصامتة من الشعب يقودها الشباب في مسيرات سلمية بكسر حاجز الصمت والمطالبة باستعادة حقوقها المغتصبة والقضاء علي الفساد والرشوة والمحسوبية وغيرها من عوامل القهر والفساد والممارسات الأمنية, وهو ما أدي الي ضياع حقوق الإنسان في العديد من أوطاننا العربية بعد إلهاء المواطنين بقضايا سياسية بالوعود التي لم تتحقق لتحرير فلسطين والأرض والقضاء علي الاستعمار ومحاربة الإرهاب وغيرها من القضايا التي سعي عدد من الحكام لإلهاء المواطنين بها الي جانب التعصب الرياضي والديني والطائفي وغيرها من القضايا التي زادت من اتساع دائرة حزب الصمت العربي وانشغاله أولا وأخيرا بالبحث عن لقمة العيش في أوطان تزخر بالعديد من الثروات ولكنها بكل أسف كانت منهوبة من الحكام وأعوانهم الفاسدين, ربيع الثورات والانتفاضات العربية الذي انطلق من ثورة الياسمين بتونس وثورة اللوتس بمصر, وامتد الي الجماهيرية الليبية التي لاتزال تشهد معارك طاحنة وبحورا من الدماء الطاهرة تدعمها قوي خارجية وداخلية بحثا عن النفط وعوائده وليس من أجل تحرير ليبيا بل العمل علي تقسيمها والمخاوف من عرقنة الجماهيرية في ثاني تجربة عربية مأساوية للتدخل الأجنبي تحت دعوي التخلص من الحكم وحماية المعارضين, بينما الواقع هو تحقيق مصالح الغرب من خلال التهام كعكة التدمير التي يقوم بها حلف الناتو وأعوانه, وكعكة التعمير أيضا بعد السيطرة الأوروبية الأمريكية علي هلاك النفط في المنطقة الشرقية ما يحدث في ليبيا كدولة نفطية يختلف عما تشهده الثورات العربية في الدول غير النفطية اليمن وسوريا, التي انطلقت مسيرتها المليونية الأخيرة رافعة شعارها لأشقائها العرب الصامتين علي ما تشهده من مجازر في العديد من مدنها مستنكرين الصمت وعدم التفاعل والدعم من أجل استعادة الشعوب لحريتها وحقوقها المغتصبة بالحوار والطرق السلمية ومواجهتها بالعنف والقتل من قبل قوات الأمن والشرطة, مما أدي الي إسالة بحور من الدماء الذكية الطاهرة بقتل وجرح المتظاهرين وقوات الأمن من أبناء الشعب أيضا اذا كانت المخاوف من تسونامي وخريف الثورات العربية, فإن وقود استمرارها ينطلق بالخروج من شرنقة الصمت العربي لدعم المطالب السلمية المشروعة من خلال الحوار باستعادة الحقوق وانطلاق العمل في مختلف المجالات. المزيد من أعمدة أمين محمد أمين